تونس - الصّباح: يتم العمل صلب الهياكل المعنية بالقطاع السياحي على استهداف شريحة المتقاعدين للإستفادة من اتساع هذه الشريحة العمرية في البلدان الأوروبية كما في تونس - لمزيد تنمية الحركة السياحية في بلادنا إضافة إلى تحقيق هدف ظل لوقت طويل من نقاط ضعف سياحتنا، وهو تمديد الموسم السياحي خلال الفترة الشتوية وتنشيط الوحدات والوجهات السياحية التي تدخل في حالة ركود ولا تدب فيها الحركة إلا في ذروة الموسم السياحي خلال شهري جويلية وأوت. بوادر هذا التوجه نحو استهداف شريحة المتقاعدين في أوروبا التي أصبحت في السنوات الأخيرة مخزونا سياحيا هاما في هذه الأسواق، انطلقت من خلال ابرام اتفاق مؤخرا بين الديوان الوطني للسياحة والجمعية النمساوية للمتقاعدين على جلب عدد من السياح النمساويين في الموسم الشتوي إلى تونس وتمت في هذا السياق برمجة قدوم 18 ألف نمساوي متقاعد خلال السنة الجارية والسنة المقبلة، وينتظر بالنسبة للسنة الجارية أن يكون قدم ال9 آلاف نمساوي متقاعد خلال شهر أفريل المقبل. عوامل عديدة تجدر الإشارة هنا إلى أنه بالإمكان التوسع في تعميم مثل هذا الإتفاق ليشمل بلدانا أوروبية أخرى تشهد تزايدا في عدد المتقاعدين وسيتواصل على امتداد السنوات المقبلة... وبذلك سيتضاعف عدد المتقاعدين الراغبين في قضاء عطلهم في فصل الشتاء خارج أوروبا، هروبا من شدة برودة الطقس هناك، نحو وجهات يكون مناخها أكثر اعتدالا حيث تتوفر بلادنا على عامل الطقس الملائم لجلبهم، كما يبحث هؤلاء أيضا على منتوج سياحي يتلاءم مع حاجياتهم، الذي وإن توفر هذا المنتوج في جانب منه على غرار العلاج بمياه البحر وعديد الخدمات الصحية الأخرى المتطورة في تونس، إلا أنه يجب العمل على مزيد تطوير المنتوجات السياحية الأخرى التي من شأنها جلب واستمالة السياح المتقاعدين. ...وللسياحة الداخلية نصيب أيضا تتجه أيضا وكما أشرنا في البداية، شريحة المسنين والمتقاعدين إلى الاتساع أكثر فأكثر في بلادنا خلال السنوات المقبلة حيث تعمل بعض الهياكل المهتمة بهذه الشريحة على تمكين هذه الشريحة من الانخراط في دورة السياحة الداخلية على غرار ما أعلنته مؤخرا تعاونية المتقاعدين، في تونس تعمل حاليا التعاونية على اعداده وسيتم الإعلان عنه قريبا. يهدف البرنامج إلى تمكين المتقاعدين في كل الجهات من فضاءات ترفيهية.. إضافة إلى العمل على اعداد اتفاقيات تضمن للمتقاعد التمتع بأنشطة سياحية وترفيهية بأسعارمعقولة تراعي القدرة الشرائية لشريحة المتقاعدين من جهة وتستفيد أيضا مما توفره هذه الشريحة من قدرة استهلاكية يمكن توظيفها في تنشيط حركة السياحة الداخلية التي ظلت هي الأخرى محدودة ولم تصل مساهمتها في الدورة السياحية الى النسب المطلوبة.. وتزامنا مع الشروع مع بداية السنة الجارية في انجاز الدراسة الاستراتيجية لتنمية السياحة في أفق 2016، من المهم أن يكون مجال سياحة المتقاعدين حاضرا في أعمال وتصورات هذه الاستراتيية للنظر في كيفية الاستفادة من هذا المجال السياحي، والأهم العمل على توفير مقومات تنمية سياحة المتقاعدين وشريحة المسنين في بلادنا، من منتوج وخدمات...إلخ