تونس الصباح: تفيد معطيات صادرة عن الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري أن الديوان قرر تطوير برامجه الوقائية الموجهة للشباب تفاديا لتطور عدد حالات الاجهاض لدى الفتيات العازبات.. إذ بلغ هذا العدد المسجل بالعيادات الراجعة بالنظر للديوان فحسب نحو 10 آلاف و360 حالة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2002 و2007.. مع الملاحظة أن نسبة الاجهاض الدوائي مثلت قرابة 50 بالمائة من حالات الاجهاض.. ويتم الاجهاض الدوائي باستعمال حبوب تتناولها المقبلات على الاجهاض عن طريق الفم وهي طريقة لا تتطلب تخديرا ولا جراحة.. وعادة ما يتم اللجوء إليها بعد إجراء تحليل يؤكد حصول الحمل وبعد إجراء فحص طبي يؤكد أن مدة الحمل لم تتجاوز ثمانية أسابيع.. وعلى إثر تناول حبات الدواء تسقط البويضة الملقحة. وأصبحت عديد الفتيات اللاتي حملن خارج إطار الزواج يلجأن لعيادات الديوان للقيام بعمليات الاجهاض.. ونظرا للاثار غير المرغوب فيها لعلميات الاجهاض وسعيا إلى الحد من هذه المعضلة ومن إشكاليات الحمل غير المرغوب فيه ومن مخاطر الامراض المنقولة جنسيا يعمل الديوان على توفير وسائل الوقاية مثل الحبوب الاستعجالية المانعة للحمل والواقي من الحمل خاصة وقد تبين له من خلال دراسات ميدانية أن أكثر من ثمانين بالمائة من الشباب الذين لهم علاقات جنسية يمارسون الجنس دون استعمال وسيلة حماية ويحدث ذلك أحيانا مع شركاء جنسيين عرضيين مما يجعلهم معرضين بشكل واضح للامراض المنقولة جنسيا والحمل غير المرغوب فيه. وورد في تقرير جديد حول السكان في تونس أعده الديوان تطور عدد عيادات الصحة الجنسية والانجابية لفائدة الشباب بجنسيه خلال السنوات الاخيرة بصفة ملحوظة.. وتشير المعطيات الاحصائية إلى تضاعفها خمس مرات بين سنتي 2002 و2007 حيث ارتفعت من 11 ألف و500 عيادة إلى 56 ألف عيادة.. ويرجع هذا التطور أساسا إلى بعث فضاءات مخصصة للشباب يشرف عليها مختصون لهم إلمام كبير بقضايا هذه الفئة ومشاغلها.. وتقدم هذه الفضاءات خدمات توعوية وطبية ونفسية لزوارها من الشباب.. أسباب العيادات بالنظر إلى أسباب العيادات الطبية لفائدة الشباب نلاحظ أن 51 بالمائة منها موجهة للوقاية من الحمل وإجراء عمليات الاجهاض و24 بالمائة للتعفنات المنقولة جنسيا و15 فاصل 5 بالمائة لعيادات ما قبل الزواج وتشخيص البكارة و9 فاصل 6 بالمائة للعيادات النفسية. ويعمل على تقديم خدمات الانصات والعيادات النفسية سالفة الذكر أخصائيون نفسانيون يعملون على الوقاية من اضطرابات السلوك لدى المراهقين وخاصة من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر وتوعيتهم بأسس الحياة الجنسية السليمة والوقاية من الادمان ودعم التوازن النفسي للذين زلت بهم القدم والمساهمة في الحد من الاخفاق المدرسي وتعميم الاستشارة النفسية السابقة للزواج.. وبلغ عدد الخدمات التثقيفية الموجهة للشباب خلال سنة 2007 قرابة 390 ألف عملية بعد أن كان في حدود 23 ألفا سنة 2002.. ويتناول العمل التثقيفي المواضيع الصحية الخاصة بهذه الفئة العمرية تتصدرها السلوكات الخطرة وخاصة منها التدخين وتناول الكحول والمخدرات ثم الامراض المنقولة.. وفي هذا الصدد وضع الديوان في اعتباره ما يمكن أن تفرزه ظاهرة تأخر سن الزواج في تونس من تبعات خاصة منها الحمل غير المرغوب فيه والانجاب خارج إطار الزواج والعلاقات الجنسية غير المحمية وتعرض الشباب إلى خطر الاصابة ببعض الامراض المنقولة جنسيا والعدوى بفيروس نقص المناعة. ومن الانشطة التثقيفية التي دأب الديوان على تنظيمها سنويا لفائدة الشباب تلك التي تقام على الشواطئ وتستهدف المصطافين والمصطافات من المراهقين والشبان قصد حثهم على تبني سلوك جنسي محمي ومسؤول لوقاية أنفسهم وتشجيعهم على الاقبال على الخدمات الطبية والنفسية ويشرف على هذه الانشطة إطارات طبية وشبه طبية ومنشطون ومثقفون نظراء أي شبان في نفس سن أفراد الفئة المستهدفة تلقوا تدريبا خصوصيا في مجال استغلال تقنيات الاتصال لدعم ثقافة الصحة الجنسية والانجابية.