طهران الصباح: من مبعوثنا - كمال بن يونس الرحلة بين مطار تونسقرطاج الدولي ومطار طهران الجديد (مطارالامام الخميني) تستغرق حوالي 14 ساعة بسبب غياب الرحلات المباشرة وطول مرحلة الانتظار في مطارات العبور.. رغم إبرام البلدين اتفاقية في هذا الاطار خلال زيارة أداها وزير النقل قبل نحو عامين الى العاصمة الإيرانية في سياق سلسلة الاجتماعات الوزارية السياسية والاقتصادية المشتركة وأهمها اللجنة السنوية المشتركة التي تنطلق اليوم بإشراف وزيري التجارة في البلدين.. بعد اتفاق العاصمتين على ذلك بعد سنوات كان فيها الاجتماع يتم تحت إشراف وزيري الخارجية. ترؤس وزيري التجارة للاجتماع الدوري الذي يقيم سنويا ملفات التعاون الثنائي مرده خاصة هيمنة الصبغة الاقتصادية والتجارية على العلاقات بين البلدين بعد أن نجحت السياسة والدبلوماسية في زيادة قيمة المبادلات في الاتجاهين من أقل من 50 مليون دولار إلى ما بين 300 و400 مليون دولار.. أغلبها من الفسفاط والمواد الكيمياوية والفلاحية بالنسبة للصادرات التونسية الى ايران مقابل استيراد تونس منتوجات إيرانية مختلفة من بينها سيارات بيجو تصنع في ايران والصناعات التقليدية. 5 الاف سائح ايراني في تونس ومن بين مجالات التعاون الثنائي الجديدة بين البلدين التي ستبحثها اللجنة المشتركة تطوير التعاون في المجال السياحي.. بعد أن نجحت الجهود القائمين على القطاع في أن ترفع بسرعة عدد السياح الايرانيين من 400 سنويا الى أكثرمن 5 الاف.. النسبة الاكبرمنهم يحلون بتونس في النصف الثاني من الشهر الحالي بمناسبة احتفالات الشعب الايراني باعياد الربيع والورود (أعياد النيروز) الموروثة عن مرحلة ما قبل الاسلام.. وهي أكثر اعياد يستعد لها الايرانيون ويولونها اهتماما اجتماعيا ويخصصون لها نفقات مهمة أكثر من عيدي الاضحى والفطر بما في ذلك بعد الثورة والاطاحة بنظام الشاه قبل 30 عاما.. الرحلات المباشرة وقد أكد لنا سفيرتونسبطهران الاستاذ حاتم الصايم أن السياح الايرانيين يميلون الى زيارة تونس وتركيا التي يحملون عنهما صورة نموذجية من حيث انفتاحهما على الغرب مع تمسكهما بالهوية الثقافية الإسلامية. لكن لا يزال أمام رجال الاعمال في قطاعات السياحة والنقل جهود كثيرة حتى يرتفع عدد السياح الايرانيين أكثر ضمن نظام الرحلات الجماعية المنظمة خاصة بعد أن ناهز عددهم في المناطق السياحية التركية المجاورة لبلدهم الميلون ونصف المليون. ومن بين العوامل المشجعة تنظيم الرحلات المباشرة.. حيث تنخفض مدة الرحلة من 14 ساعة أو أكثر إلى حوالي 5 ساعات فقط.. فضلا عن التخلص من معاناة "الترنزيت". السياحة العائلية والثقافية كما تحتاج سياحة العائلات والمجموعات الايرانية (والعربية والخليجية خاصة) إلى أن تتاقلم المؤسسات السياحية التونسية مع طلبات السائح المشرقي.. ومن بينها برامج تنشيط للكبار والأطفال بلغته (العربية او الفارسية أو التركية..) وليس بالايطالية والفرنسية والألمانية.. مثلما يلاحظ في بعض فنادقنا.. كما ينبغي مراعاة عادات السائح المشرقي.. ومن بينها