تونس - الصباح: واقع النوادي الثقافية في المؤسسات التربوية كما في دور الشباب ودور الثقافة يجده البعض في تراجع مقارنة بما كان عليه سابقا حيث لم تعد النوادي المدرسية مثلا متوفرة بالعدد الكافي وتستقطب التلاميذ لتطوير مواهبهم وتأطيرهم. ويقف هذا التراجع في نشاط النوادي الثقافية وراء بروز عديد الاشكاليات الأخرى لاسيما تلك المتعلقة بالتصرف في وقت الفراغ لدى التلميذ وترشيد استغلال الزمن المدرسي.. وما يترتب عن ذلك من تداعيات اخرى على سلوك التلميذ وعلى محيط الحياة المدرسية بصفة عامة ما نلاحظه ايضا عند الحديث عن النشاط الثقافي في المؤسسات التربوية هو انطلاق المؤسسة على محيطها الخارجي وعلى الحياة الثقافية والمؤسسات الأخرى الناشطة في هذا المجال.. فلا نجد مثلا تواصلا بين المدرسة ودور الثقافة والهياكل والجمعيات العاملة في مختلف الأنشطة الثقافية على غرار السينما والمسرح.. كما ان التواصل في مجالات اخرى تنشيطية وتثقيفية في المجال الصحي والبيئي يظل منقوصا... وان وجدت بعض المحاولات والمبادرات فتظل غير كافية ولا تشمل جميع المؤسسات التربوية توسيع شبكة النوادي نذكر في هذا السياق ان وزارة التربية والتكوين ستشرع بداية من السنة الدراسية الحالية في العمل على توسيع شبكة نوادي التنشيط الثقافي في اطار تعزيز مساهمة هذه النوادي في تقديم أنشطة موازية لدعم الفعل التربوي التعليمي وينتظر ان يتم احداث اقسام ثقافية داخل المؤسسات التربوية وادراجها ضمن جداول اوقات التلاميذ وترى الوزارة في ذلك عاملا من شانه الحد من ظاهرة بقاء التلاميذ خارج الفضاءات التربوية خلال ساعات الفراغ.. وحددت الوزارة ايضا بعض المجالات التي سيتم التركيز عليها في نشاط نوادي التنشيط الثقافي المحدثة على غرار مواضيع دعم العمل التطوعي داخل المؤسسة التربوية وخارجها الى جانب ترسيخ الثقافة البيئية.. وسيتم التركيز كذلك على دعم النوادي المهتمة باللغات الاجنبية لاسيما وان حذق اللغات وتطوير مستوى التلاميذ في هذا المجال يظل من المواضيع والاشكاليات المطروحة على طاولة وزارة التربية والتكوين. الاطار المختص تجدر الاشارة في هذا السياق الى جملة من الملاحظات او الاقتراحات التي يجب اخذها بعين الاعتبار في تركيز وتدعيم النوادي الثقافية في المؤسسات التربوية من ذلك ضرورة ان يتم انتداب مختصين للاشراف على تنشيط هذه النوادي لضمان الاستفادة الجيدة من هذه الفضاءات ولتحقيق اهدافها وحتى لا تكون مجرد نواد لاضاعة الوقت... من الاقتراحات ايضا العمل على التواصل مع المحيط الخارجي ومع الهياكل والمنظمات والجمعيات والوزارات لبلورة برامج مشتركة ومساهمة في توفير الظروف والامكانيات لتطوير عمل النوادي الثقافية في المؤسسات التربوية.