تونس - الاسبوعي أمطار الخريف المعروفة بعنفها وقوة وسرعة تدفقها بدءا من غسالة النوادر وصولا الى حاصدة الأرواح... أصبحت كابوسا نستيقظ على وقعه كل موسم بسبب تقصير البعض منا رغم أن الله جعل من المطر خيرا ورحمة وبركة لكل الكائنات.. وعندما نذكر أمطار الخريف نتذكر ارتفاع منسوب المياه الى مستويات غير مسبوقة حتى تكاد تلامس النوافذ.. وهو ما يؤدي غالبا الى شل حركة التنقل وإغراق المياه لكل ما تطاله.. حتى وإن كان نفقا تاريخيا.. مثل نفق باب سويقة الذي أنفقت عليه المجموعة الوطنية مبالغ هامة.. الشيء الذي يدفع مستعمليه الى الاستنجاد بأسطح الحافلات للإفلات من براثن المجهول إن لم نقل المكروه.. ونحن على أبواب موسم الامطار حملنا السؤال الى المعنيين بأمر هذا الملف: ماذا أعددتم لحماية المدن وللتوقي من مياه الامطار.. مصدر بوزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية أفادنا بعدة معطيات نوردها فيمايلي: استعدادات التجهيز أشار مصدر من الوزارة الى أن العمل الذي تقوم به إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز، هو عمل متواصل على امتداد السنة وليس مرتبطا بفترة زمنية محددة بطريقة تجعل المنشآت الفنية للحماية تعمل كامل الوقت.. وفي هذا الاطار تقوم إدارة المياه العمرانية بجهر حوالي ألف كلم من القنوات مختلفة الاحجام وخصوصا منها المفتوحة.. ومن مجاري الأودية التي ركزت فوقها منشآت الحماية.. ولكن علام يتم التركيز أكثر في الصيف؟ يقول مصدرنا بأنه يتم التركيز خلال فصل الصيف على المنشآت المغلقة (DALOTS fermés) لجهر الأوساخ وتنظيف ما علق بها من فواضل يلقي بها المواطنون عمدا على غرار بقايا الثلاجات وهياكل السيارات القديمة كما تتولي المصالح الفنية لإدارة المياه العمرانية جهر أحواض تجميع مياه الامطار حتى تكون جاهزة لاستقبال أمطار الخريف التي تكون عادة غزيرة وحادة وفجئية وفي وقت وجيز.. وهي ظاهرة أصبحت معروفة في جميع انحاء العالم بحكم التغيرات المناخية.. وذهب محدثنا الى ضرورة لفت الانتباه الى أن الفيضانات ليست وليدة اليوم بل هي قديمة قدم الزمان لكنها تحولت الى ظاهرة حقيقية بحكم تطور العمران والنمو الديمغرافي وانتشار التعمير وما رافقه من بنية أساسية مختلفة خصوصا في تونس الكبرى وبقية المدن الكبرى. مجهودات ضخمة ولكن.. يؤكد مصدرنا على أنه ورغم المجودات الضخمة التي بذلتها الدولة لتأمين حماية المدن من الفيضانات بدليل تطور الاستثمارات من 40 مليون دينار في المخطط الثامن أنفقت لانجاز 64 مشروع حماية.. الى 105 ملايين دينار في المخطط العاشر بإنجاز 75 مشروع حماية شملت مختلف مدن الجمهورية المعرضة للفيضانات.. فإن طاقة المنشآت الفنية المنجزة كيفما كان حجمها تبقى محدودة.. وأشار نفس المصدر الى أن مجهود الوزارة سيتواصل في هذا الاتجاه خلال المخطط الحادي عشر للتنمية.. بالتركيز على المدن المعرّضة أكثر من غيرها للفيضانات ومن المتوقع أن يبلغ عدد المشاريع حوالي 50 مشروعا لحماية اكثر من 70 مدينة وتجمعا سكنيا بتكلفة جملية تقدر بحوالي 220 مليون دينار سيخصص جزء هام منها الى حماية المنطقة الغربيةلتونس الكبرى.. ولكن أين وصل مشروع حماية تونس الكبرى من الفيضانات؟ أولوية ذكر محدثنا بأن مشروع حماية تونس الكبرى أدرج ضمن المخطط الحادي عشر للتنمية تكريسا للتوجهات الوطنية بوضع برنامج شامل ومتكامل لحماية تونس الكبرى من أية سيول استثنائية على أساس دراسة معمقة ودقيقة كان أذن بها رئيس الدولة مباشرة بعد فيضانات سبتمبر 2003 .. وأكد مصدرنا على أن الاعلان عن مشروع حماية تونسالغربية يعكس حرصا لدى أجهزة الدولة أثناء برمجة المشاريع على اعطاء الاولوية للجهات والمناطق والمتساكنين الاكثر حاجة والاكثر عددا والاقل حظا.. علما بأن برامج الحماية من الفيضانات أصبحت منذ سنوات مكونا قارا في جميع المخططات الوطنية للتنمية.. تحدد برامجها حسب سلم أولويات موضوعي وتنتفع بمنجزاتها مختلف جهات البلاد وتجمعاتها العمرانية.. ولكن ماذا يمكن أن نعرف عن مشروع حماية تونس الكبرى.. وخاصة قسطه الاول المتعلق بحماية تونسالغربية من الفيضانات؟ أهداف المشروع أبرمت حكومة الجمهورية التونسية بتاريخ 31 مارس 2008 اتفاقية قرض مع البنك الياباني للتعاون الدولي تتعلق بالمساهمة في تمويل مشروع حماية منطقة تونسالغربية من الفيضانات.. وهو مشروع عرض على مجلس الوزراء يوم 4 جوان 2008 وحظي بموافقة مجلس النواب عليه يوم 18 جوان ..2008 وتقدر تكلفته الجملية ب 9147 مليون يان ياباني أي ما يعادل 101.295 مليون دينار تونسي.. ويساهم البنك الياباني للتعاون الدولي في تمويل جزء منها بقيمة 6808 مليون يان ياباني أي ما يعادل 75.393 مليون دينار تونسي.. ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع المدرجة بالمخطط الحادي عشر.. وهو يمثل قسطا أولا من أشغال الحماية ومنشآتها التي أوصت بها الدراسة الشاملة لحماية كامل منطقة تونس الكبرى من الفيضانات التي أذنت بها السلط العليا إثر سيول سبتمبر ..2003 وهو يهدف الى حماية المنطقة الغربيةلتونس الكبرى من فيضان سبخة السيجومي ووادي قريانة وخزندار وروافدهما.. وسينتفع بهذا المشروع العديد من الاحياء ذات الكثافة السكنية العالية والمتواجدة بمناطق منوبة والدندان وباردو وكامل الاحياء المحيطة بسبخة السيجومي والتي يقارب عدد سكانها المليون نسمة.. ولكن ما هي محتويات هذا المشروع ورزنامة إنجازه؟ محتوى المشروع يتضمن المشروع إنجاز قنال لتفريغ سبخة السيجومي وربطها بوادي مليان على طول 6 كلم.. وتوسيع وتهيئة وادي قريانة على مستوى منطقة حي الزهور على طول 3 كلم بالاضافة لتوسيع وتهيئة وادي خزندار الى حدود ابن سينا بقصر السعيد على طول 3 كلم.. وتركيز قنال حزامي على طول شارع 7 نوفمبر ابتداءا من محول قصر السعيد ليربط وادي خزندار وقريانة بسبخة السيجومي على طول 3 كلم.. أما عن روزنامة الانجاز فبعد اتمام اجراءات المصادقة على القرض وإعداد الدراسات التنفيذية.. سيتم قريبا الاعلان عن طلب العروض لانجاز الاشغال التي ينتظر أن تنطلق في أواخر سنة ..2009 هذا وتوجد مشاريع أخرى يتواصل إنجاز أشغالها.. ومشاريع اخرى من المتوقع أن تنطلق أشغالها مع نهاية السنة الحالية..