ستكون إنطلاقة فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان الوطني للمرقوم بوذرف تحت شعار «أصالة وتجديد» يوم غد 13أوت الجاري لتتواصل إلى غاية يوم17 من نفس الشهر. المرقوم الوذرفي الذي يتميز بجذوره البربرية وألوانه الزاهية منتوج فاق اشعاعه حدود الجهة والبلاد وأصبح يمثل علامة مميزة لولاية قابس ومنافسا حقيقيا لصناعات تقليدية مماثلة في السوق السياحية. ونظرا لشهرة هذا المرقوم التاريخي وعراقته وتواتره بين الاجيال وما يكتسيه هذا المنتوج اليدوي من دور هام في حياة الأسرة الوذرفية والمرأة بصفة خاصة فقد سمي المهرجان باسم «المرقوم». وهو مهرجان راسخ في القدم وعريق كعراقة هذه الصناعة المميزة حيث تعود إقامة الدورة الأولى للمهرجان إلى سنة 1985. وما انفك هذا المهرجان يتميز من دورة الى اخرى بسعيه إلى الغوص في أعماق جذور تراث أهالي وذرف العريق الذي يعد مخزونا ثقافيا وذلك بإحياء هذا التراث المتأصل والمحافظة عليه من خلال ابرازه وتوثيقه وهذه الخصوصية تستأثر محاورها عديد العروض والندوات ذات الطابع المحلي بنسبة محترمة من البرمجة. وزيادة على احياء مخزون وذرف التراثي والحضاري تساهم هذه التظاهرة في التعريف بمنتوج المنطقة وخاصة ما يهم الصناعات التقليدية بالإضافة إلى الوقوف على إبداعات الشباب في مختلف المجالات الفنية بالخصوص. وأفاد محمد علي قراسي رئيس جمعية المهرجان الوطني للمرقوم بوذرف أنه يسعى من خلال هذه التظاهرة السنوية إلى مزيد النهوض بصناعة المرقوم الوذرفي وتطويرها لجعلها تواكب الحداثة إلى جانب التعريف بها على المستوى الوطني والدولي نظرا لأهمية أبعادها الإجتماعية والإقتصادية والحرص على برمجة محطات تستجيب لميولات ومواهب شباب وذرف المتعددة وتحقيق البعد الترفيهي لأهالي المنطقة. ودعا السلط الجهوية والمؤسسات العمومية إلى ضرورة المناصفة في توزيع الدعم المالي بين مختلف الجمعيات حتى تتمكن الجمعيات من تحقيق طموحاتها وبالتالي تجنب ما يثقل كاهلها ماديا. عرض فرجوي سيكون الجمهور يوم 13 أوت الجاري بساحة المهرجان بوذرف على موعد مع افتتاح هذه التظاهرة التي تمثل حدثا ثقافيا واقتصايا في ولاية قابس لاستقطابها أعدادا هائلة من الزائرين بعرض فرجوي تم انتاجه للغرض، يتضمن مجموعة من اللوحات الفنية التي تبرز مراحل العرس التقليدي المحلي وصناعة المرقوم المميزة بالمنطقة بالاضافة الى العروض الفلكلورية المحلية بمساهمة الفروسية والشعراء وفرق الفن الشعبي. ويشهد اليوم الإفتتاحي أيضا تدشين معرض الصناعات التقليدية تحت الخيام من خلال عرض مختلف المراحل التي تمر بها المادة الخام لصناعة المنسوجات الصوفية بالإضافة إلى نماذج متعددة من المرقوم الوذرفي والإبداعات الفنية. ويتضمن نفس المهرجان ندوة فكرية تتمحور حول»المرقوم بين الاصالة والتجديد». السهرات والعروض الفنية وتبرز السهرات الفنية في مجموعة من العروض منها المسرحية والموسيقية على غرار مسرحيتي»الكنز الخالد» لفرقة الجم مساء بدار الثقافة و«3 x 1» للفنان جعفر القاسمي ليلا بفضاء المسرح يوم 13 أوت وسهرة الفنان الشاب A.L.A. يوم 14 أوت والحفل الساهر للفنان ريان يوسف يوم 15 أوت وفرقة «المشاهب» المغربية يوم 16 أوت وستتيح سهرة المواهب المحلية التي تختتم بها هذه الدورة الجديدة يوم 17 أوت الفرصة السانحة للهواة على مزيد البذل لإبراز مواهبهم الفنية المتنوعة. وتجدر الإشارة إلى أنه على هامش أيام هذه التظاهرة الصيفية تنظم جمعية المهرجان بالشراكة مع جمعية «اطباء تونسيون انسانيون» قافلة صحية تضم مجموعة من الإختصاصات الطبية إلى جانب إقامة الدورة الوطنية الاولى لكرة القدم بين الاكادميات بالملعب البلدي بوذرف ومسابقات ثقافية بدار الثقافة.