لأول مرة الى حدّ علمي يدعو وزير الى تنظيم دورات تكوينية خاصة بالصحفيين ورجال الاعمال.. كان ذلك خلال إشراف السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني على حفل اختتام الدورة الوطنية الرابعة والعشرين لمعهد الدفاع الوطني والتي تناولت مسألة اشكالية التنمية في تونس على ضوء ارتفاع أسعار المحروقات والتحديات التي تفرضها على أمن واستقرار البلاد وكيفية مواجهتها. الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الوطني لهيئة المعهد لتنظيم ملتقيات ودورات استثنائية لفائدة الصحفيين ورجال الاعمال وكذلك للديبلوماسيين والبرلمانيين والقضاة والجامعيين جاءت لتملأ فراغا هاما في مجال تكوين رجال الاعلام والاعمال على اعتبار أن الفرصة متاحة للبقية للتكوّن في إطار المؤسسات والهيئات المنتمين اليها فالصحافي كما رجل الاعمال يعوّل بالاساس على خبراته وشطارته وفطنته عند التعامل مع مختلف الملفّات والوضعيّات التي تواجهه.. وكلّما خانته الخبرة أو الفطنة إلاّ وكانت انعكاساتها واضحة على أدائه. وفي قطاع الاعلام لولا الدورات التي تنظمها بعض الهيئات الدولية في مجالات ذات علاقة بمسائل عالمية أو إقليمية والتي لا يلتحق بها إلاّ المحظوظون ممن لهم علاقات خاصة بتلك الهيئات فإنّ التكوين يكاد يكون غائبا الاّ في مجالات ذات علاقة بالممارسة المهنيّة كالتحكم في أداوت إعلامية أو كيفيّة إدارة العمل داخل المؤسسة الإعلامية في حين تظلّ مسائل هامة ومصيرية تخص الشأن الوطني وتلقي بظلالها على محيطنا الاقليمي والدولي مجهولة أو في أفضل الحالات غير واضحة في ذهن الاعلامي وهو المطالب بأن يكون على علم بخفاياها وما تفرضه من تحديات ليبسّط لعموم الناس المعلومة وليعمّق الحوار وليقترح كذلك. نفس الأمر يطرح على رجال الاعمال الذين بحكم انفتاح بلادنا اقتصاديا على العالم مطلوب منهم معرفة كل التحدّيات الحاضرة والمستقبلية ومتابعة المعلومات وحسن قراءة الاوضاع الاقتصادية العالمية ليدركوا أي الأوجه المثلى عليهم الاستثمار فيها.. ويكفي هنا الاشارة الى ما عاشه العديد من مآس بعد أزمة زيت الزيتون التي أفلست البعض لعدم قدرتهم على استقراء حاجات السوق العالمية خلال أشهر. إن مبادرة وزير الدفاع بدعوة هيئة المعهد لتنظيم دورات تكوينية لفئتين هامتين ظلّتا الى حد الان مهمشتين في المضمار تستحق التنويه وما نأمله هو أن تحمل لنا الاسابيع القليلة القادمة برنامجا واضحا وثريا يشفي الغليل بعد طول عطش.