تمر اليوم الذكرى الخمسون لرحيل الفكاهي صالح الخميسي.. واحياء لهذه الذكرى تحتضن دار الثقافة بباب العسل بداية من الثلاثاء القادم الدورة الثامنة لايام صالح الخميسي للاغنية الفكاهية.. تتواصل هذه التظاهرة على امتداد 4 ايام وتتضمن عروضا في الغناء والموسيقى والتمثيل الفكاهي... تكون البداية ببطحاء الحلفاوين مع «صليحة وصليح» للفكاهي المنذر الجريدي حيث يجسم عديد المواقف الهزلية المستوحاة من اغاني صالح الخميسي. ويوم 16 جويلية تنتظم ببرج البصيلي ندوة فكرية بمشاركة علي عامر واحمد السنوسي والفكاهي احمد الفاهم (شهر احمد الملوح) ويوم 17 جويلية عرض موسيقى مع مجموعة الطفل بالمبدع للموسيقى بقيادة نوفل بن علي ثم الاختتام يوم 19 جويلية بدار الثقافة باب العسل بعرض شبابي راقص مستوحى من اغاني المرحوم صالح الخميسي بامضاء نادي الرقص بدار الثقافة. صالح الخميسي من يكون؟ ينحدر صالح الخميسي من عائلة ذات جذور اندلسية فوالده علي بن عبدالله الخميسي من مدينة «قشتالة» ووالدته مريم اصلها من مدينة (اراقون) وكانت الهجرة للاستقرار بمدينة تستور. اشتغل والده بتونس في تجارة الجلود وقد عرف عن صالح بأنه الوحيد القادر على ابتكار كلمات مركبة على اغاني معروفة وتسمى ب(المعارضة) وفي سنة 1928 بدأ يتعاطى صناعة النجارة وفي نفس السنة دعاه اولاد الحي الى الانخراط في جمعية الزيتونة فرفض والده باعتباره مازال صغير السن (16 سنة) ولكن والدته استطاعت اقناعه في الاخير. واكتمل النصاب في الجمعية بصالح «فتى الحي الظريف) فقد كان في كل مسابقة لا يخلو من التندر والتفكه وتقليد اصحابه في الجري وسنة 1934 تأسست فرقة الرشيدية وبدأ صيتها يكبر بالتدرج وقدم الى تونس الفنان السوري الشيخ علي الدرويش للمعهد الرشيدي وكان صالح ما يزال متمسكا بصناعة النجارة حيث طورها الى صناعة الالات الموسيقية وخاصة العود. فرغب في الانخراط في الرشيدية املا في وجود قسم للفكاهة وفي نفس الوقت يتعلم الموسيقى على اصولها الصحيحة فكانوا اربعة شبان ترشحوا لتعلم الناي سنة 1935 وهم احمد بن عبد السلام واحمد الحداد وصالح المهدي وصالح الخميسي. وقد عرف صالح في تلك الفترة في الرشيدية بحيويته التي لا تهدأ. واصل صالح دراسته بالرشيدية وكون رصيدا من المعارضات الغنائية التي اشتهرت في تلك الفترة ولكنه ما يزال شابا بكل ما يؤلفه يردده بين زملائه فقط.