في إطار متابعتنا للساحة المسرحية في تونس سنقف عند العمل الجديد لتوفيق البحري الذي يعرفه الجمهور ويفضل مناداته بالباجي في سلسلة «شوفلي حل» كما سنعود لجديد جمعية الفن المسرحي لتحدي الإعاقة والعمل المسرحي الأول للطاهر العجرودي وتعامل جعفر القاسمي كمخرج مع محمد إدريس. عقد على بياض في لقاء بالمسرحي الناصر العكرمي أخبرنا بأن توفيق البحري راوغه بعد اتفاقهما وفق عقد مبرم بينهما على الاشتغال معا في عمل مسرحي محترف ومدعم من وزارة الثقافة. الأول بصفته ممثلا والثاني بصفته منتجا ومخرجا. لكن الذي حصل حسب رواية الناصر العكرمي ممثل وصاحب بطاقة احتراف مسرحي هو تعويضه بمجرد حصوله على الدعم بممثل هاو وبمستحقات مالية أقل. وهو نفس الإجراء الذي حدث مع الممثل فتحي ميلاد. وقد احتج الممثل الناصر العكرمي على هذا الأسلوب لدى إدارة المسرح التي أمرت المخرج توفيق البحري بالالتزام بكل أركان عقد الدعم الذي تحصل عليه وبالتالي تشغيل وصرف مستحقات الممثل المذكور لكن إلى الآن لم يتسلم الناصر العكرمي مستحقاته. وفي المقابل عبر لنا توفيق البحري عن رأي آخر في هذا الأمر حيث ذكر أن التكلفة الباهضة للعمل زيادة على الدعم المحدود هو الذي اضطره إلى عدم تلبية الطلب بخصوص الكاشي الذي طالب به الممثلان الناصر العكرمي وفتحي ميلاد. وبعيدا عن هذا المثال فان مسالة الدعم هي مسألة تطرح إشكالا كبيرا في المسرح حيث يصل الأمر ببعض المسرحيين إلى الاكتفاء بالعرض الأول بعد حصولهم على الدعم من وزارة الثقافة. سابقة فريدة من نوعها اعتدنا من مديري المراكز الثقافية ودور الثقافة الاكتفاء بالتنشيط والبرمجة لكننا لم نسمع كثيرا بتحول مركز ثقافي إلى ورشة إنتاج فني. في هذا الإطار حقق المركز الثقافي الدولي بالحمامات الاستثناء عندما كتب مديره الطاهر العجرودي واخرج مسرحية «زيارة خاصة» وهي أولى إمضاءاته في هذا الاختصاص. ويعتبر هذا المثال بادرة هامة معها تتحول الأطر الثقافية إلى منتجين للإبداع وليست فقط همزة وصل بينها وبين الانتاجات الفنية. «زيارة خاصة» عمل مسرحي من ميزاته ولادة مخرج جديد سينضاف لقائمة المخرجين المسرحيين وممثل شاب وهو صابر الهميسي وسيكون له شأن كبير في المستقبل. هو إلى حد الآن متحصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان دور الثقافة (دوز 2003 ونابل 2005) من جملة 4 مسرحيات في رصيده. صابر الهميسي على الركح مثل أصحاب التجربة المسرحية الطويلة يتقمص أدواره براحة وبتركيب مدروس للدور. مزية مسرحية «زيارة خاصة» هو أنها على مستوى الكتابة المسرحية مختلفة على السائد لأنها تحيي لغة وخطابا يكادان يندثران... الالتزام والوعي السياسي والاجتماعي... وغيرها من المضامين التي أصبحت «أنتيكة» وهمشتها ثقافة «الهيشك بشك». شكرا معالي الوزير رجتنا السيدة سعيدة المناعي رئيسة الفن المسرحي لتحدي الإعاقة بتوجيه شكرها لوزارة الثقافة ممثلة في شخصي الوزير السيد عبد الرؤوف الباسطي والسيد المندوب الجهوي للثقافة بتونس لدعمها مشاركتها في مهرجان المسرح بالمغرب بعدما نشرنا تفاصيل عن وضعية جمعيتها وأعلمتنا الرئيسة أن عقد شراكة قد أبرمته جمعيتها مع جمعية مرضى السيدا والأمراض المنقولة جنسيا. وستقدم جمعية الفن المسرحي لتحدي الإعاقة عروضا مسرحية لفائدة لجمعية مرضى السيدا بداية من يوم 13 ديسمبر. حقائب بعد نجاح عمله المسرحي الوان مان شو «واحد منا» سيبدأ جعفر القاسمي في انجاز عمل مسرحي جديد جماعي بصفته مخرجا مع المسرح الوطني التونسي. ويأتي هذا التعامل بعد تعامل جعفر القاسمي مع محمد إدريس كممثل في مسرحية «المتشعبطون» التي كتبها علي اللواتي. العمل المسرحي الجديد لجعفر القاسمي عنوانه «حقائب» وهو من تأليف يوسف البحري. ويتناول موضوع 100 سنة من المسرح في تونس من وجهة نظر جيل الشباب من المسرحيين. وسيكون الركح مفتاحا لحقيبة جعفر القاسمي الجديدة في المسرح. وحيد عبد الله للتعليق على هذا الموضوع: