الكاف تجمع بين الجزيري والجعايبي بعد «فراق» طويل..! احتضن المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف مؤخرا الدورة الرابعة لتظاهرة «المسرح يحتفل بالسينما» وهي تظاهرة دأب على تنظيمها المركز مرة كل سنتين في شكل «بينالي» يوافق احتفاء تونس بايام قرطاج السينمائية وهي فرصة يمنحها المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف لالتقاء مختصين في القطاعين المسرحي والسينمائي بهدف اثراء محور تفكير اساسي يتعلق ب«الاخراج المسرحي.. الاخراج السينمائي» عبر البحث في مختلف جوانب الالتقاء ومختلف جوانب التميز في كلا الاختصاصين. وقد كانت دورة هذا العام استثنائية وثرية من حيث اهمية المداخلات اولا وقيمة الضيوف ثانيا حيث كان من بين المتدخلين السينمائي والمسرحي الفاضل الجعايبي الذي عرض له فيلمان هما: «عرب» بالاشتراك مع الجزيري و«جنون» وكذلك الفاضل الجزيري الذي عرض له فيلمه الاخير «ثلاثون» وكذلك الشأن بالنسبة للمخرج الشاب محمد علي النهدي صاحب الشريط القصير «المشروع» انتاج سنة 2008 هذا الى جانب توقيع كتاب «من مدوّنة السينما التونسية: رؤى وتحاليل» للناقد السينمائي التونسي الهادي خليل ومثلت الدورة ايضا مناسبة هامة التقى خلالها قطبان مسرحيان وسينمائيان تونسيان كبيران ولم يلتقيا على طاولة واحدة زهاء عمر جيل من الزمن وجمعت بين مسيرتين تتقاطعان حينا وتجتمعان احيانا اخرى لكنهما تلتقيان دائما من خلال ذات المراجع اثثت واثرت مسيرتهما. والجميل الطريف في لقاء هذين القطبين «المتنازعين» على الريادة الاخراجية المسرحية والسينمائية في تونس على اختلاف اصنافها ومرجعياتها ان الكاف بجمالها وثقافة اهلها المسرحية الرائدة منذ ما يزيد عن نصف قرن افاضت عليهما سحرا خاصا من حيث اجتماعهما على طاولة نقاش واحدة علاوة على التقائهما بأصدقاء قدامى اشتركا معهما في بناء مسرح جديد مغاير لما سبق. وتجدر الاشارة الى ان اشغال الندوة الفكرية التي التأمت خلال الدورة الرابعة لهذه التظاهرة والتي امتدت على فترتين، صباحية ومسائية وقد ترأس كليهما الناقد السينمائي الهادي خليل حيث قدم في الجلسة الصباحية الاولى الاستاذ محمد الهادي الفرحاني المختص في التنظير المسرحي مداخلة حول «المفاهيم والمصطلحات المستعملة في النصين المسرحي خاصة والسينمائي عامة» ليقدم على اثره الاستاذ الناصر الصردي رئيس جمعية النهوض بالنقد السينمائي مداخلة ثانية تحدّث فيها عن «الموجودات الاخراجية في المسرح والسينما وكيفية توظيفها» لتكون الجلسة المسائية فاكهة اللقاء حيث جمعت كما اسلفنا الذكر قطبين متوازيين في الكاف. هذا دون ان نغفل عن ذكر المحاضرة القيمة التي قدمها الناقد السينمائي كمال بن وناس وسط حضور غفير لجماهير الكاف وبالرجوع الى الدورات السابقة نلاحظ ان التظاهرة بدأت تأخذ شكلا دقيقا من حيث محاور التفكير: * الدورة الاولى (2002): اقتصرت على بث مجموعة من الاشرطة المتعلقة بابداعات مسرحية تم تصويرها سينمائيا سواء كانت تلك الابداعات تونسية او لكبار المخرجين المسرحيين العالميين. * الدورة الثانية (2004) ركزت على محور: كتابات مسرحية.. كتابات سينمائية وقد تم من خلالها عرض مجموعة من الاشرطة التونسية والعالمية والتي من خلالها وقع الاهتمام بمختلف الجوانب المشتركة وبمجمل الفوارق المتعلقة بالكتابة. * الدورة الثالثة (2006): اهتمت بمحور: الممثل في المسرح.. الممثل في السينما.