تونس الصباح: الدراجات النارية والعادية والمترجلون أهم طرف في حوادث المرور "العادية" والقاتلة في مختلف جهات البلاد.. واقليم تونس الكبرى وولايات نابل (نابل الحمامات) وصفاقس وسوسة ومدنين والمناطق السياحية عرضة أكثرمن غيرها للحوادث.. التي تتكثف صيفا وخاصة في شهري جويلية وأوت.. فيما ترتفع نسبة الحوادث في عطلة اخرالاسبوع وخاصة مساء يوم السبت (بسبب الافراط في السرعة والسكر) وصباح الاثنين (بسبب السرعة والسياقة في حالة ارهاق).. هذه الاستنتاجات وردت في التقرير السنوي الجديد عن حوادث المرور الذي أصدرته الادارة العامة للحرس الوطني.. بناء على تقديرات مصالحها المختلفة.. وقواتها المكلفة بالوقاية من الحوادث والتدخل للاسعاف ولمعاينة نقل الجرحة والقتلى بالتعاون مع بقية مصالح الامن الوطني والحماية المدنية خاصة خارج مناطق العمران.. ومن حيث النسبة المرتفعة للحوادث والقتلى تحتل 6 ولايات المرتبة الاولى وهي على التوالي سوسة وصفاقس وتونس ومدنين والقيروانونابل..وقد تجاوز عدد القتلى فيها بقية الولايات لاسباب عديدة من بينها مرور الطرقات السيارة والسريعة واهم الطرقات الوطنية منها..الى جانب تواجد مناطق سياحية وشواطئ فيها.. مما يضاعف من نسبة عبورها من قبل أبناء الجهة والمتجهين الى ولايات أو دول اخرى.. (خاصة بالنسبة لطريق القيروان الصخيرة وصفاقس وطرابلس مرورا بقابس ومدنين).. ارتفاع اسطول السيارات وحسب نفس الاحصيائيات فقد ارتفع عدد العربات في تونس ما بين 2003 و2007 من حوالي 105 الف الى حوالي 129 الفا..أي بزيادة تحوم حول 25 ألف سيارة وشاحنة.. يضاف اليها عشرات الاف السيارات الاضافية التي تتنقل في طرقاتنا صيفا في موسم عودة مئات الالاف من التونسيين في الخارج.. والاف السيارات الجزائرية والليبية نتيجة توافد أكثر من مليوني سائح من البلدين الشقيقين المجاورين نحو تونس.. نسبة كبيرة منهم يصلون برا على متن سيارات وشاحنات.. ارتفاع الاسطول الذي تواصل بنسق سريع عام 2008 وتحسن مستوى المبادلات التجارية البرية مع الشقيقتين ليبيا والجزائر وارتفاع عدد السياح المغاربيين يفسر نسبة من الحوادث في الولايات الحدودية الغربية والجنوبية.. رخص السياقة كما خصصت دراسة الادارة العامة للحرس الوطني مساحة الى عنصر ارتفاع نسبة الحاصلين الجدد على رخص السياقة.. بنسبة تحوم حول 5 بالمائة سنويا.. فارتفع عدد الحاصلين على رخص سياقة من حوالي 178 الفا عام 2003 الى أكثرمن 215 ألفا العام الماضي.. أي بزيادة تحوم حول ال28 ألف رخصة.. ولا تخفى مساهمة أصحاب الرخص الجديدة في الحوادث التي تتسبب في اضرار مادية وبشرية.. يضاف الى هؤلاء مساهمة اصحاب رخص السياقة القديمة اللذين لا يتحكمون في المقود جيدا لانهم لا يقودون السيارات طوال سنوات.. وبعد شراء سيارة (او الحصول على عربة بصفة ظرفية) قد تكون سياقتهم غير مضمونة العواقب.. فضلا عن اصحاب رخص السياقة التونسية المقيمين بالخارج الذين يستعملون وسائل النقل العمومي في المهجر ويتسوغون سيارات بمناسبة العودة الى ارض الوطن ويتسبب بعضهم في حوادث بسبب قلة تجربتهم العملية في السياقة.. وعدم مراعاة خصوصيات السياقة (العصبية) في تونس وحالة الطرقات في بلادنا التي لا تسمح بالافراط في السرعة.. المجاوزة الممنوعة والمداهمة من الخلف وقدم تقرير الادارة العامة للحرس الوطني قراءة فنية لاسباب الحوادث حسب المعطيات والاحصائيات الرسمية لمصالح حرس المرور وبقية الجهات الامنية.. ومن بين ما يلفت الانتباه في تلك الاحصائيات والتقديرات ان الافراط في السرعة بالنسبة للسائق (18 بالمائة) وشق الطريق بالنسبة للمترجل وسائق الدراجة (أكثرمن 16 بالمائة من الحوادث) من ابرز اسباب الحوادث.. فضلا عن السهو وعدم الانتباه والسياقة تحت تاثيرالكحول وعدم احترام اشارة التوقف.. لكن من أكثرما يثير ويستفز أن اسباب نسبة من الحوادث تبدو " مثيرة للغضب الشديد " بالنسبة لاي عاقل مثل المجاوزة الممنوعة والمداهمة من الخلف وحالة بعض السيارات والشاحنات والطرقات.. الاطفال والشباب ومن بين ما يجلب الانتباه ايضا في التقرير الجديد للحرس الوطني عن حوادث المرور داخل مناطق العمران وخارجها أن أغلب الضحايا من بين الاطفال والمراهقين(ما بين 15 و19 عاما) والشباب (دون الاربعين).. ومن بين ضحايا الحوادث الاطفال المترجلون وراكبو الدراجات المرافقون في السيارات التي يتسبب فيها الكهول والشباب.. كما تكشف الاحصائيات مشاركة وسائل النقل العمومي من سيارات اجرة وحافلات وشاحنات مختصة في النقل العمومي للبضائع في مئات الحوادث سنويا.. بعضها يكون خطيرا.. وفي بعض الحالات خطيرا جدا بحكم حجم تلك الوسائل..