اعتبر وزير التربية حاتم بن سالم على هامش الندوة الوطنية التي التامت أمس باحد نزل العاصمة تحت عنوان: "مكانة اللغات في المنظومة التربوية التونسية:الواقع والافاق" أن تدني مستوى اللغات لدى التلاميذ قد انعكس سلبا على نتائج الامتحانات الوطنية. وأشار إلى ان الأسباب تعود خاصة إلى غياب التكوين بالنسبة للمدرسين في مجال اختصاصاتهم، حيث أن التكوين كان في السابق شرطا من الشروط الأساسية للترقيات بالنسبة للمربين الا انه انعدم اليوم على حد تشخيصه. ومن بين الحلول أو المشاريع التي يمكن أن تعتمد لتجاوز هذه المعضلة, يرى الوزير انه يتعين إعادة هيكلة منظومة التكوين من خلال إنشاء مركز وطني للتكوين البيداغوجي فضلا عن إنشاء مخبر وطني للغات يتولى تكوين المكونين في كل ولايات الجمهورية بهدف تطوير قدرات المدرسين في مجال اللغات فضلا عن تولي هذا المخبر وضع البرامج التكوينية كاشفا في هذا الصدد أن أوامر تكوين هذا المخبر قد انطلقت. ومن بين الحلول الاخرى التي تطرق إليها الوزير هي العمل على إعادة هيكلة دار المعلمين العليا. تقهقر في المستوى وأوضح الوزير أن دراسة قامت بها الوزارة كشفت أن ضعف التلاميذ في اللغات أدى إلى ضعفهم في المواد العلمية مشيرا الى وجود تقهقر واضح على مستوى التحصيل العلمي على مستوى اللغات خاصة بالنسبة للغات التالية: العربية والفرنسية والانقليزية. وهو ما يستدعي وفقا للوزير إعادة هيكلة أطر وآليات تدريس اللغات. واوضح في هذا الاطار أن اللغات التي كانت تعتبر أهم مكسب للتونسي تشهد اليوم تقهقرا بداية من اللغة العربية، لافتا الى أن نتائج الامتحانات الوطنية (البكالوريا و السيزيام والنوفيام) في مختلف اللغات التي يتم تدريسها وخاصة العربية كانت "ضعيفة " داعيا خبراء الشأن التربوي المشاركين في هذه الندوة الوطنية الى العمل على إعداد إستراتيجية تهدف الى الارتقاء بمكانة اللغات صلب المنظومة التعليمية التونسية وتنظيم لقاءات جهوية حول الموضوع. من جهة أخرى, وحول مدى تملك تلاميذ الابتدائي للغات (العربية والفرنسية والانقليزية) أورد مدير عام المرحلة الابتدائية بوزارة التربية كمال الحجّام في تصريح ل"الصباح" انه لوحظ خلال السنة الدراسية - ووفقا للتقييم الذي يٌجريه الإطار التربوي للتلاميذ – ان نسبة التلاميذ غير المتمكنين من اللغة العربية على سبيل المثال في السنة السادسة لا يتجاوز ال15 بالمائة لتبلغ هذه النسبة في مادة الفرنسية تقريبا 20 بالمائة . اما بالنسبة للغة الانقليزية فتقل هذه النسبة الى حدود 10 و15 بالمائة. لكن الملفت للانتباه من وجهة نظر مدير عام المرحلة الابتدائية هو ارتفاع هذه النسبة من عدم التملك في الامتحانات الموحدة مشيرا الى ان نسبة التلاميذ الذين لم يتحصّلوا على المعدلات يرتفع الى الثلث في اللغة العربية وتقريبا 40 بالمائة في اللغة الفرنسية. الوزير يتمسك بقراره من جهة أخرى تمسّك وزير التربية حاتم بن سالم بقراره القاضي بعدم التراجع عن اعتماد معدل 15 من 20 كسقف ادنى لقبول التلاميذ بالاعداديات والمعاهد النموذجية محذرا في السياق ذاته الأولياء من التسبب في عقدة نفسية لأبنائهم الذين لم يجتازوا امتحانات الدخول للمعاهد النموذجية من شانها ان تؤثر عليهم سلبا طيلة حياتهم داعيا إياهم إلى عدم التشكيك في الامتحانات الوطنية وحول الاحتجاجات التي نفذها بعض الأولياء مؤخرا من خلال مطالبتهم سلطة الاشراف بالتراجع عن هذا القرار بين بن سالم ان النتائج المعلنة لأبنائهم تعكس في الحقيقة مستويات ابنائهم الفعلية لاسيّما وأن الامتحانات التامت في ظروف طيبة قائلا في هذا الاطار "الوزارة لا تتحمل مسؤولية تضخيم بعض الأعداد خلال السنة الدراسية". كما تجدر الإشارة الى أن وزير التربية كان قد ثمّن في تصريحه للإعلاميين الاتفاق الممضى بين سلطة الاشراف والاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الإنسان، حول الزمن المدرسي الجديد الذي سينطق بداية من السنة الدراسية القادمة 2018-2019. منال حرزي