عدم إجباره على تناول وجبة العشاء خلال إجازته قبل الثامنة أو التاسعة ليلا.. صيفا وشتاء.. فضلا عن ضرورة تكريس ما قيل ويقال دوما عن "المسالك الثقافية السياحية".. لأنه يقبل حاليا اكثرعلى تركيا ومصر وسوريا ولبنان والاردن والمغرب مثلا بفضل توظيف تلك البلدان للمعالم الثقافية والتراثية سياحيا. ومهما كان حرص السائح المشرقي العربي أو الإيراني أو التركي على الترفيه والراحة فان أولويته عند زيارة تونس ليست البحث عن الشمس والبحر والمسبح مثل الأوروبي القادم من مناطق باردة ومغيمة أغلب الوقت ولكنها البحث عن "الجديد".. وهو ما يستوجب تشجيع أنواع جديدة من السياحة من بينها الثقافية والغذائية والاجتماعية وسياحة المؤتمرات أكثر.. التعليم والثقافة والصحة هذه القضايا وغيرها التي تثار بمناسبة الاجتماع الدوري للجنة المشتركة تطرح أكثر فأكثر موضوع تجسيم القرارات والاتفاقيات السابقة التي سبق أن وقعها وزيرا الخارجية وأعضاء في حكومتي البلدين.. بما في ذلك في قطاعات التربية والتعليم والثقافة والصحة والشؤون الاجتماعية ومختلف المجالات الاقتصادية.. مع تشريك أكبر لممثلي القطاع الخاص. في هذا السياق يشارك منذ يومين في الاجتماعات التحضيرية والموازية للجنة المشتركة ثلة من كبار المسؤولين في الوزرات الاقتصادية والفنية وحوالي 15 رجل أعمال تونسي معروف بعضهم سبق له أن نجح في إبرام صفقات تجارية مهمة مع نظرائه الإيرانيين ومسؤولون عن مكونات صناعة السيارات. وقد زار طهران قبل ايام وزير الصحة السيد المنذر الزنايدي الذي سبق ان زارها بصفته وزيرا للتجارة والسياحة ضمن وفد رفيع شارك في مؤتمر وزراء الصحة في الدول الاسلامية . كما يزور ايران حاليا رئيس الجامعة الزيتونية وسبق ان زارها السيدان الازهر بوعوني وزيرالتعليم العالي وعبد الرحيم الزواري وزيرالنقل . أكثر من 300 مليار دولار لكن المبادلات التجارية التي تضاعفت 6 مرات بسرعة والاستثمارات التونسيةالإيرانية يمكن أن تشهد قفزة نوعية خلال المرحلة القادمة.. بحكم الفرص الهائلة الموجودة في إيران التي ارتفعت قيمة مبادلاتها مع العالم اجمع خلال الاعوام الماضية لتفوق ال300 بليون دولار.. ويحتل الصدارة حاليا في المبادلات الخارجية لإيران كل من الصين (حوالي 20 ملياردولار) وكوريا الجنوبية (حوالي 17 مليار) واليابان (15 مليارا) والهند (13 مليارا) وألمانيا (5 مليارات) وايطاليا (4 مليارات) وفرنسا (3مليارات ).. ودخلت على الخط دول جديدة من بينها دول أمريكا اللاتينية وخاصة فينزويلا التي أبرمت طهران مؤخرا اتفاقا مع قيادتها لإلغاء التأشيرة في الاتجاهين مؤقتا "بصفة تجريبية".. وهي تجربة يجب أن تعمم بين بعض الدول العربية والاسلامية بينها تونسوايران.. على الاقل بالنسبة لرجال الاعمال والاعلام والثقافة والمسؤولين السياسيين.. بعد أن بدأ تجسيم اتفاقية تونسيةايرانية تلغي التاشيرة بالنسبة لكل حاملي جوازات السفر الخاصة (الحمراء) والديبلوماسية (الزرقاء).. على غرار ما هو معمول به بين تونس والاتحاد الاوروبي وجل الدول العربية.