بيع المراكنة.. الاشهار الكاذب.. التلاعب بالأسعار مظاهر برزت مع «الصولد الشتوي» فماذا تم بشأنها؟ «تونس الصباح تستعد الاوساط التجارية وكافة الاطر المنظمة والمتابعة لسير موسم التخفيضات خلال هذه الايام لانطلاق الدورة الموسمية الصيفية الثانية «للصولد» بداية من غرة أوت... وتمثل هذه التظاهرة موعدا هاما لتسوق المواطنين ، وتشهد اسواق ومحلات بيع الملابس الجاهزة والاحذية وبعض المعروضات الاخرى التي بدأ تجارها يتعودون على هذه التظاهرة، وينخرطون فيها على غرار باعة النظارات والعطورات وادوات ومواد التجميل... استعدادا لانطلاق الموسم. فما الجديد الذي تحمله هذه التظاهرة ؟وهل تم اتخاذ جملة من القرارات لتجاوز بعض المخالافات والهنات التيحصلت خلال «الصولد« الشتوي ؟ ملاحظات عديدة بشأن الصولد الشتوي الفارط كان موسم التخفيضات الشتوي لهذا العام قد شهد حركية هامة ومتابعة دقيقة ودعوات اعلامية واسعة لتتبع مسار التخفيضات ومراقبة النشاط طوال مدة العروض. وقد ادى هذا الاهتمام الواسع الى الوقوف عند العديد من التجاوزات والهنات، مما دعا ادارة المراقبة الاقتصادية ومنظمة الاعراف والمنظمة الوطنية للدفاع عن المستهلك الى تسجيل كل الملاحظات والمخالفات والعمل على القيام بدراسة معمقة قصد التوصل الى حث كل الاطراف المشاركة في التظاهرة الى الارتقاء ب«الصولد» والعمل على تعميمه في كل الجهات وانخراط اكثر ما يمكن من التجار في التظاهرة وتنويع المشاركة لكي لا تكون فقط تقليدية ومرتكزة على الملابس الجاهزة والاحذية بدرجة أولى... كما تمت ايضا جدولة انواع المخالفات وتبويبها وذلك للعمل على دراسة الاسباب الحقيقية لها وبالتالي الحث على تجاوزها... ولعل من ابرز ما تم الاعلان عنه من خلال لقاء اعلامي هو الاشارة الى تولي الاطراف المشرفة والمعنية بالتظاهرة والمراقبة لها وممثلي المجتمع المدني القيام بدراسة معمقة قصد البحث عن السبل الكفيلة بتطوير هذه التظاهرة والتحسيس بأهميتها وكذلك تحديد ضوابط لها لتجاوز بعض المظاهر المخلة بها. كنا قد انتظرنا أن تصدر هذه الدراسة قبل بداية موسم التخفيضات الصيفي، لكن وعلى الرغم من تأخير موعد التظاهرة بأيام فإنه ولحد الان لم تصدر هذه الدراسة ولم تقع موافاة الوسط الاعلامي حتى ببعض نتائجها. ولعلنا في هذا الجانب ندعو على الاقل الى دراسة بعض المظاهر وصدور بعض التوصيات قصد الحث على تجاوزها لأن موسم الصولد في عمقه وبعده الحقيقي لا بد ان يقوم على الثقة المتبادلة بين التجار والمتسوقين من المواطنين على اعتبار ان هذا البعد هو الاساسي في تعميق التظاهرة وتطورها ونجاحها وجعلها موعدا هاما لارساء حركية تجارية واقتصادية هامة في البلد وكذلك توسيع دائرتها لينخرط فيها التجار في كل مدن البلد ، وعلاوة على كل هذا لابد ان تتحول الى موعد هام يترقبه التاجر والمواطن على حد السواء. مظاهر نتمنى ان تختفي ولو بشكل تدريجي لمسنا من خلال متابعتنا اليومية لتظاهرة موسم التخفيضات الشتوية خلال الاشهر الفارطة تطورا ملموسا في جملة من الجوانب لعل اهمها اتساع التظاهرة سواء داخل العاصمة او المدن الاخرى، كما وقفنا عند احترام شروط التظاهرة في ما يخص العروض المقدمة في نوعية الملابس والاحذية، كما وقفنا ايضا على شفافية المعاملات لدى العديد من التجار، وايضا عند استرسال العروض حتى الايام الاخيرة من التظاهرة لدى بعض المغازات والمساحات الكبرى، لكن هذا لا يعني ظهور بعض المغالطات وبيع المراكنة والاشهار الكاذب والتلاعب بالعروض والتخفيضات الوهمية وغيرها من الاساليب التي يعمد اليها البعض من التجار . ولعل قائمة المخالفات التي سجلتها مصالح المراقبة الاقتصادية دليل على ذلك. وفي اعتقادنا فإن مثل هذه المظاهر تبقى من الشواذ، وان تظاهرة التخفيضات التي تعتبر حديثة العهد لدينا مقارنة ببعض البلدان الاوروبية التي ترسخت داخل مجتمعاتها تتطلب شيئا من الوقت لنمو عقلية الشفافية داخلها ولتطويرها على اساس انها فرصة للجميع وبعدا آخر يمثل حراكا للدورة الاقتصادية اليومية. وبقدر ما نأخذ هذا بعين الاعتبار فان ضرورة المتابعة الدقيقة لتطور التظاهرة والحث على نقاوتها ودفع المواطن على التعود عليها تبقى ايضا شرطا اساسيا من شروط اهتمام المراقبة الاقتصادية والناشطين في القطاع وغيرهم ممن لهم صلة اجتماعية ومدنية بهذه الانشطة . ولعل الحوافز والاعلام والاشهار وتطوير اساليب الردع تبقى في تقديرنا كلها ضرورية للتقدم بالتظاهرة وتجذيرها في العادات والتقاليد لدى كل الاطراف