الفتيات الخمس من قفصةوسيدي بوزيد ويعملن في مصانع النسيج الأسبوعي - القسم القضائي: في الوقت الذي ما تزال فيه ذاكرة أهالي بوحجر لم تنس فاجعة قارورة الغاز التي أنفجرت في وجه ربة بيت بالمدينة العتيقة بقصر هلال المجاورة وأدت في ذلك الصباح الى وفاة تلك السيدة وانهيار المنزل الذي كانت تأوي اليه رفقة بعلها وأطفالها اهتزت بوحجر بولاية المنستير في حدود الساعة التاسعة من مساء أحد أيام الاسبوع المنقضي على وقع دوي انفجار تلاه اشتعال نار في منزل تقطنه خمس فتيات أصيلات جهتي قفصةوسيدي بوزيد جراء انفجار قارورة غاز وهو ما تسبب في إحالة الفتيات وكلهن عاملات بمصانع النسيج على الانعاش قبل أن تفارق إحداهن الحياة وتدعى منى أصيلة ولاية سيدي بوزيد متأثرة بما لحقها من حروق وإصابات. البحث عن القوت وحسب ما توفر من معلومات فإن الفتيات قررن اقتحام ميدان العمل لإعالة عائلاتهن على مواجهة صعوبات الحياة لذلك تركن مسقط رأسهن ونزحن الى بوحجر حيث كان الاستقرار بمنزل على وجه الكراء ثم عثرن على مواطن شغل بمصانع النسيج وكانت حياتهن عادية ولكن رحلة البحث عن القوت هذه انتهت بفاجعة لم تخطر ببالهن. انفجار كانت الساعة تشير الى الساعة التاسعة من مساء أحد أيام الاسبوع الماضي عندما كانت العاملات بصدد طهي العشاء معا فانفجرت قارورة الغاز غير المستعملة في وجوههن وهو ما تسبب في إصابة الفتيات (في العقد الثالث من عمرهن) بحروق بليغة. وبتفطن الاجوار للحادثة واشعارهم السلط المختصة سارع أعوان منطقة الأمن الوطني بقصر هلال والحماية المدنية بالتوجه الى موقع الحادثة الأليمة حيث هدأوا من روع الاجوار وقدموا الاسعافات الأولية للمصابات قبل نقلهن الى مستشفى قصر هلال ونظرا لخطورة حالتهن الصحية فقد نقلت أثنتان منهن الى مستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة وأثنتان الى مستشفى سهلول بسوسة والخامسة احتفظ بها بمستشفى المنستير وقد وصفت الحالة الصحية لجميعهن بالخطيرة . ورغم المجهودات التي بذلها الاطار الطبي وشبه الطبي بمستشفى سهلول فإن إحدى الفتيات (منى ) لفظت أنفاسها الاخيرة يوم الاربعاء المنقضي وقد نقل جثمانها الى مسقط رأسها بولاية قفصة حيث تم مواراته التراب. فتح تحقيق في الغرض بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن السلط القضائية بالمنستير تعهد أعوان منطقة الأمن الوطني بقصر هلال بالبحث في الظروف التي حامت حول وقوع هذه المأساة. وحسب بعض المعلومات التي توفرت ل «الأسبوعي» فإن الحادثة ناجمة عن تسرب الغاز من قارورة ثانية كانت داخل المطبخ أثناء طهي الفتيات لعشائهن مستعملات القارورة الاولى وهذا التسرب للغاز تسبب في وقوع انفجار أوقع خسائر بشرية ومادية.