تونس الصباح: ذكرت مصادر بإدارة الطب المدرسي والجامعي أن الدراسة التي تم اجراؤها خلال سنة 2008 في أحد مراكز الصحة الاساسية بالعاصمة وشملت مائة تلميذ يدرسون بالعاصمة وبينت نتائجها أن 37 بالمائة من المستجوبين يفكرون في الانتحار تعد دراسة محدودة.. وكانت "الصباح" قد نشرت نتائج هذه الدراسة التي تم تقديمها خلال المؤتمر المنتظم مؤخرا من قبل وزارة الصحة العمومية بمدينة الحمامات. وبينت المصادر نفسها أنه تم سابقا إجراء دراسة وطنية تتعلق بصحة المراهقين المتمدرسين وشملت العينة 4172 تلميذا وتلميذة من مختلف ولايات الجمهورية وتتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة ممن يتابعون دراستهم بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية ومراكز التكوين المهني ومن بين المواضيع التي تناولها هذا البحث الميداني الذي انجز سنة 2000 بالدرس آراء الشباب حول السلوك الجنسي وسلوكاتهم المحفوفة بالمخاطر وسلوكهم الغذائي ومحاور اهتماماتهم الكبرى.. كما تم خلالها ابراز النزعة الاكتئابية لدى المراهقين في تونس وبينت النتائج أن 6,4% من المستجوبين فكروا مرارا في الانتحار.. وحسب الدراسة فإن النسبة المائوية للمراهقين الذين لهم بصفة متواترة أكثر ما يزيد عن خمسة أعراض للاكتئاب ترتفع مع السن لدى الجنسين.. وتتضاعف هذه النسبة بين 12 و14 سنة وبين 15 و17 سنة وترتفع من 10,9 بالمائة إلى 20,2 بالمائة عند الفتيان ومن 22,5 بالمائة إلى 36,3 بالمائة عند الفتيات وتستقر بعد ذلك. وأظهرت التحاليل أنه بالاضافة إلى الجنس والسن توجد أعراض اكتئاب أكثر في الريف وعندما يكون الوالدان مطلقين. كما أن وفاة الاولياء أو هجرتهم ليست لها علاقة بنزعة المراهقين للاكتئاب أما الذين لهم دوما أفكار اكتئابية ويتطلبون أكثر إحاطة فنسبتهم تتراوح بين 11,5% و4,3% بخصوص الفتيان وبين 19,1% و4,5% بالنسبة إلى الفتيات. وتزداد هذه النزعة الهامة للاكتئاب مع السن لتصل إلى الذروة لدى الذين هم بين 15 و17 سنة. وبينت الدراسة أن 14,20% من المستجوبين يجدون صعوبة في التركيز و14,10% يتملكهم دائما الضغط النفسي و13,7% يعتريهم دوما شعور بالخوف و13,30% ينتابهم دوما شعور بالحزن والاكتئاب و10,90% منهم من يتملكهم الياس دوما بسهولة و10,85% لا يقدرون أبدا على الاسترخاء بسهولة و9,3% ينتابهم دوما شعور بالذنب و8,3% تنتابهم دوما أفكار عدوانية نحو أنفسهم و7,3% يشعرون دوما بالاحباط و6,4% يفكرون مرارا في الانتحار و4,4% لا يقدرون أبدا على الضحك أو على الاحساس بالسعادة. القلق النفسي بين البحث الوطني سالف الذكر أن 36 فاصل 9 بالمائة من المراهقين يبدون ألما نفسيا وضنكا شديدا وهذا الشعور يكون أقوى لدى الفتيات وفي الوسط الريفي كما أنه يزداد مع السن بالنسبة للجنسين وعند طلاق الوالدين. وتتمثل أعراض القلق النفسي المصرح بها أكثر من غيرها هي شعور 50 بالمائة منهم نادرا بالارتياح النفسي وشعور 41 بالمائة منهم نادرا بالسعادة وشعور 39 بالمائة منهم بصفة مستمرة بعدم تفهم الغير لهم وشعور 37 بالمائة منهم نادرا بالارتياح الجسدي وشعور 25 بالمائة منهم بصفة متواترة بالعزلة. كما أشارت النتائج إلى أن ثلاثة أرباع المراهقين عاشوا أوقاتا صعبة وبقوا يتذكرونها أو أثرت على حياتهم الحالية وتصرح الفتيات أكثر من الفتيان بأنهن عشن مثل هذه الاحداث ويزداد ذلك مع السن.وتتمثل أحداث الحياة التي عرفها المراهقون هي حسب الترتيب التنازلي الخيبة العاطفية (27فاصل 3 بالمائة) ووفاة قريب (18 فاصل 4 بالمائة) والاقامة بالمستشفى (15 فاصل 7 بالمائة) وتغيير مدرسة (13 فاصل 8 بالمائة) وتغيير الاقامة (11 بالمائة) والتعرض إلى العنف (9 فاصل 3 بالمائة) والهروب من المنزل (7 فاصل 8 بالمائة) وحادث خطير (7 فاصل 2 بالمائة) ومرض خطير (5 فاصل 6 بالمائة) والعنف الجنسي (4 فاصل 1 بالمائة) وانفصال الوالدين (3 فاصل 1 بالمائة). أما الاحداث التي يخشاها الفتيان أكثر من غيرها هي حوادث الطريق والسيدا وأمراض القلب والشرايين أما الفتيات فإنهن يخشين أكثر الاضطرابات النفسية والعقم والحمل غير المرغوب فيه.