تونس الصباح: تنامت في السنوات الاخيرة حاجياتنا الوطنية في عدد من المهن وذلك تزامنا مع تركز عدد من المشاريع الاستثمارية في بلادنا. وبعد الحديث عن تزايد الحاجة في مجالات مهن البناء والتركيب المعدني والالكترونيك والسياحة وغيرها، برزت اليوم ايضا حاجيات في مهن جديدة في مجال النقل على غرار المهن البحرية والفنيين في الطائرات الى جانب الطيارين فعلى سبيل المثال تقدر حاجياتنا اليوم من الطيارين حوالي 500 طيار اضافة الى الحاجة الى 600 فني طائرات. ويطرح هذا الموضوع تحديات جديدة امام مجال التكوين والتأهيل لتوفير هذه الاطارات المختصة وتزايدت الحاجيات الوطنية من هذه المهن الجديدة في مجال النقل بعد تطور مجالي الملاحة البحرية والملاحة الجوية ولاسيما مع التوجه نحو تركز عديد الاستثمارات في بلادنا في هذه المجالات نذكر على سبيل المثال وفي مجال الملاحة الجوية وخاصة صناعة مكونات الطائرات انها برزت في تونس منذ سنة 2000 ببداية تمركز بعض الشركات التي راهنت على تطور قدرات بلادنا في الانشطة المرتبطة بالتكنولوجيات الدقيقة حيث تتواجد اليوم في تونس كافة المهن المتصلة بقطاع الملاحة الجوية او الصناعات المتصلة بمكونات الطائرات (السباكة والكوابل والمحركات الصغيرة والبلاستيك وصيانة الطائرات ونشاط تكوين قاعدة الطائرات) نشير هنا الى ان عدد المؤسسات الناشطة في هذا المجال يبلغ حوالي 30 مؤسسة. مشاريع استثمارية جديدة ينتظر كذلك ان تساهم المشاريع المزمع تنفيذها في الفترة المقبلة في مجال النقل الى زيادة الحاجيات الوطنية من المتكونين في المهن الجديدة للنقل نذكر على سبيل المثال مشروع مطار النفيضة الذي ينتظر ان يوفر مواطن شغل لفائدة الف عامل بصفة مباشرة وحوالي الفي عاملا بصفة غير مباشرة هذا الى جانب مشروع ميناء المياه العميقة وكذلك اقامة مشروع صناعة مكونات الطائرات الارباص في منطقة بن عروس والذي سيكون جاهزا مع بداية 2010 وسيوفر حوالي 1500 موطن عمل.. دعم مجال التكوين تحتاج تلبية هذه الحاجيات الوطنية وكذلك الاستفادة من الفرص المتاحة في الخارج وخاصة في البلدان الاوروبية لتشغيل اليد العاملة التونسية الى تدعيم مجال التأهيل والتكوين في هذه المهن ولعل الخطوة الاولى في هذا السياق برزت مؤخرا ضمن قرارات المجلس الوزاري الاخير حول قطاع النقل البحري والموانئ الذي اقر وضع برنامج لتأهيل المهن البحرية ووكلاء العبور قصد مساعدتهم على اعتماد التكنولوجيات الحديثة اضافة الى الرفع التدريجي في طاقة استيعاب الاكاديمية البحرية والعمل بالتنسيق بين وزارتي الدفاع الوطني والنقل لايجاد فرص الابحار التطبيقي للتلاميذ الضباط بصدد التكوين لدى الناقلين التونسيين والاجانب ثم في السياق ذاته اقرار ضبط برنامج للاستفادة من التكوين القاعدي الذي توفره منظومتا التعليم العالي والتربية والتكوين في شتى الشعب والمسالك كاعتماد المرحلة الاولى من التلعيم العالي (اختصاص علمي او تقني) لانتداب المترشحين للتكوين في مجالات النقل (الملاحة البحرية والموانئ والنقل البحري واللوجستية والنقل متعدد الوسائط وتصميم السفن وصنعها واصلاحها...). ينتظر ايضا احداث معهد تدريب في مهن البحر بالتعاون مع الجانب الفرنسي في اطار شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص..