تونس- الصباح: تبلغ مدة الانتظار للعلاج بالأشعة داخل المؤسسات الصحية العمومية أشهرا عديدة، وهو ما يضر بالحالة الصحية للمرضى ويزيد من تعقيدها ولا تقتصر ظاهرة الانتظار التي يعاني منها المرضى على بعض المؤسسات الصحية، بل أنها تمثل ظاهرة تشترك فيها كل المستشفيات حتى الجامعية منها. هذا الانتظار الطويل، والممل تحوّل الى كابوس بعد أن نتج عنه حالات في تزايد المرضى أدت إلى موت البعض وهم في حالة انتظار، فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا البطء في العلاج بالأشعة؟ هل يعود الأمر إلى صعوباتها أم إلى نقص في المعدات؟ ماذا عن حاجيات القطاع والبلاد بشكل عام المستقبلية من أجهزة المداواة بالأشعة؟ وهل هناك برامج لتوفير هذه المعدات وتعميمها على أبرز المؤسسات الصحية في البلاد؟ نحو تطوير آليات العلاج بالأشعة يجري الاهتمام منذ سنوات لتركيز آليات العلاج بالأشعة في أبرز المؤسسات الصحية العمومية، وذلك على الرغم من دقة هذه الآليات وكلفتها الباهظة وتعمل وزارة الصحة العمومية على تدعيم هذه التجهيزات وسائر الاختصاصات المتصلة بها، ومنها على وجه الخصوص اختصاص معالجة الأمراض السرطانية، وقد علمنا أنه تم تخصيص ما لا يقل عن 27 مليون دينار للغرض موزعة كالآتي: - انجاز مشاريع اقتناء وتركيز ثلاث آلات معجل حظي لمعالجة أمراض السرطان بالأشعة بكل من معهد صالح عزيز بتونس، مستشفى فرحات حشاد بسوسة ومستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس، وبلغت كلفة هذه الانجازات 8,5 مليون دينار، بما في ذلك الاعتمادات المخصصة للبناءات والتهيئة لتركيز هذه التجهيزات، ومن المتوقع تركيزها خلال السداسي الثاني من السنة القادمة. وقد سبق أن تم سنة 2007 تركيز آلة مشباه للعلاج بالأشعة بمعهد صالح عزيز وأخرى بمستشفى فرحات حشاد، وذلك بكلفة بلغت 1,7 مليون دينار لكلا المشابهين. وتمت من ناحية أخرى برمجة واقتناء تجهيزات متطورة للعلاج بالأشعة خلال سنتي 2009-2008 وذلك كما يلي: - ثلاث آلات Systemes de planification" " تستعمل في احتساب وقياس ومتابعة كمية وطريقة توجيه الاشعاعات المعتمدة في عملية العلاج بالأشعة بكلفة تقديرية تناهز مليون دينار (وهي في طور الفرز المالي للعروض). - 2 آلات للعلاج بالكوبالت Cobalt بكلفة تقديرية تناهز 1,6 مليون دينار لفائدة مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس ومعهد صالح عزيز. - ثلاث آلات للعلاج بالكيري Curietherapie بكل من المستشفيين المذكورين. تسريع نسق العلاج بالأشعة وتقريبه من المواطن ولتقريب هذا العلاج من المواطن، وتخفيف الضغط المسجل بمعهد صالح عزيز تمت برمجة: - تعويض وتدعيم معهد صالح عزيز بالة معجل خطي ثانية سيتم تركيزها بداية من السنة القادمة. - احداث مركز لمعالجة أمراض السرطان بأريانة تقدر كلفة تجهيزاته بما يناهز 8 مليون دينار. - تأهيل وصيانة التجهيزات الحالية بكلفة تقدر ب1,5 مليون دينار. - تعويض مصدر اشعاع الكوبالت بمعهد صالح عزيز. - اقتناء معدات لقيس ومتابعة الاشعاعات بمستشفى الحبيب بورقيبة صفاقس. كما يجري احداث 3 وحدات لعلاج الأمراض السرطانية متكونة من وحدات للكشف عن أمراض الثدي ومخابر علم التشريح المرضي والخلايا المرضية، وسيقع تركيزها بكل من ولايات: - جندوبة وقفصة (في إطار الهبة الايطالية وهي في طور الفرز الفني للعروض). - قابس (في طور البرمجة) هل يكفي برنامج الوزارة الرامي إلى تركيز وحدات جديدة؟ الملاحظ عند اثارة موضوع العلاج بالأشعة، وما يترتب عنه من انتظار للمرض للحصول على مواعيد للعلاج هو محدودية عدد هذه الأجهزة واقتصار حضورها على عدد قليل جدا من المستشفيات الكبرى، وهذا النقص في هذه الآليات نتج عنه بطء في العلاج وطول انتظار يصل الى شهور. والمتابع لهذا الواقع يدرك حجم المرض، وقلة الامكانيات المتوفرة لتطوير هذا المجال العلاجي الباهظ جدا، ورغم سعي وزارة الصحة الى توسيع دائرة العلاج بالأشعة وتطويرها فان هذا البرنامج لا يرتقي الى مستوى الحاجيات، على اعتبار ان جهات عديدة تبقى في حاجة الى مراكز للعلاج بالأشعة. ولعلنا في هذا الجانب نتساءل عن دور القطاع الصحي الخاص الذي لم نسمع لحد الآن عن توفيره لآليات الكشف بالأشعة، فماذا ينتظر هذا القطاع الذي أصبح في شراكة كاملة مع القطاع الصحي العمومي حتى يبادر باقتناء آليات الكشف بالأشعة ما دام قد انخرط في منظومة التأمين على المرض؟ سؤال يبقى مطروحا على القطاع الذي استفاد من منظومة التأمين على المرض، لكنه لم يتحرك بعد، وبالشكل الكافي في معاضدة مجهود السياسة الصحية في البلاد الموكول لكل الأطراف الناشطة في القطاع الصحي. فهل تقع معاضدة مجهود الدولة بخصوص تركيز وحدات العلاج بالأشعة لتكون الفائدة عامة؟.