تعد الممثلة دليلة المفتاحي من بين أبرز الأسماء البارزة في الدراما والأعمال التلفزيونية التونسية لرمضان 2018، من خلال دور البطولة الذي تقمصته في مسلسل "شورّب" في شخصية "فاطمة" أم علي شورّب. خاصة أن الدور الذي تتقمصه لشخصية يحتفظ التاريخ والذاكرة الجمعية بأدوارها ليس في حياة إبنها الذي تميز بالمروق" والميل للعنف والإجرام بل بتأثيرها في المجتمع والمحيط المقرب من إبنها. فرغم تباين المواقف واختلاف الآراء حول هذا العمل الدرامي ومدى تقبل المشاهد التونسي له، الذي أنتجته قناة "التاسعة" وانطلقت في عرضه منذ بداية الشهر، فإن الاجماع كان حول هذه الممثلة القديرة التي كانت نقطة مضيئة في هذا العمل حضورا وآداء. فبدت متمرسة على الدور وأتقنت تجسيد شخصية أم البطل فاختطفت أنظار الجميع من خلال آدائها المتميز. فأثبتت أن للتجربة والتمكن من مهنة التمثيل والعمل على تطوير الآداء من العوامل التي مكنتها من جني النجاحات ونيل اجماع المتابعين على تميزها وفرادتها في المشهد السمعي البصري في السنوات الأخيرة. باعتبار أن دليلة المفتاحي هي ممثلة ومخرجة مسرحية تباشر مهنتها منذ أكثر من ثلاثة عقود تقريبا ولها مسيرة حافلة بالأعمال المسرحية بصفة خاصة والتلفزية والدرامية التي تقمصت فيها أدوارا مختلفة تميزت فيها بصدقها في الآداء. إذ يعود لها الفضل في التعريف ب"شخصية" المرأة التونسية من خلال الأدوار المختلفة التي جسدتها في أغلب الأعمال الدرامية التي أنتجتها التلفزة التونسية منذ التسعينات على غرار "المتاهة" و"صيد الريم" وغيرها من الأعمال الأخرى. كيف وهذه الممثلة قد "نهلت من مدارس المسرح والتمثيل في تونس منذ انطلاقتها الأولى بفرقة التمثيل بمسقط رأسها بجندوبة مرورا بعدة فضاءات وتجارب أخرى بدءا بالمسرح الوطني مرورا بالمسرح العضوي والحمامات وغيرها. كما تعاملت مع المسرح الجزائري من خلال إخراج أعمال لفائدة المسرح الوطني هناك. ومثلما أكدت ذلك في مناسبات سابقة فإن دليلة المفتاحي تولي أهمية كبيرة لعملها وتحرص على دراسة شخصياتها ولعب دورها على الوجه الأكفأ في سياق احترامها لمهنتها وللمشاهد. لأنها تعتبر التمثيل مهنة صعبة ولا تستهين بأدوارها خاصة منها الشخصية المعمقة حتى وإن كانت ثانوية لأنها في المقابل تستهجن الأدوار السطحية. وما يحسب لهذه الممثلة في مسلسل "شورّب" ليس تميز دورها فحسب بل المساهمة في الرقي بقيمة المشاهد التي تظهر فيها فيها رغم قيمة أغلب الممثلين المشاركين في هذا العمل الدرامي. فالتمثيل عندها ليس حفظ نص وآداء دور لشخصية بل هو تقمص وصدق فني يتبين من حلال علاقتها ببقية الشخصيات وبأطوار وأحداث الحكاية مما يجعل المشاهد ينصهر مع العمل. فقد ابعدت في هذا العمل على أكثر من مستوى فأقنعت وحققت الاجماع على تميزها. وتجدر الإشارة إلى أن مسلسل "شورّب" شارك في كتابة نصه كل من رياض النفوسي ويسري بوعصيدة ومرة أخرى تمنح نفس الجهة المنتجة فرصة لمخرج شاب ليكون ربيع التكالي المخرج المهندس لهذا العمل بعد التجربة المتميزة لنفس القناة مع مجدي السميري في السنوات الماضية في سلسلة "بوليس حالة عادية" بمختلف أجزائها ومسلسل "ليلة الشك". نزيهة الغضباني