على هامش زيارة "الصباح نيوز" للأردن، كانت لنا زيارة لمقر السفارة التونسيةبالاردن، اين تم استقبالنا من قبل نائب السفير شوقي المصلي والقنصل والمستشار الثقافي حسام الدين دخيل والملحق التجاري رئيس مكتب النهوض بالصادرات بعمّان عاطف الغرياني. ومن جانبه، كشف حسام الدين دخيل، القنصل والمستشار الثقافي والإعلامي بالسفارة أهمّ المعطيات حول الجالية التونسيةبالأردن والعلاقات الثنائية بين البلدين والإشكاليات الأبرز المُسجّلة... ويوجد بالأردن حوالي 1040 مواطنا تونسيا مسجلا بالمصالح القنصلية بينهم إطارات عليا وطلبة في إطار التعاون بين تونس والمملكة الأردنية، وكذلك عملة في القطاع السياحي...، وفي هذا السياق، أشار قنصل تونس بعمّان حسام الدين دخيل في حديثه مع "الصباح نيوز" إلى أنّ السفارة تقوم بعمليات الإشراف على الجالية التونسيةبالاردن من خلال التواصل المباشر والمستمر معهم وتنظيم تظاهرات لفائدتهم لتعزيز انتمائهم الوطني. واعتبر القنصل أنّ أهم الإشكاليات المُسجّلة في المصالح القنصلية بعلاقة بالجالية التونسية، تتمثل في غلاء المعيشة واليد العاملة الوافدة وارتفاع أسعار تذاكر الطيران على الوجهة الأردنية، داعيا "التونسيين وخاصة التونسيات إلى التواصل والتنسيق مع مصالح السفارة قبل التحول إلى الاردن، فضلا عن التثبت من عقود العمل والوساطات المشبوهة لتفادي الوقوع في اشكاليات قانونية، خاصة على ضوء صرامة قانون العمل الأردني وأهمية العمالة الوافدة التي تتجاوز مليون ونصف عامل من جنسيات مختلفة، والتي تتزامن مع غلاء المعيشة وتسجيل بعض الصعوبات الاقتصادية بالرغم من الفرص والامتيازات الاستثمارية والتجارية الواعدة بالمملكة الأردنية".
2019 سنة "مُميزة" ومن جهة أخرى، أفاد القنصل والمستشار الثقافي أنّ سنة 2019 "مُميزة" على مستوى مزيد تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية بين تونسوالأردن، مُوضحا أنه تمّ على المستوى السياسي تسجيل 3 زيارات للملك الأردني عبدالله الثاني إلى تونس الأولى كانت زيارة دولة أما الثانية فكانت لحضور أشغال القمة العربية ال40 التي استضافتها تونس، بينما كانت الزيارة الثالثة لتقديم واجب العزاء على إثر رحيل رئيس الجمهورية السابق الباجي قائد السبسي. كما قال القنصل التونسيبعمان إنّ العلاقات التونسيةالأردنية خلال هذه السنة تميزت على المستوى السياسي أيضا بزيارة وزير الشؤون الخارجية التونسيلعمان وعقد المشاورات السياسية بين البلدين إضافة إلى زيارتيْ وزيري الشؤون الدينية والاستثمار والتعاون الدولي للملكة الأردنية، مُضيفا أنّه قد تمّ هذه السنة عقد 6 لجان قطاعية تنفيذا لتوصيات اللجنة العليا المشتركة في سنة 2017، ومن المنتظر أن تنعقد مُجددا خلال السداسي الأول لسنة 2020. وأعلن القنصل التونسي عن وجود زيارة مُرتقبة أواخر هذه السنة لوزيري الصحة والعدل التونسيين إلى الأردن، مُشيرا إلى أنّ الزيارات والحركية في العلاقات الثنائية المُسجّلة هذه السنة تتزامن مع الذكرى 60 للعلاقات التونسيةالأردنية. ويعرف المجال الثقافي بدوره ، تبادلا بين البلدين، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات من خلال مشاركات متعددة في مهرجانات أردنية اختتمت بتتويج تونسي، ومن آخرها تتويج ادبي وعلمي جديد لتونسبالاردن عبر حصول نور الدين بودريقة على جائزة أفضل عمل بحثي في مجال استخدامات تكنولوجيا المعلومات وفوز الأديبة ريمه بن فرج بالمرتبة