اجتمع رؤساء قادة البلدان الثمانية الكبار على وقع طبول الحرب التجارية التي اطلق عنانها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فقد اعلن منذ ايام عن زيادة هامة في التعاريف الديوانية لاهم شركائه التجاريين كبلدان الاتحاد الاوروبي وكندا والصين. وفي الحقيقة فان هذه الخطوة لم تكن مفاجئة، فقد اعلن دونالد ترامب منذ الحملة الانتخابية والتي كان شعارها «أمريكا اولا» انه سيأخذ عديد الاجراءات الحمائية للدفاع عن المؤسسات الامريكية وللحد من العجز التجاري الامريكي تجاه حلفائه الاقتصاديين وقد حاول عديد قادة الدول الكبرى وبصفة خاصة الرئيس الفرنسي ماكرون اقناعه بالعدول عن وعوده الانتخابية الحمائية والترفيع بصفة كبيرة في التعريفات الديوانية. الا ان كل هذه المحاولات لم تفلح في اقناع الرئيس الامريكي الذي واصل خطاباته الدعائية التي زادت الوضع الدولي توترا. ولم يكتف الرئيس الامريكي بالتهديدات بل حولها الى قرارات حيث قرر الترفيع بصفة استثنائية في المعاليم الديوانية على الصادرات الاوروبية والصينية والكندية. وقد راهن الرئيس ترامب على عدم قدرة حلفائه على تكوين جبهة موحدة لمواجهته. الا ان الرد أتى من اوروبا التي قررت تحت الضغط الالماني الرد بصفة فعلية وحاسمة على القرار الامريكي واتبعت كندا الموقف الاوروبي وقررت الوقوف من جانبها ضد القرار الامريكي. وراهن الجميع على قدرة المجموعة الدولية على كبح جماح الرئيس الامريكي خلال القمة الاخيرة لمجموعة الثمانية التي اصبحت مجموعة السبعة بعد تعليق مشاركة روسيا. الا ان فشل الاجتماع ورفض الرئيس الامريكي الامضاء على البيان الختامي للقمة وكذلك الصور التي أتتنا من هناك تؤكد ان العالم يجد نفسه على حافة مرحلة جديدة وخطيرة، ففشل هذه القمة ستفتح الباب على مصراعيه لحرب تجارية خطيرة على المستوى العالمي والتي ستخيم بظلالها على بدايات تعافي الاقتصاد العالمي وعودة النمو اليه. هذه الخطوة تنذر ببداية مرحلة من الحروب والمواجهات التجارية التي قد تعيد الاقتصاد العالمي الى نقطة الصفر مع ما يصحبها من ضبابية وخوف ومشاحنات.. هذه المرحلة سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وستتأثر منها كل البلدان ومن ضمنها بلادنا.