«قوارب الموت» تنطلق بشكل شبه يومي من السواحل التونسية في محاولة للوصول الى الضفة الأخرى من المتوسّط الى حيث «الجنة» التي يحلم بها الآلاف من الشباب غير أن تلك الأحلام سرعان ما تغرق في مياه المتوسّط، ووحده صاحب الحظ السعيد من هؤلاء الشبان من ينجو من موت مؤكد ويعود الى عائلته سالما ليسجل ولادة جديدة وعددا آخر يصل الى المكان المنشود ولكن رغم الوصول الى «الجنة الموعود» فإن العواقب ليست مضمونة لا سيما وان عددا كبيرا من «الحارقين» يرمى بهم في المعتقلات حيث ينتظرهم سوء المعاملة ويظل مصيرهم مجهولا. وعلى الرغم من تصدي الحرس البحري والجيش الوطني للظاهرة غير أنها تتفاقم يوما بعد يوم وقد تم إحباط 16 عملية اجتياز للحدود خلسة وانقاذ 146 «حارقا» من الموت خلال الفترة الممتدة بين شهر جويلية الفارط الى غاية 4 اوت الجاري. عمليات اجتياز بالجملة ضبطت يوم 4 اوت الجاري دورية تابعة للمركز البحري للحرس الوطني باللواتة بصفاقس على مستوى سواحل الجهة مركب صيد على متنه 19 مجتازا اعمارهم تتراوح بين 20 و43 سنة اصيلي ولايات قفصةوتونس وقبلي وصفاقس. كما تمكن يوم 03 أوت الجاري المركز البحري للحرس الوطني بالكتف من معتمدية بن قردان ولاية مدنين من القبض على 11 شخصا اعمارهم تتراوح بين 20 و35 سنة على متن مركب صيد بحالة عطب بعرض البحر. وضبطت يوم 02 أوت 2018 دورية مشتركة بين فرقة الإرشاد والمركز البحري للحرس الوطني بجرجيس سيارة على مستوى سواحل الجهة محملة بكمية من المحروقات وعلى متنها 10 أشخاص أعمارهم تتراوح بين 21 و39 سنة قاطنين بولايتي قابسومدنين كانوا يعتزمون المشاركة في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة باتجاه ايطاليا انطلاقا من سواحل الجهة. ويوم غرة أوت الجاري تمكنت فرقة الإرشاد البحري للحرس الوطني بقليبية من إلقاء القبض على أحد منظمي عمليات الاجتياز عمره 50 سنة صادرة في شانه بطاقة جلب لفائدة المحكمة الابتدائية بنابل من اجل تورطه في مساعدة الشباب على «الحرقة». وبالرجوع الى شهر جويلية فقد تمكنت يوم 25 جويلية 2018 الوحدات العائمة التابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بصفاقس بالتنسيق مع الديوانة البحرية من ضبط مركب صيد محل سرقة من جهة العوابد عرض البحر، على متنه 16 «حارقا» أعمارهم تتراوح بين 17 و35 سنة. وضبطت خلال الليلة الفاصلة بين يومي 20 و21 جويلية 2018 دوريات مشتركة تابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بصفاقس على مستوى سواحل القراطن معتمدية قرقنة مركب صيد على متنه 15 مجتازا من بينهم اربعة تونسيين و11 شخصا يحملون جنسيات افريقية مختلفة من بينهم ثلاث نساء ورضيع كانوا بصدد اجتياز الحدود البحرية خلسة باتجاه ايطاليا. وفي السياق ذاته، تمكنت يوم 20 جويلية الفارط دورية تابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بالمهدية من ضبط مركب صيد عرض البحر على متنه 06 أشخاص قاطنين معتمدية جرجيس ولاية مدنين أعمارهم تتراوح بين 20 و 32 سنة. ومن جهة اخرى ضبطت خلال الليلة الفاصلة بين يومي 18 و 19 جويلية الماضي دورية تابعة للمركز البحري للحرس الوطني باللواتة ولاية صفاقس ثلاثة أشخاص أعمارهم تتراوح بين 20 و32 سنة من متساكني ولاية القيروان بصدد التحضير للمشاركة في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة باتجاه إيطاليا انطلاقا من سواحل معتمدية جبنيانة. واما يوم 18 جويلية الفارط فقد تمكنت دوريات تابعة لمنطقة الحرس الوطني ببن قردان ولاية مدنين من ضبط شخصين يحملان جنسية دولتين إفريقيتين جنوب الصحراء بصدد اجتياز الحدود البرية الليبية باتجاه التراب التونسي خلسة. وتمكنت يوم 18 جويلية 2018 دورية تابعة للمركز