تونس/الصباح: يعد الدكتور عبد المنعم سعد رئيس تحرير مجلة «السينما والناس» ومدير مهرجان اوسكار الفيديوكليب بمصر.. من ابرز المتابعين لايام قرطاج السينمائية والمواكبين لمختلف دوراتها. عبد المنعم سعد التقيناه وهو يتأهب لمغادرة تونس في اتجاه دمشق بعد حضوره سهرة افتتاح ايام قرطاج السينمائية فكان هذا الحوار: ** زيارتك لتونس هذه المرة مدتها قصيرة؟ كان لا بد لي من الحضور فهذا اعتبره واجبا تجاه ايام قرطاج السينمائية التي لا مجال للاخلال به.. وان تقتصر زيارتي على حضور حفل الافتتاح فقط فهذا يعود الى تزامن ايام قرطاج السينمائية مع مهرجان دمشق الدولي للسينما.. انها اشكالية لا بد من مراجعتها من طرف المسؤولين. ** حضورك دائم بمختلف دورات ايام قرطاج السينمائية؟ تربطني بأيام قرطاج السينمائية علاقة وجدانية وصداقة حميمة بكل التونسيين فمنذ تأسيس المهرجان لم أتخلف الا في دورة وحيدة (1968). ** كيف بدت كل ملامح هذه الدورة من خلال حفل الافتتح؟ لقد شدني حسن التنظيم والرؤية الفنية المتطورة في اعداد القاعة وفقرات السهرة ودخول الضيوف الى القاعة.. انه افتتاح يليق بعراقة قرطاج وزخمها الحضاري.. ثم لا بد من الوقوف عند نقطة اعتبرها هامة ان لايام قرطاج السينمائية خصوصية غائبة في باقي المهرجانات السينمائية العربية والعالمية.. مهرجان قرطاج الوحيد الذي له اهتمام كبير بالسينما الافريقية.. هذه السينما المجهولة لدينا منذ اكثر من 50 سنة نجد مهرجان قرطاج قد فسح لها المجال واسعا لاكتشافها واستكشافها والتعرف على خصوصياتها. مهرجان قرطاج سيظل الوحيد الذي يحتضن سينما الجنوب المجهول الهوية في الماضي.. هي خصوصية لا ينازعه فيها اي مهرجان. ** اختارت ايام قرطاج السينمائية تكريم الراحل يوسف شاهين من خلال فيلم «هي فوضى» في سهرة الافتتاح. ما هي قراءتك لهذا الاختيار؟ أرى في اختيار «هي فوضى» تكريما ليوسف شاهين الذي أكاد ازعم انه لو لا مهرجان قرطاج ما كان له ان يكون مخرجا عالميا.. «هي فوضى» فيلم جريء يعري بلغة سينمائية متطورة المجتمغ المصري ويكشف «الممارسات» التي تنخره.. هي ممارسات تتطلب جرأة للكشف عنها.. وقد أمكن ليوسف شاهين بما هو معروف عنه من جرأة التعامل معها بحرفية.. وكان لقرطاج الشجاعة لتقديم هذا العمل في سهرة الافتتاح ولمصر الجرأة والشجاعة لتقدم هذا العمل خارج حدودها.. ** أنت سعيد بتجاوب الجمهور التونسي مع «هي فوضى»؟ لقد لمست في الجمهور التونسي احترامه للأعمال السينمائية ذات المضامين الجريئة.. ولمست تقديره للمخرج الراحل يوسف شاهين.