تونس - الصباح: دعا السيد مصطفى بن جعفر، الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، إلى ائتلاف بين ثلاثة أحزاب لمواجهة الاستحقاقات الانتخابية القادمة.. وقال في حوار صحفي نشر في الآونة الأخيرة، أنه بات من الضروري على "المعارضة الجدية" على حدّ وصفه، "النضال المشترك من أجل تغيير قواعد اللعبة الانتخابية".. ووجه بن جعفر نداءا إلى حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي، بضرورة تجاوز المصالح الذاتية والحزبية في إطار عمل مشترك يعطي الأولوية إلى ما وصفه ب "المرشح الممكن" عوضا عن "المرشح الرمزي"، قائلا "إن زمن المعارك الرمزية ولى وانتهى"، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة غير خافية إلى مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي، السيد أحمد نجيب الشابي، الذي أعلن ترشحه منذ فترة إلى الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في خريف العام 2009. ويتزامن نداء بن جعفر، مع انطلاق السنة السياسية الجديدة التي تتجه الأنظار خلالها إلى الاستحقاقات الرئاسية القادمة.. وتعدّ هذه الدعوة الأولى من نوعها التي يطلقها زعيم حزب سياسي قبيل عام على موعد الانتخابات.. مقاربتان مختلفتان ويرى ملاحظون، أن دعوة بن جعفر ربما اصطدمت بتمسك الحزب الديمقراطي التقدمي دخول الانتخابات القادمة بمرشح معلن منذ فترة، وهو السيد نجيب الشابي، على الرغم من السياق القانوني والدستوري الذي يحول دون ذلك.. وكان المكتب السياسي للحزب جدد هذا التمسك قبل أسبوع، ما يعني أن خيار المشاركة في الانتخابات ضمن إطار ائتلافي غير وارد في الحزب، على الأقل في المرحلة الراهنة.. وتبدو حركة التجديد من جهتها، متحمسة لدخول الانتخابات القادمة ضمن إطار المبادرة الديموقراطية التي تجمع لفيفا من اليساريين إلى جانب كوادر الحركة، خصوصا بعد أن أثمرت المبادرة خلال الاستحقاقات السابقة، نتائج لا تخفي كوادر الحركة إيجابيتها، خصوصا لجهة التعريف ببرامجها واقترابها من الرأي العام الانتخابي والوطني، ودورها في تعبئة مناضليها حول خطاب سياسي مغاير للخطابات السائدة.. ويرى مراقبون، أن دعوة بن جعفر، ستعيد موضوع "مرشح مشترك للمعارضة الديمقراطية" إلى الواجهة، بعد أن سبق طرحها في استحقاقات انتخابية سابقة، من دون التوصل إلى حل عملي بشأنها.. المراجعة ممكنة.. ولكن على أن دعوة زعيم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، قد تضطر الحزبين المعنيين إلى مراجعة موقفهما، سيما وأن نقاط الالتقاء بين هذا الثلاثي، قد تكون أكثر من نقاط الخلاف، خصوصا وأن التباينات فيما بينها، بالإمكان التغلب عليها عبر حوار مباشر من شأنه تجسير الفجوة السياسية وإحداث تقارب سيكون بلا شك إضافة نوعية للمشهد الانتخابي القادم.. الجدير بالذكر، أن تجربة الأحزاب التونسية مع التحالفات الانتخابية، اتسمت دوما بالفشل الذريع نظرا لهيمنة الحسابات السياسوية الضيقة ومشكل الزعامة الذي يبحث عنه كل طرف من موقعه.. فهل تكذّب دعوة بن جعفر، تلك التجارب الائتلافية الفاشلة، أم يصر الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد على دخول الانتخابات بخيارات أخرى؟؟