قبل 3 أعوام عرض في قاعات السينما فيلم الفنانة سلمى بكار الذي أثار حوارا طريفا: "الخشخاش".. الشريط استقطب اهتمام الطلبة الباحثين وعلماء النفس والاجتماع لانه تناول في صيغة درامية شيقة ظاهرة تعاطي المخدرات "الخفيفة" منذ عقود في تونس.. عندما كانت تسمى "الخشخاش".. أي قبل ظهور التسميات الجديدة من "الزطلة" الى الكوكايين والهيرويين وغير ذلك من "موضات" الحشيش.. (والحشاشين المعاصرين).. طالبة من معهد الصحافة من مدينة صغيرة في الساحل أعدت رسالة ختم الدروس عن هذا الشريط.. سألتها عن السبب فاعلمتني انها متحمسة لمكافحة المخدرات استهلاكا وتجارة لان الظاهرة اصبحت تشمل بعض "الاطفال" و"المراهقين" بالقرب من عدد من المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية والمقاهي وصالونات الشاي الشبابية المختلطة"..؟؟ لم أشاطر تخوفات تلك الطالبة.. قبل عامين.. لكن بعد أن أصبحت الصحف تنشر تفاصيل عن محاكمات لمجموعات من الشبان والفتيات المورطين (والمورطات) في ترويج عشرات الكيلوغرامات من "الزطلة" والمخدرات "الخفيفة والثقيلة" بدأت أشك في وجود "ظاهرة" فعلا.. (واتمنى ان يكون شكي في غير محله).. طبيب نفساني أعلمني أن نسبة متزايدة من زبائنه أصبحت فتيات وفتيانا من ضحايا تجار المواد المخدرة والاقراص الممنوعة.. أو اباءهم المصابين بالانهيار العصبي لما علموا بسقوط ابنائهم في فخ تجار "البضاعة"؟؟ تقاريرالمرصد الوطني للشباب وعدة دارسات جامعية تؤكد أن المخدرات لم تعد ظاهرة منتشرة فقط في المشرق العربي تتعامل معها الافلام والمسلسلات المصرية والخليجية بشكل درامي.. بل انها تحتاج الى مراقبة اكبر للموانئ والمطارات والحدود البرية.. فضلا عن الحاجة لدعم مصالح الرقابة الامنية والادارة الفرعية لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية بعناصر امن باللباس المدني في المقاهي وصالونات الشاي والمعاهد و" النقاط المشبوهة " (مثل بعض " الحماصة " وباعة السجاير).. الجهود المبذولة من قبل مصالح وزارتي الداخلية والعدل مهمة جدا.. لكنها تحتاج الى الدعم ببرامج توعية ومراقبة من قبل القائمين على المؤسسات التربوية والاستشفائية.. كما ينبغي السماح لمراكز التحليل الطبي باجراء تحاليل يطلبها الاولياء لابنائهم مبكرا (دو الحاجة الى امر قضائي).. عسى الكشف المبكر يساعد الاطفال والشباب (واولياءهم) على المعالجة والاقلاع.. قبل فوات الاوان.