على اثر وفاة طفلة... سوزان مبارك تدعو إلى إصدار قانون يحرّم عملية ختان الإناث القاهرة - الصباح تجاذب المشاركون في ورشة العمل التدريبية حول استخدام المؤشرات الإحصائية المنتظمة ببادرة من المشروع العربي لصحة الأسرة بالجامعة العربية خلال الأسبوع الماضي أطراف الحديث عن وفاة طفلة تدعى بدور جراء خضوعها إلى عملية ختان.. وأثارت هذه الحادثة قلقا لدى الكثير من الأوساط وخاصة لدى الإعلاميين.. وتناقلت وسائل الإعلام المصرية أخبارا تبشر بوضع حد لهذه الظاهرة المسكوت عنها في مصر.. حيث أشارت إلى أن السيدة سوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري حسني مبارك تدعو إلى إصدار قانون يجرم عملية ختان الإناث في مصر.. وبينت أنه في لقاء طارئ للسيدة سوزان رئيسة اللجنة الفنية الاستشارية للمجلس القومي للطفولة والأمومة بمصر حضره وزراء الإعلام والتضامن الاجتماعي والصحة والتنمية والتربية والتعليم ونقيب الأطباء وممثلو الهلال الأحمر والمجلس القومي للطفولة والأمومة والأمين العام للمجلس القومي للمرأة ومفتي الجمهورية وغيرهم قالت «نجتمع لمناقشة قضية تتعلق باهتمامنا بأوضاع الفتاة وليس فقط من حيث تعليمها أو تأمين حصولها على حقوقها ولكن أيضا لحمايتها من جميع الممارسات الضارة ضدها مثل الختان» وبينت عقيلة الرئيس أن وفاة الطفلة بدور التي راحت ضحية لعملية الختان وهي العملية التي تعد على حد تعبيرها واحدة من أشد مظاهر العنف ضد الفتاة هو بداية النهاية لمعاناة البنات المصريات من تلك الممارسات البشعة.. مشكلة صحية في نفس السياق كان المشروع العربي لصحة الأسرة بجامعة الدول العربية قد اهتم بمسألة ختان البنات التي يعتبرها مشكلة صحية ونفسية تعاني منها الفتاة بداية من سن المراهقة وتستمر المعاناة حتى سن الزواج والولادة.. وفي تقرير عنوانه المفاهيم الأساسية لصحة الأسرة صادر عن هذا المشروع نقرأ أن مشكلة الختان أو «الطهارة» ببتر جزء أو كل الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى يعد من أخطر المشاكل والممارسات الضارة التي ما زالت تعاني منها كثير من الإناث وللأسف مازالت هناك المبررات للعادات والتقاليد والخرافات الإفريقية القديمة لتمارسها بعض الأسر على فتياتها.. وتجري عملية الختان في العادة بواسطة الداية أو لنساء العجائز اللائي يحظين في المجتمعات القبلية بالاحترام أو عن طريق حلاق الصحة «الطهار» أو بعض الأطباء.. ويعتقد الكثير من المصريين أن عملية ختان الأنثى مفيدة نظرا لأنها تساهم في كبح السلوك الجنسي لها وهو خطأ لأن البحوث الطبية بينت أن مركز التحكم في السلوك الجنسي للأنثى يوجد في منطقة بالمخ.. ويشير تقرير الجامعة العربية إلى وجود مضاعفات خطيرة لختان الأنثى على غرار النزيف وسببه قطع الأوعية الدموية وينجر عن ذلك الوفاة في بعض الحالات إضافة إلى الصدمة العصبية بسبب تأثر هذه الأنسجة المصابة بالنهايات العصبية الحساسة ويؤدي ذلك إلى شدة الألم الذي يسبب انخفاض شديد بالضغط وينجر عنه الإغماء وربما الوفاة.. ومن المضاعفات نجد التهابات بموضع البتر نتيجة لتلوث الجرح ومتاعب بولية جراء الألم الشديد خلال عملية التبول وتشوه الأعضاء التناسلية الخارجية بوجود ندبة أو أورام تصل إلى حجم الليمونة والاحتقان المزمن بالحوض.. ولئن لا توجد إحصائيات دقيقة في مصر حول ظاهرة ختان الفتيات فإن الكثير من المهتمين بالشأن الصحي يعتبرونها ظاهرة مقلقة.. ويطالبون بوضع حد لها.. ولكن في المقابل هناك من يرفض الحديث عن هذه المسألة المحرمة والمحظورة رفضا قاطعا ويعتبرون أن ختان الفتاة حماية لشرف العائلة..