إثر مكالمة هاتفية وردت على وكالة الجمهورية بالقيروان حول وجود جثة آدمية يوم 6 فيفري 2007 ملقاة بمسلك فلاحي بمنطقة الشبيكة، تم حصر شبهة جريمة القتل العمد في شخصين وأذنت بالتحري حول حيثيات الواقعة وبسماع والدة الهالك صرحت أن ابنها لم يعلمها بوجود خلافات مع معارفه لذلك تجهل الاسباب الداعية لقتله، كما نفت وجود خلافات بين عائلتها وعائلتي المظنون فيهما.. هذا وكان مكتشف الجثة قد صرح بأنه يعمل حارسا بالغابات بجهة الشبيكة ويومها كان مارا بأحد المسارب الفلاحية فشاهد شخصا ممددا وباقترابه منه تبين انه ميت، فبادر باعلام السلطة. وباستجواب المتهم الاول لدى قلم التحقيق اعترف بانه يعرف الهالك جيدا، والذي غالبا ما يضايقه ويعتدي عليه بالسب والشتم على مرأى من الناس ويومها كان متواجدا قرب خزان المياه بصدد بيع الخمر خلسة لفائدة والد المتهم الثاني، وكان متناولا لكمية من الجعة، وفي الأثناء قدم عليه المدعو (أ) صحبة الهالك وطلب قارورتي خمر فذهب الى مكان اخفيت فيه السلعة وجلب اربع قوارير سلم 2 للشاري مقابل 11 دينارا، فغادر الشاري مع الهالك، وبعد مسافة قصيرة واصل السير بمفرده في حين رجع الهالك وطلب احدى القارورتين وهدده بالويل ان رفض.. فطلب منه المغادرة الا انه واصل الطلب والتهديد، فتوجه (المجيب) الى مكان القارورتين وسحب واحدة قدمها له وطلب منه مرافقته الى مكان منزو بعيدا عن اعين الناس في اتجاه غير الذي قدم منه قد الانفراد به لتأديبه حيث اشتد غضبه وتراكمت في ذهنه ممارسات الهالك تجاهه سابقا ولما تأكد انه في مأمن من ان يلاحظه احد استل سكينا واصابه مرة واحدة ببطنه ولما سقط على الارض جره وتركه حذو حاجز ترابي كي لا يراه احد، ثم توجه الى مؤجره (والد المتهم الثاني)، واخفى السكين... وسعى للاتصال بالمتهم الثاني الى ان وجده فقاده الى الجثة واطلعه على فعلته، وحرص على طلب المساعدة في نقلها بعيدا... وبعد خوف وانفعال وافق على المساعدة ونقلا الجثة الى حيث تم اكتشافها.. هذه الرواية صادق الثاني عليها معترفا بدوره المذكور فيها.. واكد انه طلب من القاتل الاعلام بما فعل ولكنه الح عليه في المساعدة بصيغة التهديد وهكذا تقرر احالة الاول على المحاكمة بتهم القتل العمد وحمل ومسك سلاح ابيض بدون رخصة والسكر الواضح، وبيع المشروبات الكحولية خلسة. كما احيل الثاني بتهم المشاركة في القتل العمد والسكر والاتجار في المواد الكحولية بدون رخصة. وفي الجلسة الأخيرة اعترف الاول بطعن خصمه وتراجع في حيثيات وظروف الواقعة واكد ان الهالك بادر بسبه والاعتداء عليه. أما الثاني فقد انكر ما نسب اليه ونفى انه قام بمساعدة الاول على نقل الجثة الى مكان بعيد لابعاد الشبهة. واثر المفاوضة قضت المحكمة بسجن الاول مدة ستة وعشرين عاما وبسجن الثاني مدة سبع سنوات.