تونس الصباح: تحت شعار "رهانات الحاضر وتحديات المستقبل" انطلق أمس بتونس المؤتمر الدولي حول قضايا الشباب في العالم الإسلامي الذي يتواصل الى غاية يوم 26 من الشهر الجاري. وكان السيدان سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) قد عقدا يوم السبت الماضي ندوة صحفية بمركز الصحافة الدولية بتونس خصيصا حول هذا المؤتمر. فماذا عن أهمية هذا المؤتمر، والقضايا والمحاور التي ستطرح داخله على إمتداد الأيام الثلاثة التي سيستغرقها؟ ثم ماذا قال الوزير والمدير العام للإسيسكو بخصوص هذا المؤتمر، وأهميته خاصة وانه يأتي في فترة هامة جدا، لا تخلو من التحديات والرهانات داخل المجتمع الاسلامي؟ المؤتمر يأتي في فترة تعيش فيها تونس سنة الحوار مع الشباب كلمة السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة جاءت لتبرز أهمية هذا المؤتمر حيث أبرز أن المؤتمر يأتي في سنة تعيش فيها تونس سنة الحوار مع الشباب، واعتبر الاستشارة التي تمت في تونس مع الشباب غير مسبوقة على اعتبار أنها شملت مليون ونصف من الشباب الذي يعتبر عماد المستقبل. كما بين الوزير أن هذا المؤتمر قد جاء لينفتح على شباب العالم الإسلامي باعتباره قوة إيجابية وقوة فعل وخير. كما أن المؤتمر سينظر في التفاعل بعمق مع الشباب العربي الإسلامي وكيف يمكنه أن يتمسك بقيم دينه الحنيف، في ظل عالم متغير، وتكون صورته هذه انعكاسا لحقيقة حضارتنا وديننا. وأبرز الوزير أن هذا المؤتمر سيجري تحت رعاية وإشراف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي يولي أهمية كبرى للحوار مع الشباب، مبينا أيضا دور وأهمية ا لإعلام الذي اعتبره أساسي في طرح قضايا الشباب والتفاعل معها. وأكد السيد سمير العبيدي في هذا الصدد، على أن سنة 2009 ستشهد وضع إستراتيجية تمتد إلى غاية 2014، يكون فيها الشباب حاضرا بقوة ومشاركا فاعلا في كافة الاختيارات التي ترسمها تونس وبقية الدول العربية والإسلامية بشكل عام. وبين أنه في هذا الإطار يتنزل هذا المؤتمر بكل ما سيطرحه من قضايا ومشاغل، وما سيضع من مقترحات وتوصيات. دول العالم الإسلامي تعيش مرحلة على قدر كبير من الأهمية والخطورة السيد عبد العزيز التويجري المدير العالم للاسيسكو، بين أن الشباب هو عماد الأمة في حاضرها ومستقبلها، وهو الذي يمثل الرهان الذي تنبني عليه الأوطان. ولذلك لابد أن يكون الشباب متشبعا من قيمه ومنفتح على العالم حتى يزداد قوة ومناعة. وأبرز" أن دول العالم الإسلامي تعيش مرحلة على قدر كبير من الأهمية والخطورة، ومن هذا المنطلق من الواجب على العقلاء أن يعنوا بقضايا الشباب العناية التي تستحق، مما يمكن هذه الفئة من ممارسة وإدارة شؤونها". كما أكد المدير العام أن المنظمة تحظى بفخر كبير لما حباها به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من تقدير، وبين أن هذا المؤتمر الذي تحتضنه تونس ستلتقي فيه 30 دولة، و25 منظمة الى جانب العديد من رؤساء منظمات دولية. وفي حديثه عن واقع الشباب العربي أبرز أن "شبابنا يعاني من تيارات تتجاذبه الى وجهات مختلفة، لكنه يبقى في النسبة الكبرى منه محصن من التيارات المنحرفة التي تسعى الى جره الى أهداف شريرة". وبين أيضا "أن الجميع مطالب بأن يحصن الشباب بثقافة متجذرة في دينه وحضارته، مؤكدا على أن الاسلام متجدد وهو كتاب مفتوح بقراءة القادرين على فهم نصوصه"، ودعا الى تعامل مع الشباب من منطلق منفتح، مبرزا أنه أن لا أحد يدعي أنه يملك الحقيقة، كما أنه لنا إخوة من أديان أخرى، والنظرة التي يجب أن تسود هي نظرة الإسلام الحضاري، باعتبار أن الإنسانية أسرة تحكمها قوانين إنسانية لا يمكن أن نخرج عنها باعتبارنا جزء منها ونشارك في بناء الحضارة الإنسانية. أهداف المؤتمر.. يتمثل الهدف من هذا المؤتمر في تعزيز توجهات دول العالم الإسلامي من أجل بحث أفضل السبل الكفيلة بتأصيل القيم الإنسانية السامية في فكر وشخصية الشباب في المجتمعات الإسلامي، وتعزيز تمسكهم بهذه المبادىء السامية، الداعية إلى التسامح والتعايش والحوار والاعتدال، واحترام الآخر وحسن معاملته. كما أنه يهدف أيضا الى دفع الشباب باتجاه اسهامهم بفاعلية في الجهود الدولية لتعزيز حوار الحضارت والثقافات والأديان، ونبذهم لمختلف مظاهر التطرف والعنف والغلو والارهاب التي تجتاح الساحة العالمية في الوقت الحاضر، والتي تهدف الى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، من خلال استغلال تصرفات فردية معزولة لبعض الشباب المسلم المغرر به. والشباب الذي كان يبحث سابقا عن المعلومة الدينية، أصبحت تأتي إليه اليوم عبر القنوات الإعلامية التي تمارس الخطاب الديني الذي لا يخضع لضابط، ولا يقف عند حد ولا يأخذ بمنهاج واضح. ووجب على وسائل الإعلام الانضباط والخضوع لمعايير صارمة في مسألة التأطير الديني تحت إشراف مجامع ومؤسسات إسلامية متخصصة. كما يسعى المؤتمر الى الاستفادة من العلاقات السائدة بين المنظمات الدولية، وتحقيق مبادىء تساوي الحقوق والتنوع الثقافي، والمحافظة على الهويات الثقافية للشعوب والخصوصيات الحضارية للأمم. كما يسعى المؤتمر إلى إبراز أن مستقبل المجتمعات رهين بمدى انخراط الشباب وقدرتهم على امتلاك الفضاءات التي توفرها هذه المجتمعات لإدماج شبابها في النسيج المجتمعي . كما سيركز هذا المؤتمر على أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية باعتبارهم الأساس في أية تنمية بشرية، وصانعي التنمية، ومن هذا المنطلق على المؤتمر أن يبرز التحديات التي تواجه الشباب، واقتراح الحلول الكفيلة بمعالجتها، وخصوصا تلك التي تتعلق بالتطرف والعولمة والبطالة. ..المحاور التي يطرحها وعلى امتداد ثلاثة أيام من المؤتمر سوف يتناول المشاركون خمسة محاور بالحديث والتحليل من خلال جملة من المداخلات وتتمثل هذه المحاور في الآتي: الشباب والتربية على قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات والأديان. معالجة أسباب الإرهاب والتطرف والعنف والغلو الديني في صفوف الشباب في العالم الإسلامي. رهانات العولمة وتحدياتها بالنسبة الى الشباب في العالم الإسلامي. من أجل مشاركة هادفة للشباب في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية. المبادرات التربوية والثقافية والاعلامية والانمائية في خدمة الشباب.