..وأخيرا وبعد طول انتظار... ووسط تخمينات عديدة، كشف مهرجان قرطاج الدولي برنامج دورته الثالثة والأربعين التي تنطلق فعالياتها يوم السبت 14 جويلية لتتواصل حتى الخميس 16 أوت 2007 متضمنة 40 عرضا متنوعا تم توزيعها بين المسرح الأثري وقصر العبدلية بالمرسى. والسمة البارزة لهذا البرنامج... الغياب الواضح للفن الرابع مقابل تخصيص فضاء العبدلية للموسيقى التونسيةالجديدة... ثم العودة إلى الفن الشعبي التونسي من خلال سهرة تجمع بين الغناء البدوي والشعر الشعبي وهو تقليد كان قد بادر به الفنان محمد رجاء فرحات خلال فترة الثمانينات وهو مدير لمهرجان قرطاج الدولي... وها هو يعيد الحياة إلى هذا التقليد الابداعي التونسي بعد عودته إلى إدارة مهرجان قرطاج الدولي في صيف 2007. جزيرة الإبداع الوطني وأبرز الفنان المسرحي محمد رجاء فرحات في الندوة الصحفية التي انعقدت صباح أمس لتقديم برنامج الدورة 43 لمهرجان قرطاج الدولي أن مهرجان قرطاج جزيرة تدافع عن الثقافة العربية المغاربية الجادة في عصر تميز بثقافة تجارية كاسحة وقرطاج والكلام لمدير المهرجان حصن منيع للثقافة والمشروع الحضاري التونسي... حصن الابداع التونسي الأصيل والراقي. 5 محاور وفي حديثه عن برنامج الدورة الثالثة والأربعين أبرز محمد رجاء فرحات أنها برمجة تعتمد على 5محاور رئيسية. - تحريك المواهب الابداعية التونسية في مختلف مجالات الخلق وتخصيص 60% من الموارد والبرامج ومن هذا المنطلق فالمهرجان مطالب بالبحث عن المخزون الابداعي التونسي وتمكينه من فرصة التعبير عن تواجده فبلقاسم بوقنة والبشير عبد العظيم وخليفة الدريدي أسماء لها خصوصيتها الابداعية التونسية من حقها التعريف بهذه الخصوصيات... وهذه رسالة المهرجان التعريف والكشف عن الجديد في مجال الابداع الوطني وحتى العالمي ثم إعادة بناء الركح لاستقبال عروض عملاقة وذلك بوضع كل تقنيات السينوغرافيا الحديثة من صورة وصوت وإنارة رقمية وتجهيزات ركحية في خدمة الابداعات التونسية وحتى تكون أيضا في مستوى العروض الأجنبية الراقية. - تكريس البعد الحضاري والحسي الذي يشد الحياة الثقافية التونسية بمحيطها المغاربي والعربي لمتابعة مختلف التعابير الفنية سواء كانت تراثية جديدة أم تجديدية ظرفية. - التفتح على الثقافات العالمية الجادة. - الاستجابة الى جمهور الشباب من خلال توفير تعابير فنية عالمية تغذي ثقافته الخصوصية. - العمل على التوفيق بين كل هذه الاهتمامات والامكانيات البشرية والمالية ضمانا لمستقبل قرطاج الدولي في عالم فني تنازع فيه الصبغة التجارية الكاسحة فضاءات الثقافة والابداع الأصيل والحديث. صالون الموسيقى التونسية وتحدث مدير مهرجان قرطاج الدولي عن فضاء قصر العبدلية فلاحظ أن هذا الفضاء التاريخي تم تخصيصه لاحتضان الأصوات الغنائية التونسية والابداعات في مجال الرقص والتعابير الجسدية الى جانب تكريم الفنان المسرحي الطيب الصديقي بحضور سيد أحمد أقومي (الجزائر) الى جانب الزبير التركي ورؤوف بن عمر ومحسن بن عبد الله ورجاء فرحات وعز الدين المدني (تونس). 4 سهرات «روتانية» وكشف محمد رضاء فرحات أن 120 فنانا متعاقدا مع قناة روتانا تم اختيار وانتقاء 4 سهرات لفنانين يتوفرون على شعبية كبيرة. لماذا زياد غرسة؟ تساءل العديد عن سر تواجد الفنان زياد غرسة في مهرجان قرطاج الدولي على اعتبار أنه فنان «مستهلك»!!! فكان رد محمد رجاء فرحات واضحا «رغم أن زياد غرسة فنان محبوب فأنا مستعد للتخلي عنه إذا كانت هناك مجموعة غير الرشيدية تحفظ وتصون وتدافع عن التراث الغنائي التونسي»... وأضاف «الرشيدية اليوم تحت اشراف زياد غرسة تعيش فترة تجديد ومهرجان قرطاج له بعده الثقافي وتعامله مع زياد غرسة ليس كشخص بل كمؤسسة تدافع عن الموروث الابداعي التونسي الأصيل». المسرح و«خمسون» في قرطاج؟ وفي حديثه عن غياب الفن الرابع في مهرجان قرطاج لاحظ محمد رجاء فرحات أنه كان يأمل في انتاج عمل مسرحي ضخم يفتتح به تظاهرات هذا المهرجان العريق.. فالغاية الأساسية ليست في تقديم عروض متداولة بل العمل على تقديم عرض مسرحي جديد يحمل بصمة مهرجان قرطاج. وعن «خمسون» للفاضل الجعايبي بين مدير مهرجان قرطاج الدولي ان سهرة الاحتفال بربع قرن على تأسيس الجمهورية اخترنا أن تكون موسيقية من خلال سهرة غنائية تلتقي خلالها عديد الأصوات للغناء للوطن وعرّج مرّة إلى الفن الرابع فأشار «لو بقيت مديرا لمهرجان قرطاج الدولي الصيف القادم فإنني أعدكم بأن الافتتاح سيكون مسرحيا» ثم إن هذا العام سيشهد تنظيم دورة جديدة لأيام قرطاج المسرحية وهي فرصة لكل المسرحيين لتجسيد وتقديم ابداعاتهم المسرحية. وتقلصت ميزانية مهرجان قرطاج وكشف من جهة أخرى محمد رجاءفرحات أن ميزانية مهرجان قرطاج الدولي تقلصت هذا العام الى النصف لذا وبالتالي فان الاستشهار والجمهور بدرجة أولى يشكلان العمود الفقري لتكاليف ومصاريف المهرجان هناك معادلة الحفاظ على الاسعار حتى تكون في متناول الجمهور وضمان التوازن المالي للمهرجان والأسعار ستكون بين 10د و20د.