تونس الصباح: ينتظر أن يحلّ بيننا خلال الساعات القادمة المخرج السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي لمواكبة حدث خروج شريطه «عيد ميلاد ليلى» الى القاعات في تونس. وشريط «عيد ميلاد ليلى» الذي هو من انتاج مشترك تونسيفلسطيني عرف نجاحات كبيرة في عديد المهرجانات والتظاهرات السينمائية القارية والدولية فمن جائزة التانيت الفضي في الدورة الاخيرة (2008) لايام قرطاج السينمائية وجائزة احسن ممثل التي حازها بطل الشريط محمد بكري الى جائزة احسن فيلم بمهرجان «مونس» السينمائي ببلجيكا ومرورا بجائزة أحسن فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وغيرها.. كلها تتويجات دولية استحقها عن جدارة هذا الفيلم الذي اشاد به كل من شاهده من النقاد.. شركة «سينيتيليفيلم» لصاحبها المنتج الراحل أحمد بهاء الدين عطية الشريك في انتاج هذا الفيلم الجديد لرشيد مشهراوي والتي يديرها نجله المنتح الشاب حبيب عطية تكون بدورها قد برهنت عن حرفية كبيرة بدخولها كطرف تونسي في انتاج هذا الشريط للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي المعروف بانه صاحب «عين» سينمائية تجمع بين الواقعية ورصد كل ما هو جميل وبسيط ومؤثر في وقائع الحياة اليومية البسيطة للانسان الفلسطيني تحت الاحتلال.. فأفلام هذا المخرج المعروف بكونه اول مخرج سينمائي فلسطيني صنع افلاما تحت الاحتلال الاسرائيلي جميعها حازت على اشادة النقاد وحصلت على جوائز دولية وقارية هامة بدءا بفيلمه الروائي الطويل الاول «حتى اشعار آخر» (1993) ومرورا بشريط «حيفا» (1996) ووصولا الى شريط «تذكرة الى القدس» (2002) وشريط «انتظار» (2005) ثم أخيرا وليس آخرا شريط «عيد ميلاد ليلى» فضلا عن افلامه الوثائقية الأخرى. «عيد ميلاد ليلى» اذن، وخلال الايام القليلة القادمة سيكون احباء السينما في تونس على موعد مع نزول شريط «عيد ميلاد ليلى» الى القاعات وهي بالتأكيد مناسبة تتاح للجمهور العريض لمشاهدة هذا الشريط الذي أكد من خلاله المخرج رشيد مشهراوي انه صاحب «أسلوب» قوامه البساطة والجمال في صنع الصورة السينمائية المؤثرة والبليغة.وشريط «عيد ميلاد ليلى» يروي تفاصيل بسيطة من يوم في حياة مواطن فلسطيني يعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي اضطر لان يعمل سائق أجرة على الرغم من انه في الاصل قاض، ولكن ونظرا لعدم توفر الوظيفة والراتب في وزارة العدل التابعة للسلطة الفلسطينية فانه تحول الى سائق سيارة أجرة.. هذا المواطن الفلسطيني الذي يدعى «أبو ليلى» سنراه في الشريط يجاهد من أجل تحقيق غاية بسيطة تتمثل في ان يعود في المساء الى بيته وهو محمّل ب«خبزة قاطو» وهدية لابنته ليلى التي تنتظره مع امها في البيت للاحتفال بعيد ميلادها.. فهل سيتمكن من ذلك فعلا؟.. يبدو أن الحياة اليومية في فلسطينالمحتلة لها احكامها على امثال «أبو ليلى»..