تونس الصباح تشير بعض التقارير الاحصائية الى أن 3 تلاميذ على 4 حاليا ينهون بنجاح مرحلة التعليم الأساسي.. الحصيلة تبدو ايجابية بالنسبة لأصحاب التقييمات التفاؤلية، لكن على أهمية هذه النتيجة والجهود المبذولة للسيطرة على نزيف الانقطاعات الدراسية يبقى التساؤل قائما عن مصير كل تلميذ على اربعة يغادر مقاعد الدراسة في هذه المرحلة المبكرة من حياته الدراسية ومصير المنقطعين ونسبتهم أرفع وأكبر في مرحلة التعليم الثانوي، حيث تبرز الظاهرة بأكثر حدة جراء تفاقم وتيرة الفشل، بما يشكل مصدر حيرة وانشغال جادين للانعكاسات السلبية للظاهرة واستفهامات عديدة حول خلفياتها وأسبابها وآليات معالجتها وتداركها. ولأن التوق الى تصور ناجع وفاعل لمزيد السيطرة على آفة الفشل والانقطاع الدراسيين يستوجب انكبابا جماعيا وحوارا معمقا وشاملا وطرحا جريئا ومعالجة فاعلة بعيدا عن الحلول الترقيعية للظاهرة تلوح فعاليات الندوة الوطنية حول الانقطاع المدرسي هادفة في مضامينها وتشاركية في السعي الى مقاومة آفة الفشل المدرسي. الندوة تنظمها وزارة التربية والتكوين من خلال المنتدى الوطني للتربية للجميع والمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية بالتعاون مع مكتب «اليونيسيف» بتونس والمكتب الاقليمي لليونسكو بالرباط بداية من اليوم والى الخميس 20 نوفمبر ويشرف على افتتاحها وزير التربية والتكوين وتختتمها وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين. ويبرز البعد التشاركي والتحليل الجماعي للندوة عبر فسيفساء الحضور الذي يؤثث أشغالها وينشط الحوار بها على مدى ثلاثة أيام بمشاركة ممثلين عن الوزارات ذات العلاقة واطار الاشراف التربوي والبيداغوجي ومديري المؤسسات التربوية وأساتذة وباحثين وخبراء أجانب. وسترصد الندوة أسباب الانقطاع المدرسي وتحليلها والتحسيس بمختلف النتائج المنجرة عن الانقطاع المدرسي ودراسة تداعياتها مع التعريف بمختلف الآليات والبرامج الهادفة الى الانقطاع المدرسي، ومن منطلق أن الفشل المدرسي ليس قدرا محتوما وأن التعليم ومزاولة الدراسة حق للجميع يبدو لقاء اليوم مفيدا، ولعله يقدم الاضافة المنتظرة في اتجاه مقاومة الظاهرة بتكثيف الاحاطة بالتلاميذ الذين قد يتهددهم خطر الانقطاع سواء بتوفير دعم دراسي لهم وعناية أكبر بالفضاء المدرسي وحرص أوسع على ضمان استقرار اطار التدريس في ذات المؤسسة وكذلك اطار التسيير الاداري والحد من ظاهرة الاكتظاظ داخل الفصل الواحد الى غيرها من الحلول المنتشلة للتلاميذ من براثن الفشل والانقطاع ومنها بالأساس احكام وتفعيل آليات الاصغاء والمتابعة للحالات التي يتطلب وضعها الاجتماعي والعائلي إحاطة خاصة بها.