البحري للحرس الوطني بقليبية من ضبط مركب صيد مُعطّب بشاطئ سيدي منصور معتمدية حمام الغزاز ولاية نابل على متنه ثلاثة شبان أصيلي ولايات تونسونابل وجندوبة أعمارهم تتراوح بين 24 و 28 سنة كانوا بصدد اجتياز الحدود البحرية خلسة انطلاقا من سواحل الجهة. وتمكنت يوم 11 جويلية 2018 دورية تابعة لفرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بصفاقس من إلقاء القبض على أحد الأشخاص مفتش عنه لفائدة فرقة الشرطة العدلية بصفاقس من أجل «تكوين وفاق قصد مساعدة أشخاص على إجتياز الحدود البحرية خلسة». ويوم 12 جويلية الفارط تمكنت دوريات مشتركة تابعة لمنطقة الحرس الوطني بنابل من ضبط زورق مطاطي بسواحل قليبية على متنه 22 مجتازا اعمارهم تتراوح بين 20 و28 سنة قاطنين ولايات تونس، القصرين، نابل وأريانة بصدد اجتياز الحدود البحرية خلسة انطلاقا من سواحل الجهة وحجزت لديهم مبلغا ماليا قدره 1000 اورو. كما تمكنت الوحدات العائمة التابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بقليبية ولاية نابل يوم 12 جويلية الفارط من احباط عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة باتجاه ايطاليا والقت القبض على اربعة اشخاص كانوا على متن زورق بحري بسواحل سيدي دواد، كما تمكنت من القاء القبض على سبعة أشخاص آخرين قاطنين ولاية القيروان اعمارهم تتراوح بين 19 و27 سنة. وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 10 و11 جويلية 2018 تمكنت دورية مشتركة تابعة لمنطقة الحرس الوطني بجبنيانة ولاية صفاقس من ضبط ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الايفوارية داخل غابة زيتون كائنة بمعتمدية العامرة كانوا يستعدون للمشاركة في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة. واحبطت يوم 7 من الشهر الماضي دورية مشتركة تابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بالمنستير من ضبط مركبين بحريين بالقرب من مرفأ سقانص على متنهما كمية من المحروقات و06 أشخاص من متساكني الجهة كانوا بصدد التحضير لاجتياز الحدود البحرية خلسة باتجاه إيطاليا. ويوم 06 جويلية 2018 عثر مركب صيد اثناء قيامه برحلة صيد بسواحل الشابة ولاية المهدية على قارب صيد بحالة عطب على متنه 13 مجتازا أصيلي ولايتي صفاقسوقابس، وبعد التنسيق مع الوحدات العائمة التابعة للمنطقة البحرية للحرس الوطني بالمهدية تم انقاذهم جميعا. رأي القانون ينص القانون الاساسي عدد 6 لسنة 2004 المتعلق بجوازات السفر ووثائق السفر وينص الفصل 38 على أنه «يعاقب بالسجن مدة ثلاثة أعوام وبخطية قدرها ثمانية آلاف دينار كل من أرشد أو دبّر أو سهّل أو ساعد أو توسّط أو نظّم بأيّ وسيلة كانت، ولو دون مقابل، دخول شخص إلى التراب التونسي أو مغادرته خلسة سواء تمّ ذلك برا أو بحرا أو جوّا، من نقاط العبور أو من غيرها والمحاولة موجبة للعقاب وكذلك الأعمال المعدة مباشرة لارتكاب الجريمة». وينص الفصل 39 «يعاقب بالسجن مدة أربعة أعوام وبخطية قدرها عشرة آلاف دينار كل من تولى إيواء الأشخاص الداخلين أو المغادرين للتراب التونسي خلسة أو مرتكبي الجرائم المنصوص عليها بهذا الباب أو خصص مكانا لإيوائهم أو أخفاهم أو عمل على ضمان فرارهم أو عدم التوصل إلى الكشف عنهم أو عدم عقابهم ويعاقب بنفس العقوبة المنصوص عليها بالفقرة المتقدمة كل من وفر وسيلة نقل مهما كان نوعها بهدف ارتكاب الجرائم المقررة بهذا الباب أو المساعدة على ارتكابها». أما الفصل 40 فينص على أنه «يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية قدرها اثنا عشر ألف دينار كل من تعمد نقل شخص أو أشخاص لغاية إدخالهم إلى التراب التونسي أو إخراجهم منه خلسة مهما كانت الوسيلة المستعملة».