يبدو أن إقالة الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية في افريل الفارط لم تقض على أزمة نقص الأدوية في تونس اذ تم تسجيل فقدان أكثر من 80 نوعا من الدواء منها الحياتية كأدوية السرطان المفقودة منذ نحو ثلاثة أشهر متتالية. «الصباح» تحدثت إلى بعض أصحاب الصيدليات الخاصة لرصد الأدوية المفقودة حيث أكدت ملاك(صيدلانية) انه تم تسجيل نقص كبير في حبوب منع الحمل نظرا لتراكم ديون الصيدلية المركزية تجاه مصانع الأدوية. وأفادت ملاك ان أدوية مرض الصرع مفقودة مثل»DEPAKINE» و«VALOXINE» وكذلك العديد من الفيتامينات مثل فيتامين«E» ومسكنات الآلام مثل»PARACETAMOL injection» وأدوية مرض السكري الى جانب أدوية منع الحمل بمختلف أنواعها مثل»YASMIN «. كما اشارت المتحدثة الى انه لا توجد اسباب واضحة تبرر فقدان سوق الدواء للعديد من الاصناف. واعتبر منذر»صيدلاني»ان المشكل الأساسي هو في نقص عديد الأدوية الحياتية مثل أدوية مرض السكري الخاصة بالأطفال مؤكدا ان هذه الأدوية موجودة بمخابر ومصانع الأدوية لكن تم منع تزويد الصيدلية المركزية لتضخم ديونها تجاه المزودين. ونبه المتحدث قائلا «حتى الأدوية الجنيسة والمصنعة محليا والتي تعوض عديد الأصناف من الدواء هي الأخرى مفقودة وهذا يشكل خطورة حقيقة على صحة المريض». ديون الصيدلية المركزية أزمة نقص الدواء يرجعها العاملون في القطاع الى تراكم ديون الصيدلية المركزية الى حرفائها التي فاقت750 مليون دينار جراء عدم خلاص مستحقاتها من قبل المؤسسات الصحية العمومية والصندوق الوطني للتامين على المرض «الكنام». وكان الكاتب العام للجمعية العامة للصحة عثمان الجلولي قد حذر في وقت سابق من الوضعية الكارثية التي عليها الصيدلية المركزية مما بات يهدد إمكانية التزويد من الأدوية بالخارج. وفي تصريحه ل«الصباح» ذكر رشاد قار علي الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية لأصحاب الصيدليات الخاصة بانه نبّه من الوضعية المالية الصعبة «للكنام» التي ستؤدي الى ازمة في توزيع الأدوية في تونس وخاصة للصيدلية المركزية التي جرت العادة أنها تزود القطاع العمومي من مستشفيات ومصحات تابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وأفاد قار علي بان الصندوق الوطني للتامين على المرض يعاني بدوره من أزمة مالية متفاقمة بسبب نقص السيولة المالية نظرا لتأخر تحويل الصناديق الاجتماعية لمساهمات منخرطيها. وافاد الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية لأصحاب الصيدليات الخاصة بان الصيدلية المركزية تقول بان 35 نوعا من الدواء مفقود في حين انه بالعودة إلى سوق الأدوية في تونس يسجل فقدان80 نوعا من الدواء الى حد الآن وهي كلّها أدوية حياتية خاصة أدوية الأمراض السرطانية والأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم. نقص الأدوية أرجعه وزير الصحة عماد الحمامي في أكثر من مناسبة إلى وجود تهريب للعديد من الأصناف من الدواء عبر الحدود إلى جانب إقراره بوجود فساد صلب الصيدلية المركزية مما استدعى إجراء عملية تدقيق لاجتثاث الفساد سواء من الصيدلية المركزية أو من مسالك التوزيع وصولا إلى الصيدليات الخاصة وإلى بائعي الجملة والمنتجين المحليين». من جانبها أكدت إيناس فرادي مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة أن هناك أصنافا من الأدوية المدعمة يقع تهريبها إلى الخارج، مضيفة بأنه توجد متابعة أمنية واسعة لقطع الطريق امام المهربين. وحسب مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة فقد تم تكوين مرصد لمراقبة الأدوية والتلاقيح يضبط الأصناف المفقودة ويعمل مع كافة المتدخلين في القطاع على توفيرها في السوق. السوق الدوائية في تونس.. تتكون السوق الدوائية في تونس من قطاعين الأول قطاع أدوية المستشفيات التي تحتل فيه الصناعة المحلية الصدارة من حيث الحجم والتي تختص الصيدلية المركزية دون غيرها في توزيع مواده على المؤسسات الاستشفائية العمومية. أما قطاع أدوية الصيدليات الخاصة توفر فيه الصناعة المحلية أكثر من 70 بالمائة من الكميات الموزعة ويختصر اختصاص الصيدلية المركزية في توزيع المواد الموردة على شركات توزيع الأدوية بالجملة. مهمة الصيدلية المركزية.. وتتمثل مهمة الصيدلية المركزية في تزويد السوق بصفة منتظمة بالمواد التي تحتكر توريدها وفي توزيع المواد اللازمة في مجال الطب البشري والحيواني على مختلف الهيئات الصحية العمومية وشبه العمومية والخاصة.