حذّر مصدر مسؤول بوزارة الصحة العمومية من استهلاك نبتة الفطر (الفقاع) الغابي داعيا الاولياء ولا سيما المقيمين في المناطق الجبلية والغابية الى توعية ابنائهم بالمخاطر التي يمكن ان يسبّبها الاستهلاك العشوائي لهذه النبتة. وقال الدكتور مولدي عمامو مدير مركز الاسعاف الطبي الاستعجالي بالعاصمة ان حالات التسمّم التي حصلت خلال الآونة الاخيرة في بعض المناطق الجبلية في تونس تعدّ الاولى من نوعها من حيث الخطورة وهي ناتجة عن استهلاك اصناف سامة من الفقاع من فصيلة امانيت Amanite. يذكر ان هذه الفصيلة موجودة في عديد المناطق في العالم وتسبب في فرنسا لوحدها نحو 95% من حالات التسمم بالفطريات سنويا. واوضح الدكتور عمامو ان الاعراض الأولية للتسمم تتمثل في الغثيان والاحساس بأوجاع في مستوى البطن الى جانب التعرّق وضيق التنفس وتراجع نسق دقات القلب. ويتسبب الصنف المذكور في تداعيات فادحة تصل الى حد تعطل وظائف الكبد وذلك بسبب احتوائه على مادة خطيرة تعرف باسم اماتوكسين (Amatoxine). واضاف ان طهي هذا الفطر في درجة حرارة عالية لا ينقص شيئا من المواد السامة التي يحتويها. ولتفادي الخلط بين الصنف المذكور وانواع الفطر غير السامة دعا الدكتور عمامو المواطنين وحتى الذين تعودوا على جمع الفطر من الجبال وتناوله الى أخذ الاحتياطات الضرورية وذلك بالامتناع عن تناول الفطر الغابي بما في ذلك الذي يعرض في المسالك غير المنظمة والاكتفاء باستهلاك الفطر المعلب الذي يروّج في المسالك المنظمة وذلك باعتبار استيفائه للشروط الصحية. كما يتعين على الأولياء تحسيس ابنائهم ولا سيما الاطفال الصغار بالامتناع عن استهلاك الفقاع الغابي لا سيما وان حالات التسمم تكون اكثر حدة لدى هذه الشريحة. وفي نفس السياق ومنذ حدوث حالة التسمم باشرت مصالح وزارتي الصحة والفلاحة والموارد المائية بالتعاون مع السلط الجهوية تنفيذ جملة من التدابير الاحتياطية العاجلة للتوقي من مخاطر الفطر المذكور ترتكز اساسا على القيام بمسح ميداني شامل لتحديد التوزيع الجغرافي لهذه النبتة وتكثيف عمليات التحسيس الموجهة للمواطنين عبر مختلف الوسائل بما في ذلك نوادي الصحة بالمؤسسات التعليمية الى جانب السهر على تحجير جمع ونقل وعرض الفقاع الغابي. كما تشتمل هذه الخطة على اعداد جذاذات ووثائق فنية حول الفطر السام لتسهيل عمليات التحسيس اضافة الى تنظيم لقاءات تكوينية لفائدة اعوان الهياكل المتدخلة لمزيد التعريف بأصناف الفطر المستهدفة والاجراءات الوقائية.