قرطاج (وات) تقبل الرئيس زين العابدين بن علي خلال موكب رسمي انتظم صباح امس الخميس أوراق اعتماد سفراء جدد لعدد من الدول الشقيقة والصديقة بتونس وهم على التوالي السادة والسيدات: فريد شكر الله عبود سفير الجمهورية اللبنانية أونطونيو دندريا سفير الجمهورية الايطالية حسين بن عمر بن عبدالله ال ابراهيم سفير سلطنة عمان ديميتريس كارايتيديس سفير جمهورية اليونان يوهان فروهليش سفير النمسا يابو اتشابو توماس سفير جمهورية الكوت ديفوار باتكو دويكوف كوليف سفير جمهورية بلغاريا لي بيفين سفيرة جمهورية الصين الشعبية الشيخ محمد بن علي بن حمد ال خليفة سفير مملكة البحرين بولين ماري أنطوانيت هيان وينكون سفيرة بوركينا فاسو أدريانوس كوتسنرولتير رئيس بعثة مفوضية المجموعة الاوروبية بتونس ورحب رئيس الجمهورية بالسفراء الجدد متوجها بالكلمة التالية "بسم الله الرحمان الرحيم. اصحاب السعادة يطيب لي بمناسبة تقبلي الاوراق التي تعتمدكم سفراء لبلدانكم الشقيقة والصديقة بتونس ان ارحب بكم راجيا لكم التوفيق في مهامكم والاقامة الطيبة ببلادنا كما اتوجه الى قادة دولكم ببالغ الشكر وفائق التقدير لما يكنونه من مشاعر المودة نحو تونس وشعبها متمنيا لهم السعادة والتوفيق ولبلدانكم اطراد التقدم والازدهار كما يسعدني ان اؤكد لكم حرصنا على توفير افضل الظروف الملائمة لاداء مهامكم وتيسير سبل التواصل والحوار معكم بما يسهم في مزيد تمتين عرى الاخوة والصداقة وعلاقات التعاون القائمة بين تونس وبلدانكم. اصحاب السعادة لقد جعلنا من التطوير والتحديث اختيارا ثابتا في سياستنا حتى نرتقي ببلادنا الى مصاف الدول المتقدمة ونحن نواصل بكل عزم واصرار ترسيخ المسار الديمقراطي التعددي وتوسيع مساحة الحريات العامة ومجالات المشاركة السياسية وتعزيز منظومة حماية حقوق الانسان وقيم التسامح والانفتاح وتكريس اسس النظام الجمهوري واركان دولة القانون والمؤسسات وتحقيق التنمية الشاملة المستديمة لشعبنا. وقد توفقنا الى تحقيق عديد الانجازات في شتى المجالات بما بوأ تونس مكانة متميزة في تقارير المنظمات والهياكل الاممية والدولية المتخصصة لا سيما فيما يتعلق بمؤشرات التنمية البشرية وحقوق الانسان والاداء الاقتصادي والقدرة التنافسية وتطور الادارة والاستقرار الاجتماعي وهو ما يحفزنا الى مزيد العمل والمثابرة من اجل المحافظة على مكاسبنا واثرائها بمشاركة مختلف مكونات مجتمعنا المدني معولين في ذلك على امكانياتنا وقدراتنا الذاتية وعلى علاقاتنا المتميزة مع الدول الشقيقة والصديقة اصحاب السعادة ان ما يشهده عالمنا اليوم من تحولات عميقة متسارعة وتحديات كبيرة معقدة ابرزها الارتفاع المشط والمتواصل لاسعار المحروقات واسعار المواد الغذائية والمواد الاساسية يتطلب منا جميعا بذل المزيد من الجهود من اجل الحد من الاثار السلبية لهذه التحولات ولا سيما على الدول النامية حتى نضفي البعد التضامني على العلاقات الدولية ونتيح لمختلف دول العالم فرص تحقيق التنمية وضمان مقومات العيش الكريم لشعوبها وقد دعت تونس في عديد المناسبات الى ضرورة فض الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية وتجنب العنف والاقتتال والاحتكام الى الحوار والوفاق وتكريس التواصل والتكامل بين الثقافات والحضارات والاديان ورفض الانغلاق وكل اشكال التطرف والغلو ومكافحة الارهاب والقضاء على اسبابه ضمن مقاربة دولية شاملة تلتزم بها جميع الاطراف كما حرصت بلادنا على تعزيز علاقاتها مع مختلف فضاءات انتماءاتها الجهوية والاقليمية والدولية والتمسك بسيادتها الوطنية وخصوصياتها الثقافية والحضارية. وفي هذا السياق وضعنا اتحاد المغرب العربي في صدارة خياراتنا الاستراتيجية. وسعينا بالتنسيق مع بقية اشقائنا قادة الدول المغاربية الى استئناف مسيرة اتحادنا وتفعيل مؤسساته بما يستجيب لتطلعات شعوبنا المغاربية نحو التكامل والاندماج. كما عملنا مع اشقائنا قادة الدول العربية على تعزيز التضامن والتعاون وتنشيط اليات العمل العربي المشترك ودفع مسيرة التطوير والتحديث ببلداننا ولم تتردد تونس في الوقوف الدائم والثابت الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله من اجل استرداد حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة. وقد دعت في عديد المناسبات الى ضرورة تضافر جهود جميع الاطراف ولا سيما القوى الدولية الفاعلة واعضاء اللجنة الرباعية لتحريك عملية السلام واستئناف المفاوضات وفق المرجعيات الدولية والمبادرة العربية للسلام بما ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويضمن لسوريا ولبنان استرجاع اراضيهما المحتلة وينشر الامن والاستقرار في بلدان المنطقة كافة كما عبرنا عن ارتياحنا لتوفق الاشقاء اللبنانيين الى سد الشغور الدستوري وانتخاب رئيس الجمهورية مما جنب هذا البلد الشقيق الفتنة والانقسام . ونحن نامل ان تتواصل جهود جميع القوى اللبنانية من اجل استكمال بقية الخطوات الضرورية لتشكيل حكومتهم والمحافظة على امن وطنهم واستقراره. كما نامل ان تتوفق القوى السياسية العراقية الى تكريس المصالحة الوطنية فيما بينها وتتوصل الى رفع المعاناة عن شعبها والتفرغ لاعادة بلادها في كنف الوحدة والاستقرار. اما على المستوى الاوروبي فقد سعينا الى الانخراط في مختلف مبادرات التعاون والشراكة مع الاتحاد الاوروبي وعملنا على الارتقاء بعلاقات التعاون بين ضفتي المتوسط الى مرتبة الشراكة المتضامنة التي تساعد على تعزيز مقومات الامن والتنمية والاستقرار في الحوض المتوسطي. واما على الصعيد الافريقي فان تونس تعمل على مزيد توطيد علاقات التعاون مع مختلف الدول الافريقية وعلى دعم مسيرة الاتحاد الافريقي وتفعيل مؤسساته وتعزيز دوره في فض النزاعات وارساء دعائم الامن والاستقرار في القارة حتى تتفرغ شعوبها لعملية التنمية كما نحرص على مزيد تطوير علاقاتنا مع بلدان القارتين الامريكية والاسياوية وتوظيف كل الامكانيات المتاحة لاثراء مجالات التعاون معها اصحاب السعادة. اني على يقين بان اعتمادكم سفراء بتونس سوف يسهم في مزيد تعميق التشاور والتنسيق مع بلدانكم الشقيقة والصديقة ودفع علاقات التعاون معها في شتى الميادين. اجدد لكم في الختام ترحيبي بكم وتمانياتي لكم بالنجاح والتوفيق في مهامكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"