تونس الصباح بدأ العد التنازلي للمؤتمر الوطني للمحامين المقررتنظيمه بعد شهر ونصف من الآن ..ويتواصل التشويق في أروقة المحاكم، نوادي المحامين و" مقاهي السياسة".. بعد تمسك العميد الحالي الاستاذ عبد الستار بن موسى بقرارعدم تجديد ترشحه لرئاسة الهيئة الوطنية .. في مبادرة أكبرها غالبية زملائه ..لأنها تكرس الحرص على التداول .. بينما يوجد بين المرشحين من تولى العمادة (أو ترشح لها) مرات عديدة سابقا.. كما تزايد التشويق بحكم ارتفاع عدد المترشحين للعمادة وعضوية الهيئة الوطنية ورئاسة الفروع.. ومشاركة شخصيات لها تجارب سابقة في الهيئة ورئاسة الفروع وجمعية المحامين الشبان في السباق.. بل إن أحد المرشحين لرئاسة فرع تونس (الاستاذ شوقي الطبيب) قام بمبادرة هي الاولى من نوعها تتمثل في إحداث موقع انترنيت لحملته الانتخابية.. حوله إلى موقع واب يهم تاريخ المحاماة ورموزها وفضاء للحوار حول القضاء والمحاماة ماضيا وحاضرا ومستقبلا بمشاركة عشرات المحامين التونسيين والعرب والاجانب ..مع مقالات وصور طريفة ونادرة عن عدد من رموز المحاماة في تونس مثل الاستاذين الراحلين عبد الرحمان الهيلة والطيب الميلادي ..وهما من مؤسسي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وأعضاء مكتبها الاول عام 1977.. التنافس على العمادة وبحكم ما يميز مهنة المحامين ومنظمتهم من صلاحيات كبيرة للهيئة الوطنية عامة وللعميد خاصة فإن التنافس على أشده بين المترشحين للعمادة .. ومن بين المترشحين العميد خلال الثمانينات ومطلع التسعينات منصور الشفي والعميد السابق البشير الصيد ورئيس فرع تونس للمحامين حاليا صلاح الشكي والكاتب العام للهيئة الوطنية الحالية شرف الدين الظريف وشخصيات حقوقية مثل راضية النصراوي (عضو الهيئة ومكتب جمعية المحامين الشبان سابقا) ومحمد النوري (الذي سبق ان ترشح في دورة سابقة ) ورئيس جمعية المحامين الشبان سابقا ابراهيم بودربالة ( الذي كان من أبرز المشاركين في المنافسة في دورة سابقة) ورئيس سابق للجمعية والفرع محمد المكشر.. فضلا عن عدد آخر من المرشحين الذين لم يتحملوا مسؤوليات سابقة بينهم بديع جراد وعمر المقدميني.. وينتظرأن تطول القائمة ..كما قد يفاجئ بعض المسؤولين السابقين الجميع بالاعلان عن ترشحهم آخر لحظة ..خاصة أن المحامين التجمعيين لم يعلنوا خلال الاجتماعات التي نظموها مساندتهم لأي مرشح ..ولا عن إسم المرشح الذي سيدعون الى التصويت لفائدته.. رئاسة فرع تونس وبحكم أهمية رئاسة الفروع.. وتحملهم عمليا مسؤولية مباشرة في تنظيم مهنة المحامين وعلاقتهم بالمتقاضين والقضاء جهويا ووطنيا فإن السباق الانتخابي للفوز برئاستها على أشده.. خاصة أن رؤساء الفروع يفوزون بصفة آلية بعضوية الهيئة الوطنية الموسعة.. ومن أبرز الاسماء التي تتنافس على عضوية فرع تونس (الذي يشمل منطقة تونس الكبرى وكل محاكم منطقة الشمال) الاساتذة شوقي الطبيب عضو الهيئة الوطنية حاليا ورئيس جمعية المحامين الشبان بتونس والمحامين الشباب العرب سابقا ومحمد جمور ومحمد الهادفي عضوا الهيئة الوطنية سابقا وعبد الرزاق الكيلاني رئيس جمعية المحامين الشبان سابقا وعادل الشملي.. فرعا صفاقسوسوسة نفس الظاهرة تسجل في الجهات.. حيث السباق على أشده بين المترشحين للفوز برئاسة فرعي صفاقسوسوسة.. ومن بين الاسماء التي ترشحت مبدئيا لرئاسة فرع صفاقس مكي الجزيري الكاتب العام الحالي للفرع وعبد الستار يعيش رئيس المكتب المتخلي..أي أن الانتخابات ستضمن قدرا كبيرا من التواصل والاستمرارية.. لكن التنافس قوي خاصة على رئاسة فرع سوسة بين الاساتذة زهير قريسة كاتب عام المكتب المتخلي وعبد القادر اسكندارني الرئيس الاسبق للفرع ومنير التونسي ومنير بلعيد ويوسف الاحمرأعضاء المكتب المتخلي.. انسحابات وتحالفات ولا يستبعد أن تشهد المرحلة القادمة انسحابات وتحالفات معقدة.. على غرار ما جرت عليه العادة ..لأن بعض المترشحين يرفضون أن يدخلوا في سباق يحصلون في أعقابه على عشرات الاصوات فقط (أو أقل من 10 أصوات أحيانا) من بين آلاف المحامين.. على غرار ماحصل في المؤتمرين السابقين.. ويتضح من خلال القائمة الاولية للمترشحين للعمادة والهيئة الوطنية ورئاسة الفروع.. 3 أصناف من المشاركين في السباق: * محامون لهم أساسا صبغة سياسية.. أقرب إلى المعارضة ومنظمات حقوق الانسان ..وعرفوا أكثر بتجربتهم السياسية رغم رصيدهم المهني وإنتمائهم الى صنف محامي التعقيب .. * محامون سياسيون يبدون أقرب إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي والجهات السياسية القريبة منه.. + محامون لهم أساسا صبغة مهنية.. ويعتبرون أن القطاع في حاجة خاصة إلى من يعطي الاولوية للمستجدات في قطاع القضاء وفي سلك المحامين.. وإن كان هؤلاء يطرحون بدورهم شعارات ذات صبغة سياسية مثل "من أجل محاماة حرة ومستقلة وعصرية".. فهل تكون الكلمة في صناديق الاقتراع مرة أخرى للاعتبارات السياسية والشخصية أم للبرامج المهنية؟