من أطرف ما قرأت هذه الايام في الصحافة العربية أن نسبة متزايدة من التلاميذ في الاردن اصبحوا يهجرون التعليم الخاص ويعودون الى المدارس العمومية.. رغم عراقة التعليم الخاص ونقائص التعليم العمومي في هذا البلد الشقيق.. لماذا؟ الاسباب عديدة من بينها تزايد نهم بعض اصحاب المؤسسسات التعليمية الخاصة.. وتراجع القدرة الشرائية للمواطن المتوسط بعد التهاب اسعار المواد الغذائية والمحروقات ومواد البناء.. الخ. وفي تونس برزت بعض مؤسسات التعليم الخاص الناجحة في المرحلة الاولى من التعليم الاساسي (الابتدائي).. لكن غالبية المدارس الخاصة في الاعدادي والثانوي لا تزال مجرد "ملاذ" للمخفقين من بين الاطفال والمراهقين في المدارس والمعاهد الحكومية.. ومن الناحية البيداغوجية وظروف الدراسة لا تزال أوضاع مؤسسات التعليم الحكومية متقدمة كثيرا على نظيرتها في القطاع الخاص.. رغم ارتفاع تكاليف الترسيم والمعاليم الشهرية التي يطالب بها التلميذ.. كما يشكو بعض الاولياء من نقص الانضباط والحزم في بعض المؤسسات التربوية الخاصة.. رغم جهود طاقمها الاداري والتربوي.. لاسباب عديدة من بينها أغنية: "نقرأ بفلوسي واذا ما عجبكش نمشي الى مدرسة أخرى".. لقد بات متأكدا اعادة تصحيح العلاقة بين المواطن (تلاميذا وأولياء) والمؤسسات التعليمية (والطبية)العمومية والخاصة.. وإذا أصبحت ظروف التدريس (والعلاج) في المؤسسات العمومية أفضل من نظيرتها في القطاع الخاص فألف تحية شكر الى العاملين في وزارتي التربية والصحة العمومية.. لكن في كل الحالات لا بأس من مراقبة أكثر جدية وحزما لاوضاع المؤسسات التعليمية الخاصة.. من الفضاءات المخصصة للتدريس والرياضة والانشطة الثقافية والاستراحة.. الى حالة ساحات تلك المدارس (ان وجدت).. وعودة مدرسية وجامعية طيبة للجميع..