تسهيل مرور 25 ألف عربة يوميا وتخفيف ضغط المرور على مداخل العاصمة ومدينتي حلق الوادي والكرم تونس الصباح: بعد قرابة الخمس سنوات من الاشغال,تم أمس وبصفة رسمية فتح الجسر المعلق الرابط بين رادس وحلق الوادي أمام السيارات ومختلف العربات. وبذلك يتم الربط بين الضواحي الشمالية والجنوبية عبر هذا الجسر بعد أن كان قنال تونس للملاحة يفصل بين الضفتين ويمثل عائقا للربط الجغرافي البري بينهما بعد أن كانت البطاحات ولسنوات تلعب دور الرابط والناقل للعربات والاشخاص بين الضواحي الشمالية والضواحي الجنوبية رغم محدودية طاقة استيعابها وعدم امكانية حملها للعربات التي يفوق وزنها 3,5 طن. وبانطلاق عمل الجسر ستتمكن قرابة 25 ألف سيارة من العبور يوميا بين الضفتين بصفة عادية ودون انتظار للبطاح ودون تعطيل ومضيعة للوقت. والانجاز هو عبارة عن جسر على مستوى قنال البحيرة الجنوبية بطول 180 مترا وطريق ذات ممرين في كل اتجاه بطول 2كلم وحاجز وسطي وجسر المقاربة الجنوبي للجسر الرئيسي بطول 400 متر. ويتمثل مشروع جسر رادس حلق الوادي في اقامة2003 متر من الجسور منها جسر رئيسي مشدود بكوابل بطول 260 مترا وإنجاز 12,65كلم من الطرقات ذات ممرين في كل اتجاه تنطلق من الطريق الجهوية 33 على مستوى حي النور برادس لتمر بضفاف البحيرة الجنوبية غربي ميناء رادس ثم تعبر قنال تونس للملاحة وخط المترو تونسالمرسى لتمر وراء محطة توليد الكهرباء بحلق الوادي محاذية ضفاف بحيرة تونس الشمالية لتربط أخيرا مع الطريق السريعة الكرم قمرت على مستوى الطريق الجهوية33 . ويعد جسر حلق الواديرادس من أبرز المشاريع المنجزة في تونس في السنوات الاخيرة. وهو عبارة عن جسر معلق يربط بين حلق الواديورادس وبالتالي بين الضواحي الشمالية والجنوبية التي يفصل بينها قنال وكانت حركة المرور بينها مؤمنة فقط بواسطة بطّاح. وينتظر أن يغير الجسر من المشهد العام للمنطقة وحتىّ طبيعة الحياة ككل في العاصمة وضواحيها ويفك عزلة الضواحي الشمالية والجنوبية عن بعضها ويربط بينها ويسهل حركة المرور والتنقل. ولن تقتصر تأثيرات الجسر الجديد المعلق على منطقتي حلق الواديورادس فحسب بل سيكون تأثيره المروري والاقتصادي على كامل منطقة تونس الكبرى تقريبا بحيث سيربط الجسر بين ثلاث ولايات وهي تونس وبن عروس واريانة إضافة الى ما سيمثله من أهمية خاصة في ظل المشاريع الكبرى التي تشهدها البحيرة الشمالية والجنوبية. وينضاف الى الجسر المعلق مكونات جانبية وبعض الطرقات والجسور الاخرى الملحقة به على غرار الربط الجنوبي من جهة رادس بين الطريق الجهوية رقم 33 وكذلك المحوّل الذي سيربط الجسر الرئيسي بالطريق السريعة تونس حلق الوادي.ويذكر أن الربط الشمالي بين الطريق السريعة تونس حلق الوادي والسريعة المرسى قمرت قد انتهى ودخلت هذه الطرقات السريعة حيز الاستغلال منذ أشهر. ويتكون المشروع من جسر معلق مشدود بكوابل مثبتة في برجين أساسيين علوهما نحو 45 مترا فوق سطح البحر يرتكزان على أوتاد عميقة جدا ذات قطر يناهز المترين للواحد ويختص هذا الجسر بموقعه البارز عن بعد وبحداثة تصميمه وطابعه الجمالي الفريد وغير الموجود الا في بعض العواصم والمدن الغربية. ويعلو الجسر على سطح الماء بنحو 20 مترا مما يسمح بعبور مختلف أنواع السفن من تحته بكل سهولة. وسيمكن المشروع من إحداث ربط مباشر وسريع بين الضاحيتين الشمالية والجنوبية عبر قنال تونس للملاحة. هذا الى جانب خلق طريق حزامية للضاحية الشمالية مع الطريق السريعة المرسى قمرت.وخاصة ربط مينائي رادس وحلق الوادي ببعضهما وبالطرقات المهيكلة تفعيلا لدورهما في دعم الانشطة الاقتصادية والصناعية بمحيط تونس الكبرى.كما ساهم المشروع في انجاز وتشييد ما يزيد عن ال15كلم من الطرقات السريعة ذات الممرين في كل اتجاه منها 2000م من الجسور المسبقة الشد والمرتكزة على أوتاد مدقوقة إلى جانب ردم حوالي 20 هكتارا من البحيرة الشمالية. ويتوقع أن تصل حركة المرور فوق الجسر المعلق إلى 25 ألف عربة يوميا، وسيمكن من الربط المباشر والسريع بين الضواحي الشمالية والجنوبية وبالتالي بين ولايات تونس واريانة وبن عروس والمساهمة في إضفاء حركية وديناميكية جديدة على مدن وضواحي تونس الكبرى وبالخصوص الحد من ضغط حركة المرور على الطرقات الرئيسية الجنوبية المؤدية إلى العاصمة بعد أن كانت الاغلبية تفضل المرور عبر تونس العاصمة بدل الانتظار المطول للبطاحات التي أصبحت عاجزة عن الايفاء بدورها أمام محدودية طاقة استيعابها.