«تعزيز علاقات الاتحاد وإسرائيل لم يكن قرارا فرنسيا» تونس الصباح : استعرض السفير الفرنسي سارج دي غاليه في لقائه امس بالصحافيين حصيلة ستة اشهر من رئاسة فرنسا للاتحاد الاوروبي مشددا على ان المسؤولية لم تكن بالامر الهين نظرا لتعدد الازمات الطارئة التي طغت على الساحة الدولية فضلا عن اختلاف الاولويات والاهداف والظروف والتحديات الداخلية والاعتبارات السياسية بين الدول السبع والعشرين للاتحاد خلال نصف السنة المنقضية لاسيما مع تفاقم الازمة المالية الا انه اعتبر ان توفر الارادة المطلوبة والاصرار على تجاوز الصعوبات كانا الدافع للاستمرار في دفع الرئاسة الفرنسية وذلك قبل ان يمر السفير الى الرد على تدخلات الصحافيين مشيدا في ذات الوقت بانجازات فرنسا فيما يتعلق بمشروع الاتحاد من اجل المتوسط وبعلاقات تونس المميزة بالاتحاد الاوروبي وبالمفاوضات المرتقبة العام القادم بشان شراكة مكثفة بين الطرفين وبدور الاتحاد في الصراع في منطقة الشرق الاوسط. وياتي هذا اللقاء الاخير قبل تسليم فرنسا رئاسة الاتحاد الاوروبي الى تشيكيا. تغطية: آسيا العتروس تحديات اوروبية اوروبيا حدد السفير الفرنسي خلال اللقاء الاولويات الاربع التي حددتها فرنسا خلال تلك الفترة وهي اولويات بيئية تتعلق بتقليص الانبعاثات الغازية بعشرين في المائة بحلول سنة 2020 استعدادا لمواعيد عالمية مرتقبة وفق اتفاقات كيوتو ملاحظا ان مواجهة هذا التحدي لم تكن سهلة باعتبار الاختلافات القائمة بين اوضاع وظروف الدول الاوروبية وامكانياتها ومصالحها ذلك انه اذا كان لفرنسا امكانية استغلال الطاقة النووية فان بلدا مثل بولونيا مثلا لا يزال يعتمد على الفحم وهو ما يتطلب تقديم المساعدة المطلوبة للدول المعنية فيما حدد السفير الفرنسي التحدي الثاني بانه يتعلق بالهجرة وبالتوصل الى اتفاقين الدول الاوروبية بشان الهجرة تم التوصل اليه في نوفمبر الماضي وقد اعتبر دي غاليه "انه برغم ما تطالعنا به الصحف من نقائص بشان هذا الاتفاق فهو يعتبر متوازنا "اما التحدي الثالث فهو يتعلق بحسب السفير الفرنسي بالسياسة الزراعية المشتركة للمرحلة القادمة بين2011 و2007 ويتعلق التحدي الرابع بالسياسة الامنية والدفاعية الاوروبية وتنمية القدرات الاوروبية وتحديد استراتيجية امنية مشتركة كما حدث في الازمة بين جورجيا وروسيا وفي كوسوفو والتشاد. ولاحظ دي غاليه ان فرنسا حرصت على توفير ارضية مشتركة في مواجهة ازمة الصيف الماضي بين روسيا وجورجيا ومراعاة شكوك ومخاوف دول اوروبا الشرقية السابقة من طموحات روسيا . واعتبر ان تفاقم الازمة المالية دفع فرنسا للتحرك والتعجيل بانعقاد مجموعة السبعة ثم مجموعة العشرين في واشنطن وتوسيع قواعد اللعبة في الاسواق المالية العالمية والاطراف المعنية تفاديا لمخاطر انهيار نظام البنوك واعترف انه وبرغم حالات الافلاس فانه لم تحدث انهيارات.واعتبرالسفير الفرنسي ان الاتحاد الاوربي لا يعني الغاء الاختلافات بين الدول الاوروبية فلكل بلد مصالحه وخصوصياته ولكن الاهم هو التوصل الى التوافق المطلوب. فرنسا والاتحاد من اجل المتوسط وفي مجمل ردوده بشان الاتحاد من اجل المتوسط قال سارج دي غاليه انه برغم كل ما تحقق فان هناك دوما ما يدعو الى عدم الاحساس بالرضا ولكن اذا تمت مقارنة ما تحقق حتى الان بما كان عليه الوضع قبل عام يمكن الوقوف على ما انجز خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي بفضل التنسيق بين دول الاتحاد السبع والعشرين وبين شركائه الستة عشرة وقال السفير الفرنسي ان المشاريع التي تقام في اطار الاتحاد من اجل المتوسط تتقدم وانه برغم الازمة الاقتصادية فان التمويلات متوفرة. تونس والاتحاد الأوروبي واعتبر ان تونس تحتل موقعا خاصا في علاقاتها بالاتحاد الاوروبي ذلك ان 80 بالمائة من العلاقات التجارية لتونس مع الاتحاد الاوروبي وان نحو 80 بالمائة من المؤسسات والشركات الاجنبية في البلاد تونسية وان بين 60% و70% من السياح المتوافدين على تونس اوروبيون كما اوضح السفير ان الاشهر القليلة الماضية شهدت سلسلة من اللقاءات بين اللجان والندوات المشتركة بين وزراء الخارجية والنقل وقد تناولت اللقاءات بحث تحرير الخدمات والانتاج الزراعي الى جانب البحوث العلمية والتنمية... الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط افغانستان والشرق الاوسط استاثرتا بالجانب الاكبر من ردود السفير الفرنسي الذي اعتبر في رده على السؤال المطروح حول القرار الاوروبي تعزيز العلاقات مع اسرائيل في مثل هذه المرحلة من الجمود الخطير الذي يشهده مسار السلام انه لا يمكن ان يكون هناك نفس المواقف والاحكام في نفس الوقت ازاء القضايا المطروحة مؤكدا ان سنة 2008 شهدت تحقيق بعض الخطوات في الشرق الاوسط وان ليس كل ماحدث من قرارات مرتبطا بدور فرنسا او برئاستها للاتحاد الاوروبي واشار دي غاليه الى دور فرنسا في تحسين العلاقات مع سوريا وحضور الرئيس السوري بشار الاسد قمة الاتحاد من اجل المتوسط في جويلية الماضي واعتبر ان الوضع المعقد في لبنان الذي كان على شفا حرب اهلية بدوره شهد تحولات حيث اصبح للبنان رئيس وهناك اعتراف متبادل بين سوريا ولبنان مشددا على ان فرنسا لم تكن غائبة عن كل هذه التحولات وقال دي غاليه انه ليست فرنسا من منح اسرائيل اتفاق تعزيز علاقاتها بل ان الاتفاق جاء من الدول السبع والعشرين وان لقاء مرسيليا في نوفمبر الماضي اقر بحضور جامعة الدول العربية اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد من اجل المتوسط وللمرة الاولى طرحت المبادرة العربية لتكون ارضية في العملية السلمية وان مثل هذا الامر لم يكن ممكنا خلال مسار برشلونة مشددا على وجود اسرائيلي وفلسطيني في الامانة العامة. وقال نحن متمسكون بآرائنا ومواقفنا من الاستيطان وضرورة التصدي للمتشددين من الطرفين. اما عن دور فرنسا في افغانستان فقد اعتبر بان المسالة لا تخلو من التعقيد وانه عندما نتذكر بان افغانستان كانت مجمعا لطالبان وللافكار الظلامية فان الوجود الفرنسي مرتبط بالجهود المشتركة من اجل اعادة الامن والاستقرار في هذا البلد.