يعيش اهالي جزيرة قرقنة وضيوفها من السياح الوافدين والمصطافين منذ بداية الاسبوع الحالي، حالة من عدم الرضا والغضب والاستياء بسبب جحافل الوشواشة والناموس الاسود الذي نغص عليهم حياتهم وعطلة الصيف بشكل غير مسبوق، فبعد نزول كميات هامة من الامطار على الجزيرة، يبدو انها تسببت في تكاثر خلايا البعوض والحشرات التي هاجمت السكان في بيوتهم ومحلاتهم، وعطلت السير الطبيعي حتى داخل المؤسسات العمومية. هجوم للوشواشة والناموس كان بشكل مفاجئ وغريب لم يسبق تسجيله من قبل في قرقنة، وشمل قرى مليتة والعطايا والرملة والكلابين والقراطن وأولاد قاسم والعباسية وميناء سيدي يوسف ومرسى العشرين. وكان مصدرها بالاساس السباخ وبرك مياه الأمطار وقنوات تصريف المياه المستعملة، والمناطق الرطبة التي تجمعت فيها المياه الاسنة منذ فترة. وضع دفع بسكان الجزيرة الى اعتماد صفحات»الفايس بوك» لإطلاق صيحات الفزع والاستنجاد بمصالح الصحة والبلدية والشرطة البيئية ووزارات الإشراف عسى ان تتدخل لمداواة ما يمكن مداواته، ووصل بعدد اخر من سكان الجزيرة في منطقة الرملة الى تنفيذ وقفة احتجاجية قصد لفت نظر السلط والجهات المعنية، كما لجأ البعض الاخر الى حرق العجلات والحطب والجريد وبقايا النخيل لإبعاد الناموس الأسود في اجراء اولي، والذي تسبب في اصابات للأطفال والشيوخ والنساء وظهور حبوب حمراء على اجسادهم. نجاعة وفي اتصال بالمدير الجهوي للصحة بصفاقس افاد الدكتور علي العيادي، في هذا السياق ان فريقا من ادارة حفظ الصحة انتقل الى جزيرة قرقنة منذ اول امس الثلاثاء وقام بأخذ عينات من حشرة الوشواشة للتعرف على نوعيتها ومدى خطورتها، وذلك من سبخة اولاد بوعلي وسبخة البياضين، وقام بعقد جلسات عمل مشتركة مع المصالح البلدية، وأطباء الصحة العمومية بالجزيرة، لاتخاذ الاجراءات المناسبة الوقائية منها والعلاجية كما اعطى اشارة تنفيذ حملة مداواة شاملة للسباخ والمستنقعات المائية، مشيرا الى ان الاصابات الجلدية التي مست المواطنين والأطفال والشيوخ ليست بالخطيرة، وقد فسر المدير الجهوي للصحة هذا الهجوم السريع والغريب للناموس والوشواشة في الجزيرة، بوجود ظروف مناسبة للتفريخ بعد نزول الامطار وارتفاع درجات الحرارة وكثرة السباخ والمستنقعات وبرك المياه، مؤكدا ان مصالح الصحة العمومية والبلدية ستنهي هذا الاشكال في القريب العاجل عبر المداواة الناجعة وبالطرق المناسبة.