إضافة لمشاريع أخرى مدرجة بالمخطط الحادي عشر للتنمية. مشاريع بصدد الانجاز يبلغ عدد المشاريع التي يتواصل إنجاز أشغالها 18 مشروعا .. تم الانتهاء من إنجاز أشغال مشروعين منها بينما يتواصل تقدم إنجاز المشاريع الاخرى بنسق عادي ما عدا مشروعي ماطر وقابس حيث تعرف المقاولات المكلفة بإنجاز الاشغال صعوبات متأتية أساسا من الزيادات في أسعار بعض مواد البناء.. ومن ضمن هذه المشاريع مشروع دوار هيشر - منوبة الذي بلغت تكلفته مليونين و209 الف دينار وبلغت نسبة تقدم الاشغال فيه 87% .. وبوسالم الذي تبلغ تكلفته الجملية مليونا و500 الف دينار وبلغت نسبة تقدم بلغت 96% ..أما مشروع حمام الانف والبالغ 800 الف دينار من حيث التكلفة فقد بلغت نسبة تقدم الاشغال به 75% بينما بلغت نسبة تقدم الاشغال في مشروع صفاقس 57% بتكلفة قدّرت بمليونين و225 الف دينار.. أما ماطر التي تبلغ كلفة مشروعها 500 الف دينار فقد بلغت نسبة التقدم 30% ..وفي قعفور بلغ تقدم الاشغال نسبة 90% بتكلفة جملية قدرها 800 ألف د وفي الطويلة بلغت نسبة التقدم في الاشغال 67% وتكلفة مالية ناهزت 900 الف دينار.. أما جزر قرقنة التي تبلغ تكلفة مشروع حمايتها مليون دينار فقد بلغت نسبة الاشغال 60%.. وفي جرزونة ومنزل عبد الرحمان بلغت نسبة تقدم الاشغال 80% بتكلفة إجمالية ناهزت مليونا و500 ألف دينار.. وفي شنني النحال بلغت نسبة تقدم الاشغال 60% وبتكلفة ناهزت مليونا و500 ألف دينار..بينما في تطاوين بلغت نسبة تقدم الاشغال 52% وتكلفة ناهزت مليونا و500 الف دينار.. وهي نفس التكلفة تقريبا لمشروع ياسمين الحمامات الذي بلغت نسبة التقدم به 70% .. وأخيرا شارفت أشغال مشروع القيروان الذي قدرت تكلفته ب 11 مليون دينار على الانتهاء بنسبة انجاز بلغت 97% وتجدر الاشارة الى أن مشروعي العيون وباجة قد انتهيا تماما وقد بلغت كلفتهما تباعا 500 الف دينار للاول ومليون دينار للثاني.. ولكن ماذا عن المشاريع الجديدة؟ مشاريع جديدة لحماية المدن يبلغ عدد المشاريع الجديدة المرسمة بميزانية التنمية لسنة 2008 تسعة مشاريع ستبدأ أشغالها في موفى السنة الحالية.. وهي مشاريع تهم المحمدية وفوشانة وحمام الشط ومنزل تميم والساحلين والمكنين والجم والمحرس وغنوش وحمام سوسة ..بتكاليف جملية تبلغ 11 مليونا و250 الف دينار.. ويتم حاليا عرض تقرير فرز العروض المالية على اللجنة العليا للصفقات ومن المتوقع أن تنطلق أشغال هذه المشاريع أواخر السنة الحالية كما ذكر.. أما بقية المشاريع المدرجة بالمخطط الحادي عشر للتنمية فيبلغ عددها 20 مشروعا بما في ذلك المشروع الرئاسي الخاص بمدينة القطار. خير الدين العماري للتعليق على هذا الموضوع: