تونس الصباح: تقرر اختتام فعاليات الاستشارة الوطنية للتشغيل قبل موفى الشهر الجاري.. ومساهمة في إثراء الحوار حول قضية التشغيل وخاصة تشغيل الشباب العاطل عن العمل تقدم عدد من الجامعيين والباحثين والمهتمين بقضايا الشباب بمقترحات هامة لتوفير فرص تشغيل إضافية وحماية الشباب من الشغل الهش ومن ظاهرة البطالة وتوفير المؤهلات التشغيلية الكافية لفائدتهم.. كما كانت اللقاءات المنتظمة منذ الاسبوع الاخير من شهر ماي على المستويات المحلية والجهوية والاقليمية مناسبة للاستماع إلى عديد المقترحات الاخرى لتشغيل العاطلين عن العمل.. ولعل السؤال الملح الذي يطرحه جل المشاركين في هذه الاستشارة هو: "هل سيتم أخذ كل تلك المقترحات بعين الاعتبار؟".. وتتعلق تلك المقترحات خاصة بمحور التشغيل ومنوال التنمية ونسق النمو ومحيط الاعمال وخاصة بتشخيص العوائق المتعلقة بنمو الاستثمار والتشغيل والعوائق التي تحول دون مزيد بعث المؤسسات واقتراح الآليات والاجراءات لتجاوز الصعوبات وتقييم دور مناخ الاعمال الجهوي في دفع حركية التشغيل.. كما تتصل بمحور التشغيل وسير سوق الشغل وتحديدا بتشخيص العوائق بين طلبات الشغل وعروض الشغل وتقييم الآليات المعتمدة لتنشيط سوق الشغل ومدى تناسبها مع حاجيات الجهة واقتراح آليات تطويرها وتقييم التأثير المحتمل على التشغيل لتنظيم سوق الشغل ولمقومات سلامة المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة والعلاقات الشغلية والحوار الاجتماعي. ومن المحاور الاخرى التي تطرق إليها المشاركون في الاستشارة إعداد الموارد البشرية ودور منظومة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي في التشغيل وتتعلق أهم المقترحات بمسألة القدرة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية وخاصة بكيفية دعم قدراتها على الابداع وضمان الجودة ودور المنظومة التكوينية في تسيير إدماج الخريجين واقتراح الآليات والاجراءات لدعم عمليات الادماج. وفي ما يتعلق بمحور التنمية الجهوية والمحلية والتشغيل فقد تعلقت المقترحات بسبل تطوير دور الجهة في بعث مواطن الشغل وإحداث المؤسسات وتشخيص المعوقات التي تحول دون دعم اللامحورية واللامركزية وحركية التنمية المحلية والجهوية إضافة إلى استغلال مكامن التشغيل المتوفرة وتقديم المقترحات العملية المجددة في هذا الاطار. الشباب ومعضلة البطالة تزامنا مع الاستشارة الوطنية حول التشغيل تقدم عدد من الجامعيين والمهتمين بقضايا الشباب بمقترحات بناءة لتشغيل هذه الفئة ومن بين هؤلاء السادة فتحي التوزري وحافظ الجندوبي ورامي الصالحي ومالك صغيري وحبيب المستيري فقد أعدوا بحثا قيما حول معالجة قضايا الشباب تطرقوا فيه إلى محور الشباب والتشغيل.. وتتمثل أهم مقترحاتهم في الرفع من الاعتمادات الموجهة لسياسة دعم التشغيل وبعث هيكل تنسيقي فعال لمختلف المتدخلين في سوق الشغل وإصدار تقرير سنوي وتقييمات دورية حول نجاعة سياسات دعم التشغيل وتشجيع بعث الجمعيات التي تعنى ببطالة حاملي الشهادات لاعطاء فرصة للشباب للتعبير عن مشاغلهم والتعريف بمشاكلهم وخاصة في سوق الشغل.. ومن المقترحات أيضا نجد انجاز دراسة استشرافية حول المهن المستقبلية في تونس واعتماد خطة خماسية بتمويل عمومي لتشغيل الشباب في قطاع التأطير المدرسي والاحاطة والتأطير الصحي والبيئي ودراسة أخرى حول الامكانيات التشغيلية في القطاع الفلاحي. واقترح الجامعيون توفير الاستثمارات الكفيلة بتكوين الكفاءات الشبابية بالتنسيق مع المعهد الوطني للتراث للمحافظة على التراث والآثار وحمايتهما من النهب والسرقة والتعريف الجيد بهما وذلك في إطار تطوير السياحة الثقافية إضافة إلى تشجيع بعث استثمارات صغرى ومتوسطة لفائدة خريجي المعاهد الهندسية الفلاحية والبيطرية في المناطق الداخلية.. ولاحظ الباحثون أن سوق الشغل بدأت تظهر خللا كبيرا بين العرض والطلب مع تحول الدولة من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر واستقرار النمو بالتزامن مع وفرة الشباب المتعلم وهو ما جعل الشباب الفئة الاكثر هشاشة وعرضة للبطالة وللقبول بوظائف متدنية والعمل في ميادين لا علاقة لها بالتكوين الاساسي.. إضافة إلى طول فترة الانتظار قبل الحصول على عمل..