سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارات ميدانية إلى جميع جهات الجمهورية لجمع القطع النفيسة إعداد فهرس لمجمعي التراث وأعلام الصناعات التقليدية استعدادا لتأثيث المتحف الوطني للصناعات التقليدية:
تونس الصباح: استعدادا لتأثيث المتحف الوطني للصناعات التقليدية الذي تقرر انجازه منذ شهر مارس 2004 تحت شعار "إبداعات الأمس تراث اليوم وإبداعات اليوم تراث الغد" علمنا أن الديوان الوطني للصناعات التقليدية كلف فريقا بجمع أكبر عدد ممكن من القطع التراثية من كافة أنحاء البلاد وقد شرع هذا الفريق في القيام برحلات استكشافية لمعرفة رصيد الديوان في مختلف جهات الجمهورية من هذه القطع وللاطلاع على مختلف التجارب المتحفية العمومية والخاصة قصد الاستفادة منها.. ولجمع القطع ذات القيمة التراثية التي تستحق العرض للجمهور العريض يسعى الديوان إلى البحث عنها لدى العائلات وشرائها منهم وأصبح الآن في حوزته قرابة 3 آلاف قطعة. كما تم إعداد فهرس لمجمعي التراث وفهرس آخر لأعلام الصناعات التقليدية وفهرس ثالث للقطع التي تفتقر إليها مجموعات الديوان.. وتندرج هذه الأعمال في إطار العملية التمهيدية للجرد العلمي حسب المقاييس العالمية للمتاحف. وسعيا للتعريف بهذا المتحف وقيمته الحضارية والاجتماعية والاقتصادية تقرر انجاز متحف صغير يحتوي على نحو مائة قطعة نفيسة ويمتد على مساحة قدرها 400 متر مربع ويوجد بمقر الديوان الوطني للصناعات التقليدية الذي يملك مجموعات وفيرة من التحف التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن وحتى قرنين وأكثرها من النسيج واللباس التقليدي. ويذكر أنه بالإضافة إلى ذلك تم تكوين متاحف جهوية للصناعات التقليدية خصصت لعرض عينات من المنتوجات التقليدية المعبرة عن خصوصيات كل جهة. وتجدر الإشارة إلى أن المتحف الوطني للصناعات التقليدية يرمي إلى عرض نماذج من مواد التراث التقليدي المنقول الذي يعكس من حيث طابعه العلمي والتاريخي والفني والجمالي والتقليدي قيمة وطنية لكي يبق مرجعا للحرفي المبتكر والمستهلك على حد سواء.. إضافة إلى تشجيع الحرفي على استعمال المواد الطبيعية المحلية من أصباغ نباتية وغيرها ودعم انتمائه إلى وسطه البيئي وتشجيعه على التجذر في مكانه وتنمية الحرف التقليدية الأصيلة في أماكن تواجدها وإجراء بحوث حول الحرف المهددة بالاندثار والعمل على إيجاد مناسبة للحفاظ على المهارات والعمل على إبراز التراث اللامادي من خلال عروض متداولة للحرف المهددة بالاندثار بتطبيقها في ورشات حية واستغلال التكنولوجيا المعلوماتية والوسائل السمعية البصرية الحديثة في تدوين كل ما يتعلق بالحرف التقليدية. وقرر الديوان تهيئة المتحف بكيفية تستجيب إلى رغبات شتى شرائح الزوار وتوفير المرافق البيداغوجية والتنشيطية الأساسية حتى يكون المتحف فضاء حيا نشيطا يلقى فيه الزائر مجالات الاستفادة العلمية وأسباب الترفيه. مكونات المتحف يشتمل المتحف الوطني للصناعات التقليدية على فضاء تجتمع فيه شتى الحرف التقليدية ولكل حرفة طريقها في العرض لإبراز خصائصها.. ويتكون من فضاء للدرس والبحث وتقبل المعلومات ويشتمل على مكتبة وقاعة ندوات ومحاضرات وقاعة للانترنيت وفضاء مخصص لأعلام الصناعات التقليدية على غرار حميدة وحادة وعلي بلاغة وهو يهدف إلى ربط الصلة بين الأجيال كما يحتوي على فضاء لعرض التقنيات القديمة وأدواتها والمواد الأولية المحلية وعلى فضاء لعرض المهارات المهددة بالاندثار وعلى فضاء ترفيهي لعرض وبيع المنتوج التقليدي وفضاء لأصناف المخابر والصيانة التي يقع فيها دراسة المواد وطرق معالجتها ووسائل صيانتها وتعهدها. ويتضمن المتحف الجديد عينات من شتى مجالات الحرف التقليدية التي تعكس من حيث طابعها التاريخي والفني والجمالي والتقليدي قيمة وطنية والتي من شأنها شحن الذاكرة وتنمية الذوق والقدرة على الإبداع لدى الحرفي والمبتكر كالمنسوجات والخزف والفضة والنحاس والملابس التقليدية وعينات أصيلة من الأثاث الخشبي التقليدي. وإضافة إلى الورشات الحية لبعض الاختصاصات والمهن المهددة بالاندثار وخاصة صناعة السرج والصباغة الطبيعية والألياف النباتية والآلات الموسيقية. وسيتضمن المتحف عددا من التسجيلات السمعية البصرية التي قام بها فريق العمل مع أهل المهن وذلك بهدف توثيق هذه المهارات وتثبيتها في الذاكرة.. ولا شك أن تكوين متحف للصناعات التقليدية يتطلب الكثير من الخبرة والمعرفة ويستدعي اللجوء إلى أحدث ما حققته العلوم المتحفية من وسائل عرض وأساليب اتصال وتبليغ.. ولا شك أيضا أن هذا المتحف سيلاقي إقبالا كبيرا من المولعين بالتراث والمتاحف إضافة إلى التلاميذ والطلبة والباحثين والسياح..