جدّ أمس وفي حدود الحادية عشرة صباحا انفجار لأنبوب للغاز الطبيعي بشارع الشهداء بجهة المروج الأوّل من ولاية بنعروس، وذلك أثناء قيام شركة خاصة بأشغال تتعلق بتهيئة محيط خط المترو الخفيف الذي تجرى أشغال إنجازه. وكان سائق آلة جارفة بصدد رفع طبقة من الأرضية قصد تهيئة الطريق المحاذي لخط المترو وفجأة لامست مقدمة الآلة أنبوب الغاز الطبيعي ونتج عنه تسرّب الغاز وبسرعة فائقة اشتعلت النيران وحصلت انفجارات مدوية استرعت اهتمام المحيطين بمكان الحادث وحسب شهود عيان فقد دب الخوف والهلع وفرّ من كان قريبا بعد ارتفاع ألسنة اللهب وتطاير الحجارة لمسافة طويلة، وتم الاستنجاد بالحماية المدنية التي حضرت وأخمدت النيران بعد أن قطعت الغاز الطبيعي وحضر أعوان الأمن لتأمين المكان. أضرار مادية وبشرية حصل تسرب الغاز بالقرب من مطعمين وعلى مسافة مترين وهي قريبة جدّا من النيران المشتعلة بمواقد الطهي وتبحث السلط المسؤولة عن كيفية حصول الانفجار. ذكر أيمن شعلية عامل بأحد المطعمين أنه «في حدود الحادية عشرة تقريبا أخذ كأسا وخرج للإتيان بقهوة وترك زميليه في العمل بلحسن وحنان بالمطعم وفي الأثناء فاجأه الحريق ففرّ هاربا وأضاف بأنه طلب من زميله الخروج فورا، لكن هذا الأخير خيّر اللجوء إلى المرحاض فمات اختناقا، فيما خرجت زميلته ولجأت إلى الدكان المجاور». ونتجت عن الحادث أضرار مادية لحقت محلا لكراء فساتين الأفراح حيث تهشمت واجهته البلورية الأمامية وواجهتان بلوريتان متحركتان مخصصتان للعرض إضافة إلى الواقي الشمسي، وأضاف السيد منصف الهداوي صاحب المحل «أنّ بعض الواجهات الداخلية كذلك تضرّرت كما لحق سواد الدخان جل الفساتين المعدة للكراء كما أن المكيّف بدوره قد تضرّر» وأضافت زوجته محرزية أنها كانت «تنوي تحقيق بعض المداخيل بمناسبة الأفراح خلال هذه الصائفة لكن حصول الحادث قد يحول دون ذلك». وبتحدّثنا إلى صاحب المحل الأكثر تضرّرا ذكر لنا أنيس عفلي «أنه جامعي وقد بعث مشروع مطعم منذ سنة وساعده والداه في اقتناء بعض التجهيزات والأصل التجاري للمحل وسعى الى التداين وكان ينوي أن يسدّد قسطا كبيرا من الدين خلال هذه الصائفة الا أن حصول هذه الكارثة وضعه في ورطة» ثم أضاف ذاكرا بأنه و«لئن لم يبق من التجهيزات التي اقتناها أيّ شيء فإن تجديدها سهل وإمكانية التداين سهلة أيضا لكن الصعوبة تكمن في كيفية تجاوز الحادثة بعد حصول وفاة بالمحل وتعطل مجيء الحرفاء الأمر الذي يكلفه عناء كبيرا» وعن قيمة الخسائر التي لحقته ذكر أنها تقارب المائة ألف دينار. استياء استاء المتضرّرون وبعض شهود عيان من حصول الحادثة، وأكد عدد منهم على أن الحادث لم يكن ليحصل لو كان الأنبوب موجودا بمكان أعمق حيث وجد على بعد 40صم من سطح الأرض تقريبا. عناية ومتابعة شهد الحادث عناية والي بنعروس الذي حضر وعاين الأضرار الناجمة عن تسرّب الغاز وتحدّث إلى المتضرّرين وآزرهم في محنتهم. كما كان لأعوان الأمن حضور بارز لتأمين مكان الحادث وعدم حصول أي حادث مواز. كما تواصل تدخل أعوان الشركة التونسية للكهرباء والغاز الى ساعات متأخرة من نهار أمس لإرجاع الغاز الذي انقطع منذ حصول الحادث وتعويض الأسلاك التي لحقها الحرق وإرجاع التيار الكهربائي.