تونس-الصباح بهدف تدعيم نجاعته في مكافحة التدخين، يتم حاليا إعداد مشروع تنقيح وإتمام قانون فيفري 1998، الذي يمنع التدخين داخل الفضاءات العمومية، من خلال خاصة تحجير كل أشكال الدعاية والإشهار للتبغ ومنتجاته، ومزيد إبراز الآثار السلبية للتدخين، إلى جانب إدراج كل العبارات التي تعطي انطباعا خاطئا عن التدخين، وإدراج فضاءات جديدة في قائمة الفضاءات
العمومية التي يحجر فيها التدخين، ومراجعة استخلاص الخطايا المترتبة عن مخالفة أحكام قانون تحجير التدخين، في إطار ايجاد آلية ناجعة لمتابعة المخالفين. كما تعمل المصالح المعنية بوزارة الصحة على تكثيف حملات المراقبة ورفع المخالفات من خلال تدعيم عدد المراقبين، وتفعيل دور اللجنة الوطنية واللجان الجهوية المحدثة للغرض. وذلك في إطار الخطة الوطنية المبرمجة لوضع سنة 2009، سنة مكافحة التدخين. والتي تهدف إلى التقليص بصفة ملموسة من نسبة المدخنين خلال الخمس سنوات المقبلة. وتنمية المعارف وتطوير المواقف والسلوك الرافض للتدخين لدى كل الفئات. ويمثل التدخين في تونس العامل الرئيسي لوفاة 6850 شخصا سنويا منهم 6 آلاف رجل، و850 إمرأة، وتفيد الدراسات أن نسبة التدخين لدى الكهول في تونس تقدر بحوالي 35 بالمائة (50 بالمائة من الرجال الكهول مدخنين، وبين 5 إلى 15 بالمائة من النساء مدخنات). كما أفرزت دراسة حول صحة المراهقين بالوسط المدرسي أنجزت سنة 2007 أن نسبة المدخنين لدى هاته الفئة تقدر ب12.8 بالمائة وترتفع مع ارتفاع العمر. لتصل إلى أكثر من 20 بالمائة بين 18 و20 سنة. كما أبرزت الدراسة أن التلميذ يبدأ ممارسة التدخين من سن 13 سنة، إلى جانب انتشار ظاهرة الشيشة لدى هذه الفئة العمرية (13,5 بالمائة من الذكور و4 بالمائة من الإناث يدخنون الشيشة. وتبلغ نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة، ويعيشون في وسط عائلي به على الأقل مدخن 70 بالمائة.. جدير بالذكر أنه سيتم بمساهمة جميع الأطراف، وعلى مدار السنة، تدعيم الجانب التحسيسي والتوعوي بمضار آفة التدخين من خلال عدة أنشطة علمية وثقافية ورياضية، على غرار تعميم مشروع مؤسسات صحية خالية من التبغ، وتكثيف المعارض الوثائقية حول الوقاية من التدخين. فضلا عن مزيد تنظيم ملتقيات وطنية للإعلام والتحسيس والتكوين لفائدة الأطباء والأعوان شبه الطبيين والأخصائيين النفسانيين للصحة العمومية. والحصص التوعوية الموجهة للشباب بنوادي الصحة المدرسية والجامعية. وتدعيم الشراكة مع مختلف الهياكل ومكونات المجتمع المدني في هذا الاتجاه. يذكر انه تم بعث عيادات المساعدة عن الإقلاع عن التدخين بعدة مستشفيات جامعية وبعض مراكز الصحة الأساسية ليبلغ عددها حاليا 20 عيادة، استقبلت سنة 2007، حوالي 6 آلاف مدخن، تتراوح نسبة النجاح فيها بين 17 و30 بالمائة. وقد تم في ذات السياق توفير المعوض النيكوتيني بصفة مجانية لكل من يرغب في الإقلاع عن التدخين. للإشارة، يندرج التدخين ضمن أهم المسببات لبعض الأمراض المزمنة والخطيرة، كالأمراض السرطانية، وأمراض القلب والشرايين والتهاب القصبات المزمن، مما يحتم تدعيم الآليات وتضافر الجهود للحد من هاته الظاهرة وانعكاساتها. علما وأن التدخين يتسبب في وفاة 8 مليون شخص، 80 بالمائة منها تحدث في البلدان النامية. وقد أثبتت البحوث في عدة بلدان متقدمة على أن منع التدخين بالمقاهي والملاهي، بالتوازي مع الرفع في سعر السجائر أدى إلى انخفاض هام في نسبة المدخنين.