سدد في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس «كومندوس» الحرس الوطني ضربة موجعة جديدة لما يعرف ب"كتيبة عقبة بن نافع" الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمتحصنة منذ العام 2012 في الجبال التونسية الحدودية، بعد عملية نوعية وصفت بالبطولية نجح في أعقابها في قنص الارهابي الخطير ايمن الجندوبي المكنى ب"دعبس". وحسب المعطيات التي تحصلت عليها «الصباح» فان رجال الحرس الوطني الأشاوس، وبعد سلسلة النجاحات الأخيرة التي حققوها بكشف عدة خلايا إرهابية وإحباط مخططات دموية وايقاف عدد من العناصر الإرهابية واصلوا عمليات تعقب المتحصنين بالمرتفعات إلى ان توفرت لديهم منذ اكثر من أسبوع معلومة مؤكدة-اثر عملية استخباراتية دقيقة- مفادها تواجد عدد من عناصر خلية ورغة الارهابية يرجح ان من بينهم أيمن الجندوبي والعيساوي والشعشوعي وسلمان رزيق وصلاح القاسمي بجبل جرادو على الحدود التونسية الجزائرية. نصب رجال "الكوموندوس" كمينا محكما للمشتبه بهم، ودرسوا نقاط تنقلهم جيدا خاصة مع صعوبة التضاريس الجبلية، وبعد أخذ كل الاحتياطات الضرورية في مثل هذه العمليات النوعية حفاظا على أرواح الاعوان والاطارات الامنية أعطيت الأوامر في حدود الساعة التاسعة من ليلة امس الاول تقريبا بتنفيذ العملية النوعية. نجح "الكوموندوس" اثر تبادل الطلق الناري مع المجموعة الارهابية في قنص الارهابي أيمن الجندوبي والقضاء عليه بمنطقة جبلية وعرة يطلق عليها اسم غار الطين بجبل جرادو التابع اداريا لمعتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف، وهو جبل تابع لسلسلة جبلية تمتد نحو التراب الجزائري كما يرجح تمكنهم من اصابة عدد آخر ولكن نظرا لصعوبة التضاريس فانه لم يتسن تعقبهم أو معرفة عدد المصابين. والارهابي المقتول هو أيمن بن المولدي بن يونس الجندوبي، أصيل حي الشريشي بالكاف، مولود يوم 14 جوان 1985، تم استقطابه عام 2014 من قبل الارهابي الخطير ليلتحق بجبال ولاية الكاف خلال نفس السنة، وينشط تحت امرة قيادات ارهابية جزائرية قبل ان يلتحق بجبال القصرينوجندوبة ويتسلل الى الجزائر حيث يرجح انه تلقى تدريبات عسكرية خاصة ثم عاد الى الكاف حيث شارك في جل العمليات الارهابية التي استهدفت الأمنيين والعسكريين والمدنيين بهذه المنطقة. ماذا قال لشقيقته؟ وكانت السلط الامنية اوقفت سابقا شقيقة الارهابي ايمن الجندوبي في قضية تتعلق بدعم العناصر الارهابية، قبل ان تأذن السلط القضائية باحالتها بحالة سراح، وقد اشارت اثناء استتطاقها ان شقيقها من بين العناصر السلفية التكفيرية التي تعتبر النظام القائم بتونس نظاما كافرا وجب اسقاطه وشددت على أنه غادر المنزل منذ سنة 2014، واضافت انها حاولت ان تؤثر عليه بدعوته مرارا الى تسليم نفسه الى السلط الامنية الا انه كان يجيبها»نتقابلو في الجنة ان شاء الله»-وفق قولها. من هو الارهابي ايمن الجندوبي؟ الى ذلك قالت مصادر امنية متطابقة ان الارهابي ايمن الجندوبي محل 50 منشور تفتيش للمصالح الامنية وبطاقات جلب للقضاء اضافة الى كونه محل اجراءات حدودية تمنعه من مغادرة التراب التونسي من النقاط الحدودية القانونية، على خلفية الاشتباه في مسؤوليته عن سلسلة من التهم الارهابية من بينها الانضمام إلى تنظيم له علاقة بجرائم إرهابية واستعمال اسم ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي وبأعضائه ونشاطه والانضمام خارج تراب الجمهورية إلى مثل ذلك التنظيم واستعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص قصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية واستعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية لارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية وتوفير معلومات لفائدة أشخاص قصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضاء لهم علاقة بالجرائم الإرهابية والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وتلقي تدريبات عسكرية قصد ارتكاب جرائم إرهابية واستعمال تراب الجمهورية لانتداب وتدريب مجموعة من الأشخاص قصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية وتوفير أسلحة ومتفجرات وذخيرة وغيرها من المواد والمعدات والتجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضائه والتآمر على أمن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على قتل بعضهم بعضا والقتل العمد مع سابقية الاضمار ومحاولة القتل العمد مع سابقية الاضمار. ومن بين العمليات الارهابية التي يرجح مشاركة الارهابي ايمن الجندوبي فيها في انتظار تأكيدها من خلال التحقيقات المجراة نذكر: -انفجار لغم بجبل ورغة بالكاف يوم 1 جويلية 2014، إثر قيام وحدات الجيش والحرس الوطنيين بعملية تمشيط واقتحام في الجبل ما تسبب في استشهاد أربعة عناصر من بواسل الجيش الوطني وهم الوكيل أعلى منصور العلمي والرقيب أول عبد القادر العياري والرقيب أول غازي دريهمي والرقيب شكري دحقول اضافة الى اصابة عنصرين من الحرس الوطني. -هجوم مسلّح على دورية عسكريّة تتكوّن من سيّارتيْ هامر قبل اذان يوم 26 جويلية 2014، وذلك بمنطقة عين مازر بين قريتيْ الطويرف وساقية سيدي يوسف على مقربة من جبال ورغة من ولاية الكاف قرب الحدود التونسية الجزائرية ما أسفر عن استشهاد الوكيل أول عمر التليلي: والوكيل الأمجد العرفاوي واصابة خمسة عسكريين ومدني واحد. -هجوم مسلح بعد ظهر يوم 5 نوفمبر 2014 على حافلة عسكرية كانت تقلّ عددا من العسكريين وعائلاتهم من ولاية الكاف إلى ولاية جندوبة، وتحديدا على مستوى منطقة المحاسن بنبر خلف استشهاد 5عسكريين واصابة 9اخرين. - كمين أمني وهمي ليلة 30 نوفمبر 2014 على مستوى النقطة الكيلومترية 15 الرابطة بين الكاف والطويرف ما اسفر عن اختطاف الوكيل بالحرس الوطني حسن السلطاني ثم ذبحه في الغابة -انفجار لغم مساء يوم 22 مارس 2015 في طريق ثلاثة مصفّحات عسكرية كانت تقوم بدورية بمنطقة فرشان الواقعة بجبال ورغة على مقربة من ساقية سيدي يوسف ما أسفر عن استشهاد العسكري سيف- ا- لغانمي، واصابة ثلاثة آخرين. -اختطاف الراعي سامي عياري أصيل منطقة الحزيم الواقعة قرب جبل ورغة من ولاية الكاف وذبحه والقاء جثته في جبل قصر قلال حيث عثر عليها متحللة بتاريخ 28 اكتوبر 2015.