الثالثة لافضل عمل روائي موجه للناشئة ضمن جوائز مؤسسة شومان للعلوم والآداب. وأشار القنصل التونسي إلى أنّ السفارة تولت تنظيم أيام ثقافية بالأردن تزامنت مع مشاركة تونس ودعوتها كدولة شرف لمعرض عمان الدولي للكتاب في دورته ال19. دعم الوجهة التونسية أمّا فيما يتعلق بالقطاع السياحي، قال القنصل والمستشار الثقافي والإعلامي بالسفارة إنّه رغم ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في ظل غياب الناقلة الوطنية "الخطوط التونسية" فإنه قد سُجّل ارتفاع قياسي في عدد السياح الأردنيين الى تونس حيث تجاوز عتبة ثمانية الاف سائح. وفي هذا الإطار، اشار القنصل التونسي الى إنّ السفارة تسعى بالتعاون مع وزارتيْ النقل والسياحة وبالتنسيق مع وكالات الاسفار الأردنية إلى دعم الوجهة التونسية والاستفادة من قرار الإعفاء من التاشيرة، لاسيما على ضوء الاهتمام الأردني المتزايد والسمعة الطيبة لبلادنا، كذلك مستوى المكاسب الحضارية والثقافية ، فضلا عن تطور البنية التحتية وجمال الطبيعة وتنوع المنتوج السياحي. وختم القنصل حديثه معنا بالتذكير بأنّ مستوى التعاون الثنائي بين البلدين على المستوى السياسي والثقافي والعلمي توّج برفع إجراءات الحصول على التأشيرة بالنسبة للتونسيين للدخول للتراب الأردني وهي "سابقة من نوعها على المستوى الاقليمي"، وفق تعبيره. واعتبر القنصل أنّ هذا الإجراء سهّل حجم تبادل الوفود خاصة في المجال السياحي والتجاري. "مبادلات تجارية هامة" وبخصوص المجال التجاري وحجم المُبادلات بين البلدين، أكّد الملحق التجاري رئيس مكتب النهوض بالصادرات بعمّان عاطف الغرياني ل"الصباح نيوز" تسجيل تطور في حجم المبادلات التجارية التونسيةالأردنية لسنة 2017-2018 وكذلك الستة أشهر الأولى لسنة 2019، مُشيرا إلى أنّ الصادرات التونسية شهدت تطورا نحو السوق الأردنية بنسبة 50.2 بالمائة، حيث مرت من 35.387 مليون دينار سنة 2017 إلى 53.153 مليون دينار سنة 2018، فيما سُجّل تراجع الواردات التونسية من الأردن بنسبة 8 بالمائة خلال نفس الفترة، أين تعتبر الأدوية أكثر من نصف المشتريات الجملية يليها حمض الفوسفوريك والأسمدة. وأشار الغرياني إلى دخول عدد من المنتجات الجديدة للسوق الأردنية مثل زيت الزيتون الذي يتم تصدريه مرة ثانية من الأردن في اتجاه دول الجوار، إضافة إلى منتجات أخرى على غرار السكر والأجبان وبعض أنواع الغلال والخضر والفطر والرخام ومواد البناء. كما أفاد انّه يتم العمل على تدعيم صادرات عدد من المنتجات التونسية كالأسماك الطازجة والسيراميك والمواد الصحية والمعدات والالات والأجزاء الكهربائية، في ظلّ تراجع في صادرات بعض المواد والمنتجات خاصة الضمائد والورق الصحي والمناديل وكذلك الأدوية وفسفاط السوديوم الثلاثي مقارنة بسنة 2017. ومن جهة أخرى، قال الغرياني إنّ السفارة قامت بالتنسيق مع مكتب الممثلية التجارية "مكتب النهوض بالصادرات cepex " بتنظيم لقاءات ثنائية وزيارات ميدانية لعدد من المؤسسات والغرف التجارية تم على إثرها توقيع اتفاقيات تعاون وتزويد بعشرات الملايين من الدينارات في عدة قطاعات واعدة (القطاعات الغذائية ومواد البناء والصناعات الكهربائية)، مُذكّرا بانعقاد مجلس الأعمال التونسيالأردني في جويلية الماضي. وختم الغرياني حديثه بالإشارة إلى دخول شركات تونسية للسوق الأردنية، مُشيرا إلى الاهتمام بأن تكون الأردن بوابة نحو أسواق إعادة الإعمار في كل من العراق وسوريا.