برزت أمس من باريس وعدة عواصم عربية مؤشرات إيجابية جديدة عن المصالحة بين قيادة السلطة الوطنية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) وقيادات المقاومة التي تحركت ضمن جبهة واحدة في قطاع غزة ردا على العدوان.. بفصائلها التابعة ل"فتح" و"حماس" و"الجهاد" و"الشعبية" و"الديمقراطية" وبقية التنظيمات المسلحة الصغيرة. تصريحات الرئيس عباس من باريس والمواقف التي عبر عنها عدد من قادة "حماس" في غزة ولبنان ايجابية ومهمة جدا.. لأن الخلافات الداخلية أخطر الاخطاء التي قد تستنزف طاقات القوى الوطنية الفلسطينية التي نجحت في تقديم صورة فريدة من نوعها عن الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال. لقد صدرت خلال الايام الماضية تصريحات لا تخدم مشروع الوفاق الوطني الفلسطيني عن قياديين فلسطينيين بارزين في الدوحة والقاهرة ودمشق ورام الله وعمان وبيروت.. لكن يبدو أن العقلاء في مختلف الفصائل الوطنية وبعض الوسطاء نجحوا في تذكير الاشقاء الفلسطينيين بان المركب مهدد فعلا بالغرق إذا لم يتناسوا خلافات الامس ويعملوا مجددا على توحيد صفوفهم.. حول الحد الادنى المشترك والملح.. أي إنهاء عاجل لمعاناة مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة ورفع الحصار عنها وعن كامل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.. تمهيدا لتحركات وطنية متفرقة تكون أولويتها الاولى والوحيدة إنهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية المحتلة. في هذا الظرف فان المطلوب من الوسطاء العرب والاتراك والايرانيين والاوروبيين أن يدعموا أولا خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.. حسب مرجعية اتفاق مكة السابق بين قيادتي "فتح" و"حماس".. وتوصيات "قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني" في الكويت قبل أسبوعين.. بما فيها تتبع مجرمي الحرب الاسرائيليين وتكفل العواصم العربية بتقديم الدعم السياسي والمالي اللازمين للشعب الفلسطيني.. وإعادة اعمار قطاع غزة المنكوب.