في الوقت الذي يمر فيه قطاع الحليب ومشتقاته بصعوبات عدة وصل إلى حد تلويح أهل القطاع بإيقاف الانتاج احتفلت شركة فيتالي بالذكرى ال20 لإحداثها، ذكرى استعرض خلالها علي الكلابي رئيس مجلس إدارة المؤسسة في حوار ل«الصباح» مختلف المحطات التي عرفتها العلامة وأهدافها المستقبلية كما تحدث عن تأثير أزمة الحليب في الشركة، وفيما يلي تفاصيل الحوار: ● لو استعرضت لنا، وأنت مؤسس العلامة فيتالي مختلف المراحل التي مرت بها على امتداد ال20 سنة المنقضية؟ سجّلت العلامة « فيتالي» المنتجة من قبل مركزيّة ألبان المهديّة حضورها بالسوق التونسية منذ 8 ديسمبر 1998 ولم يكن لها من شاغل منذ إنشائها سوى الجودة وكسب ثقة المستهلك، إذ حرصت كمهندس فلاحي على إحداث علامة هدفها الحفاظ على صحّة المستهلك ومندمجة مع محيطها وجهتها وها أن المؤسسة قد قطعت اليوم شوطا مهمّا من تاريخها، فقد انتقلت مركزية الحليب بالمهدية من مؤسسة صغيرة تشغّل 60 شخصا إلى مؤسسة يعمل بها أكثر من 860 ينشطون في مجال وحيد وهو إنتاج الحليب ومشتقاته من حليب وزبدة ولبن ورايب وكريمة تحلية وجبن طازج وياغورت عادي وياغورت يشرب وياغورت 0% وقشدة. وقد ارتفع استقبالنا للحليب بأكثر من عشرة أضعاف خلال 20 عامًا ارتفع من أقل من 20 مليون لتر سنة 1998 إلى أكثر من 200 مليون لتر في 2018 وهذا ما أعطانا أكثر من 2 مليار لتر من الحليب تم استقبالها بالمركزية منذ إنشائها إلى اليوم. ● ما هو موقع فيتالي اليوم في السوق المحلية؟ تعتبر « فيتالي» منافسا قويا ومعترفا به في سوق منتوجات الحليب وقد وفرنا كل الإمكانيات اللازمة لتطوير الإنتاج حتى يتلاءم مع حاجيات المستهلك، كما وسعنا مناطق التوزيع حتى يصل منتوجنا إلى مختلف أنحاء الجمهورية وخاصة من خلال توفير 175 شاحنة تغطّي كامل مناطق البلاد. كما عملنا على ضمان جودة الانتاج عبر الاتجاه أكثر فأكثر نحو مواكبة التطورات الحاصلة في السوق خاصة من خلال التجديد والابتكار في مجالات واعدة جدّا. وأنا أعتبر أن سرّ نجاح الشركة هو الجودة في المقام الأول وتحقيق الجودة يمرّ عبر عدة مراحل أهمها مراقبة المادة الأولية والإعداد الجيّد للمنتج ومخطط الجودة الذي يتضمّن حوالي 40 اختبارا وتجربة. ولم يكن ذلك متاحا دون التعويل على إطارات وعمال ذوو كفاءة عالية ودون انخراطهم الكلي في منظومة الإنتاج عالية الجودة. وعن موقع فيتالي في السوق يمكن أن أقول أنها تحتل المركز الثاني ب60 منتوجا متنوعا يلبي حاجيات السوق، علما وأن رقم معاملات الشركة قد ارتفع من 11 مليون دينار إلى أكثر من 388 مليون دينار. ● الأكيد أن انخراطكم في منظومة الجودة كان له نتائج ايجابية؟ طبعا فالانخراط اللامشروط في منظومة الجودة مكننا من التتويج سنة 2006 بشهادة «HACCP « التي تتعلّق بالصحة وسلامة المنتجات والاختبارات وما إلى ذلك من إجراءات تراعي صحة المستهلكين، كما تحصلنا سنة 2014 على شهادة «ISO 22000» وهي شهادة نقوم بتجديدها بانتظام، وكل هذا مكننا من تحقيق شراكات عالمية، حيث عرفت المؤسسة سنة 2011 مساهمة مجموعة «Kaiku « في رأسمالها وتعتبر هذه المجموعة رقم 2 في إسبانيا في قطاع تحويل الحليب وإنتاج مشتقاته كما أنها تنتمي إلى مجموعة «Emmi» التي تعتبر أول مجموعة لإنتاج الحليب في سويسرا وأحد أهم مصنّعي منتجات الحليب الرفيعة والمبتكرة في أوروبا. ● «مؤسسة فيتالي» مولود جديد يرى النور في 2019 فما الهدف من إحداثها؟ نحن مؤسسة مواطنة ونسعى للاندماج في محيطنا الذي من أهم مكوناته الفلاح وخاصة صغار الفلاحين الذين يعانون من عدة مشاكل إذ ستعمل الشركة التي ترعى العديد من الجمعيات الثقافية والجمعيات الخيرية المحلية على إنشاء مؤسستها الخاصة وهي «مؤسسة فيتالي» التي سترى النور مع بداية سنة 2019 حيث ستخصص لفائدتها ميزانية تقدّر بنحو 500 ألف دينار سنويّا من أجل دعم وتكوين ومرافقة وحتى تمويل الفلاح لتحسين ظروف عمله وأيضا مساعدته على إنتاج حليب ذات جودة. ● هل كان لأزمة الحليب التي يعرفها القطاع تأثيرا على المؤسسة؟ دون شك فقد تراجع انتاجنا بحوالي 10 بالمائة أي بحوالي 50 مليون لتر وهذا طبعا لم يؤثر على انتاح الحليب فقط بل كل منتجات المؤسسة، ويعود هذا التراجع إلى المشاكل التي يعاني منها الفلاح من جهة وإلى تنامي الاحتكار من جهة أخرى ويعزى ذلك إلى انخفاض سعر الحليب المصنع وهو ما يحتم مراجعة أسعار الحليب وذلك عبر الاقتراب من الأسعار الحقيقية لأن تكلفة الإنتاج اليوم أعلى من البيع، وهنا ارغب في التأكيد على أن شهر جانفي سيشهد عودة الإنتاج إلى نسقه العادي خاصة وان ذروة إنتاج الحليب ستنطلق قريبا.