المظنون فيهما يشخّصان جريمتهما بعد القبض عليهما الأسبوعي - القسم القضائي: شهدت منطقة بوسهم الريفية الواقعة على الطريق الجهوية رقم 27 في جزئها الرابط بين مدينتي نابلوقرمبالية في ساعة متأخرة من مساء يوم 11 مارس الفارط جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها كهل فرنسي في سن السابعة والأربعين من يدعى «بيار مارشيلاني». وكان من الممكن ان تظل هذه الجريمة في السر دون أن يتفطن لوقوعها أي كان باعتبار أن الجثة تم دفنها ولكن معلومة بلغت الى مسامع أعوان مركز الأمن الوطني ببني خيار قادت الى الكشف عن اللغز. علاقة صداقة وحسب ما توفر من معطيات فإن الهالك تسوغ شقة بمدينة بني خيار ليقيم بها من حين لآخر وقد مكنته زياراته المتعددة من التعرف على شاب حتى توطدت العلاقة بينهما وأصبح الضحية يتردد على عائلة هذا الشاب قبل ان يتعرف أيضا على ابن عم صديقه. جلسة خمرية إثر زيارته الأخيرة في فيفري الفارط التقى الضحية بصديقيه وقاموا بعدة رحلات ترفيهية وفي مساء يوم الإربعاء 11 مارس الجاري اتفقوا على تنظيم جلسة خمرية لذلك توجهوا جميعا الى مكان بعيد عن الأنظار وسط الحقول الشاسعة بمنطقة بوسهم الريفية ولمعاقرة الخمرة. في الأثناء وقع خلاف بين الهالك وأحد نديميه سرعان ما تطوّر الى مشادة كلامية قام أثناءها أحد الشابين بدفع الهالك الذي من سوء حظه فقد توازنه باعتباره كان في حالة سكر فأصابه أحدهما بحجارة في الرأس ليسقط ويرتطم بصخرة مما أدى الى وفاته. دفن الجثة وكتم السر ولئن لم يقصد المظنون فيهما قتل الهالك حسب اعترافهما فإنهما سرعان ما خططا لإخفاء الجثة حتى يتسترا عن الجريمة وهو ما حصل فعلا اذ قاما بشد وثاق رجلي الهالك بجبل ثم أخفيا الجثة في «باش» وتركاها بموقع الجريمة قبل أن يجلب أحدهما فأسا و«بالة» وتعاونا على حفر قبر قاما لاحقا بدفن جثة صديقهما الفرنسي وغادرا المكان بعد ان تواعدا على كتم السر الى الأبد. اعتراف في الأثناء تداول بعض أجوار الهالك ببني خيار خبر اختفائه المفاجيء الى أن بلغت المعلومة الى أعوان مركز الأمن الوطني ببني خيار الذين أجروا بالتنسيق مع أعوان فرقة الشرطة العدلية بنابل تحريات حينية مكنتهم خلال الأسبوع الفارط من تحديد هوية أحد أصدقاء الكهل الفرنسي الذي بسماع أقواله الصديق اعترف مباشرة بمسؤوليته عن قتل الأجنبي وحدد هوية شريكه كما دل الأعوان على مكان إخفاء الجثة. إيقاف المشبوه فيه الثاني وإثر إشعار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية أصدرت إنابة عدلية تولى بمقتضاها أعوان فرقة الأبحاث العدلية بإقليم الحرس الوطني بنابل مواصلة البحث في القضية فأجروا المعاينة الموطنية بحضور المظنون فيه الأول والسلط القضائية وأخرجوا الجثة التي بدأت عليها أثار التعفن ونقلوها الى مخبر الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي محمد الطاهر المعموري بنابل لفحصها وتحديد أسباب الوفاة. وبالتوازي انطلق الأعوان في التحريات على قدم وساق الى أن تمكنوا في اليوم الموالي من إلقاء القبض على المشبوه فيه الثاني بعد تحصنه بالفرار في مدينة باجة. وقد قاما المظنون فيهما بالتشخيص الأولي للجريمة في انتظار أن يواصل قلم التحقيق الثاني بابتدائية قرمبالية التحقيقات لكشف المزيد عن ملابسات هذه الجريمة. صابر للتعليق على هذا الموضوع: