احتضنت دار الثقافة احمد بن ابى الضياف بسليانة صبيحة أمس السبت 22 ديسمبر 2018 مراسم أربعينية الاستاذ عبد القادر الهانى مؤسس مجلة الاتحاف وذلك بحضور المندوب الجهوى للثقافة منصور المروانى وثلة من رجال الفكر والثقافة والمبدعين والفنانين من بينهم الدكتور محمد البدوى والدكتورالحبيب الدريدى والشاعر محمد السويلمى بوجمة، والدكتور على غربال، والشاعر الهادى عبد الملك وغيرهم. وفى كلمة للدكتور الحبيب الدريدى قال ان مدينة سليانة فقدت احد اعلامها وبرحيل رائد من رواد الفكر والابداع الذى فتح الباب واسعا امام الجيل الصاعد من الشباب المفكر والمثقف والمبدعين من التونسيين ومن خارج ارض الوطن الذين تحملوا مشعل الثقافة والابداع. وقد جعل الراحل من مجلة الاتحاف منبرا اعلاميا ومنارة ثقافية فى محيطها المتوسطى على المستوى الجهوى والوطنى والعربي وقريبة من وجدان القارئ وليست تهويما ولاتخييلا بقدر ماهى اضافة وفعل .فاسس بذلك مدرسة تقوم على الجمع بين الابداع وتوظيفه ليكون في خدمة المصلحة العامة ولم يقتصر الراحل على الكتابة وانما كان مؤرخا لتاريخ الحركة الوطنية فكانت مؤلفاته متعددة وانما هي محاولة لتاكيد رؤيته ولاسهام فى فرض تصوره وقراءته لاحداث تاريخية كانت محددة فى تاريخ تونس المعاصر. وختم مداخلته بالقول أن المرحوم عبد القادر كان مثالا للمثقف الذى جمع بين الوعى والممارسة وبين النظرى والتطبيقى واحب التاريخ وادبياته فكان وفيا لتصوراته التى رام من خلالها التاسيس وتمهيد السبل لجيل لاحق، كما تخللت الجلسة القاء بعض القصائد التى تبرز خصال الفقيد ومسيرته المهنية والمسؤوليات التى تحملها طيلة حياته،كذلك تم عرض شريط قصير مصاحب بصور حية وناطقة تجسد ذكراه. هذا المثقف الذي كان يعتبر أسوة في الأخلاق الفاضلة، الفقيد صاحب السر الشريف، أعلى الله درجاته، احد المثقفين والمبدعين الذى عاشره ويعرف عنه الكثير هو الاستاذ محمد الطرهونى الذى يقول ان الفقيد الاستاذ عبد القادر الهانى كان لامعا و عالما فى اصول الدين من الزيتونيين، فهذه الذكرى تخلد تاريخه الحافل بالخصال الحميدة وان هذا الحدث الذي أردناه ان يكون لمسة وفاء للاستاذ عبد القادر الهانى الذى بلغ مقاصده و زيادة فأفرز حدثا كله عبر و لعل العبرة الكبرى (تقول أنه كلما اجتمعت قوى الاسرة الثقافية إلا وعانقت الابداع.).