شيع مئات الشخصيات الوطنية والثقافية والحقوقية والنقابية بعد عصر أمس المناضل الوطني والحقوقي والنقابي مصطفى الفيلالي إلى مثواه الأخير في مقبرة رادس. وقد ألقى كلمتي تأبين الفقيد أبو علي المباركي عن الاتحاد العام التونسي للشغل والسفير محمد جنيفان عن المناضلين السياسيين ورفاق الفقيد القدامى. وقد تعذر على الاستاذ الشاذلي القليبي حضور موكب الدفن لأسباب صحية، فوافانا بكلمة النعي التالية في فقيد تونس الكبير: مصطفى الفيلالي من النضال الصحفي الى النضال النقابي والكفاح السياسي والجهاد الفكري الله أكبر أيّها الأخ العزيز، هذه لحظات لنا عصيبة، إذ نُشيّع صديقا حميما وأديبا لامعا وأستاذا ناجحا ومناضلا نِقابيّا. فقد تعارفنا منذ شبابنا، في عهد الطلب، ثمّ تزاملنا في النضال الصحفي، وفي الكفاح النِّقابي. وبعد الإستقلال، كانت لنا رفقةٌ في القيام بواجبات تخصُّ المجتمع. ومن أهمّ ما يتبادر إلى الذاكرة، ما قُمتَ به، أيّها الأخ العزيز، في مؤتمر الحزب، بصفاقس. ذلك المؤتمر الذي جُسِّمَتْ فيه طريقة المراحل التي نادَى بها المجاهد الأكبر، في سبيل استقلال البلاد. وأذكر نشاطك الحازم في إعداد لوائح المؤتمر وخاصّة منها اللائحة الإقتصاديّة. أيّها الأخ العزيز، لقد جمعتَ بين النِّضال النِّقابي، والكفاح السياسي والاجتهاد الفكري، وعُرف لكَ اهتمام مُبكّر بفكرة الإتّحاد بين بلاد شمال إفريقيا. فأسهمتَ بالفكر والقلم في فتْح آفاق تجعل من الإتّحاد المغاربي هدفا يقُوم على الأخوّة والمساواة في الحقوق والواجبات. ولمّا قامت ثورة الكرامة والشباب، كنتَ في تأييدها ومناصرتها. فكنتَ من أبرز الوجوه التي ناضلت في سبيل إنجاحها باللسان والقلم. أخي العزيز مصطفى، إلى جانب كلّ الأنشطة التي ساهمتَ فيها مساهمة حازمة، فإنّك تبقى الأديب اللامع، الذي كان له دَور في أسرة مجلّة المباحث، ثمّ في أسرة جريدة الصباح في صفحاتها الأدبيّة. رحمكَ الله ورَزق أبناءكَ جميل الصبر. « أيّتها النفْس المُطمئنّة ارجعي إلى ربّكِ راضيةً مرضيّة» .