سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجنة الزمن المدرسي مطالبة بالحدّ من تحويل أبنائنا إلى فئران مخابر تعليم: إلغاء الثلاثيات... التقليص من المواد والفارق بين الضوارب... احتمالات عدّة مطروحة
تونس- الأسبوعي: تردّدت في الآونة الأخيرة عديد الأخبار في الأوساط التعليمية حول التغييرات الكبرى التي يمكن أن يشهدها مستقبل منظومة التربية والتعليم في تونس في إطار ما تسير عليه أشغال اللجنة المكلفة بالنظر في الزمن المدرسي والتي طغى عليها شعار أن التلميذ ضحية ضغط زمني وعدد مكثف من ساعات الدراسة في اليوم الواحد... ومن ثمّة توالت الأفكار والفرضيات حول كيفية التغيير... فهناك من يقول أن المستقبل مع تغيير نظام الثلاثيات إلى نظام السداسيات لتفادي كثرة الأسابيع بدون دراسة فعلية كل ثلاثي والتي تخصّص للفروض التأليفية ضمن الأسبوع ما قبل المغلق والأسبوع المغلق وأسبوع إصلاح هذه الفروض. أما الشق الآخر فيرى أن العلاج يكمن في الحد من كثرة المواد والتقليص من ساعاتها وفي ذات الوقت التقليص من فوارق ضوارب المواد حتى تتحقق العدالة بين المواد ويحظى المتعلم بنفس الحظوظ سواء كان ذا توجّه علمي أو توجه أدبي. لكن السؤال الأهم أي الخيارات أنجع؟ وعلى أي أسس علمية وبحوث ودراسات دقيقة ستبنى القرارات؟ فبالنسبة إلى الخيار الأول المتعلق بنظام السداسيات ألم تكن مدارسنا ومعاهدنا تتبع هذا النظام لمدة سنوات... ولكن تعالت الأصوات وادّعت إفلاس هذا الخيار وعوّضته بنظام الثلاثيات... فضلا عن الدفاع المستميت لعديد الكوادر التربوية والبيداغوجية عن خيار الأسبوع المغلق وما يمكن أن يحمله من ايجابيات على نتائج التلاميذ ومن ثمّة الحد من نسب الانقطاع المدرسي - المبتغى الدائم لنظامنا التعليمي-... أما الخيار الثاني المتعلق بكثرة المواد والتقليص من ساعاتها فيجدر الاستفهام عمّن بادر منذ سنوات قليلة بتكثيف هذه المواد لتشمل مواد فنية أخرى كالمسرح والموسيقى ولغات جديدة وعلوم فيزيائية لتنطلق مع السنة السابعة أساسي بدعوى تأمين شموليّة تكوين المتعلم وإكسابه تكنولوجيات العصر بفضل مادة الإعلامية إلى جانب الترفيع في عدد ساعات لغة الأنقليزية تعزيزا لمستوى التلميذ وتمتينا لقدرته... حقيقة الأمر يدعو إلى الحيرة والتعجّب ما الذي نريده من متعّلمنا؟ ولماذا نسارع في اختيار مسالك ما ثمّ سرعان ما نتراجع عنها؟ هل أخذ بعين الاعتبار ملامح خريجي مدارسنا ومعاهدنا مع كل تعديل وتغيير؟ هل سيكون المصير ذاته لخيار المقاربة بالكفايات الأساسية والتعلّمات الاختيارية التي اعتبرت في وقت ما ومن قبل كبار مسؤولي التربية والتعليم الحلّ السحري لمرتادي مدارسنا؟ محصّلة القول أبناؤنا أمانة في أعناقنا ومصيرهم يجب ألاّ يكون رهن قرارات لجنة تكوّنت لمدة أسابيع ودرست ظاهر الأمور لا بواطنها... ولا في ذات الوقت رهن رغبة وليّ أقضّ مضجعه ثقل محفظة ابنه... فالأمر أعمق من هذا بكثير... ويجب أن يقع التريّث ودراسة كل الجوانب قبل أخذ القرارات وإحداث التغييرات في هذا المجال... ثم لماذا لا نعود إلى أرشيف الوزارة ونسأل هؤلاء القابعين وراء المكاتب لماذا قبلتم التغييرات في السابق في هذه المسائل بالذات؟ وما الدّاعي من زيادة المواد... بموجب أم بغير موجب؟ الأسئلة كثيرة والأجوبة عنها جدّ متأكدة... والتعليل أكثر من ضروري؟ هارون للتعليق على هذا الموضوع: