تبعا لاشعار وارد من شرطة حي العوينة مفاده وفاة شخص نتيجة اصابته بآلة حادة من طرف (...) على اثر حصول شجار بينهما وبعد اجراء المعاينة بمكان الحادث الذي هو دكان لبيع المواد الغذائية تابع للمتهم تبين من خلالها وجود اثار تكسير قوارير واثار دماء ببلاط المحل وبالجدران وبعد معاينة جثة الهالك التي كانت تحمل اثار طعنة بآلة حادة على مستوى الظهر، بالاضافة الى اثار جروح باليد والفخذ، قررت النيابة فتح بحث تحقيقي ضد المتهم من اجل القتل العمد مع سابقية القصد وحمل ومسك سلاح ابيض دون رخضة. وباستجوابه صرح بانه يومها ولما كان نائما بمنزله سمع شخصا يتفوه بعبارات منافية للاخلاق بداخل محل تجارته الملاصق والذي كانت توجد به زوجته، فنهض مسرعا وتوجه الى الدكان فشاهد الهالك الذي يعرفه بحكم تواجدهما بنفس الحي، وهو يتطاول على مقام الجلالة ويسب ويشتم في حالة هيجان قصوى، ويقوم بتهشيم قوارير الزيت والمشروبات. ويطالب بعلبة سجائر فأشار على زوجته بتلبية طلبه ففعلت، الا انه واصل الهيجان والحاق الضرر بمحتويات الدكان ثم توجه الى الدرج وتولى فتحه واثناء ذلك تعمد رفع ملابس الزوجة ولمسها عندها اغتاظ (المجيب) وتوجه الى منزله وجلب سكينا وطلب من المعتدي الكف عن صنيعه، الا انه واصل تعنته وضربه بقارورة تهشمت على رأسه وسالت دماؤه فقام برد الفعل وطعنه بالسكين في ظهره مرة واحدة.. حينها غادر المعتدي فطلب هو من زوجته اعلام الشرطة.. واوضح انه لم يقصد قتله بل جرحه فقط حتى يضطر للتوجه الى المستشفى ويمكن القبض عليه باعتباره معروفا لدى الجميع ببطشه واعتدائه على المواطنين. واضاف ان ما فعله كان بسبب عضبه الشديد لما تعمد الهالك اهانة زوجته. وفي السياق صرحت امرأته قبل ذلك واكدت ان الهالك اقبل عاري الصدر واحدث الهرج وحتى انه اشهر قارورة مهشمة في وجه احد مرافقيه الذين حاولوا تهدئته، وفي غمرة الفوضى رأت زوجها مجروحا وقد خرج المعتدي دون ان ترى ما حدث له وشهد شخص انه شاهد الهالك (صهره) متوجها الى الحي فتبعه (؟!) الى ان وجده داخل محل العطرية محدثا الهرج والضوضاء فحاول منعه الا انه هدده بقاروة مهشمة ثم شاهد المتهم يحمل سكينا ولما كان صهره منحنيا بصدد تهشيم القوارير طعنه مرة واحدة الا نه تمكن من الخروج ودماؤه تسيل ومع ذلك لحق به التاجر وبيده «بالة» وتابعه حوالي 200م الى ان سقط ميتا... وشهد آخرون حضروا الواقعة مثل ذلك.. وهكذا احيل على المحاكمة بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد وحمل ومسك سلاح ابيض دون رخصة. وفي الجلسة احضر واعترف بالواقعة مؤكدا ان سببها تصرف الهالك بالاضرار بمحله وباهانة زوجته امام الجميع، واوضح انه اصابه داخل «الكنتوار» وتدخل محاميه موضحا ان وصف دائرة الاتهام للواقعة جانب الصواب حيث لا يتناسب مع ظروف الواقعة واسبابها طالبا اسعاف موكله بظروف التخفيف الممكنة خاصة وانه نقي السوابق العدلية - واثر المفاوضة قضت المحكمة باعتبار الافعال المنسوبة للمتهم من قبيل الجرح العمد لكن بدون قصد القتل والذي نتج عنه الموت على معنى الفقرة الاولى من الفصل 208 ق.ج وبثبوت ادانته بذلك وبسجنه مدة عامين مع غرامات مالية للورثة. محمد العجيلي